التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةنفطوحدة أبحاث الطاقة

إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت.. خطوات لحل المعضلة بين زيادة إنتاج النفط وخفض الانبعاثات

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الكويت تسعى للموازنة بين زيادة إنتاج النفط وخفض الانبعاثات
  • الكويت تستهدف زيادة طاقة إنتاج النفط إلى 4 ملايين برميل يوميًا
  • حقل الدرة المشترك مع السعودية محلّ تركيز في إستراتيجية الكويت
  • تشغيل مصفاة الزور أسهم في تعزيز إنتاج المشتقات النفطية منخفضة الكبريت

جاءت إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت لتؤكد التزام منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط بتحقيق الحياد الكربوني، ومشاركتها في محاربة التغيرات المناخية، رغم استمرار إنتاج الوقود الأحفوري المتهم الرئيس بالانبعاثات الضارة.

وكانت الكويت قد نجحت في الآونة الأخيرة، مع تشغيل مصفاة الزور، بإنتاج مشتقات نفطية منخفضة الكبريت لتتّسق مع التوجّه العالمي نحو الوقود المتوافق مع البيئة الذي يسهم في خفض الانبعاثات الضارة.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت بحلول 2050، التي أعلنتها مؤسسة البترول الكويتية، مؤكدة أن النفط سيظل جزءًا حيويًا في أيّ سيناريو لتحول الطاقة.

مستهدفات عامة

يأتي استمرار إنتاج الوقود الأحفوري بمقدّمة إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت، بشرط أن يكون أقلّ كثافة من الانبعاثات عالميًا، مع الوصول إلى حياد الكربون في نطاقات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، والاستثمار في مصادر الطاقة البديلة المبتكرة.

وبحسب وزارة النفط، تضمن إستراتيجية الكويت لتحول الطاقة لعام 2050 تدفّق إيرادات إضافية تصل إلى 11 مليار دولار سنويًا في خطّتها الخمسية المقبلة.

مصفاة ميناء عبدالله
مصفاة ميناء عبدالله - الصورة من شركة البترول الوطنية الكويتية

ولتحقيق ما سبق، حددت إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت 9 خطوات، يأتي في مقدمتها إنتاج الطاقة المتجددة بدءًا من عام 2025، واستعمالها في عمليات الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية وتخزينها بحلول عام 2050.

بينما تضمنت الخطوة الثانية الاستمرار في رفع كفاءة الطاقة بنسبة تتراوح ما بين 8 و12% بالمرافق التابعة لشركات مؤسسة البترول الكويتية بحلول عام 2050، وثالثًا الوصول إلى المعدل الصفري بحرق الغاز بداية من عمليات شركات نفط الكويت في عام 2030، ثم تحقيقها في كل الشركات التابعة بحلول عام 2040.

وشملت الخطوة الرابعة بإستراتيجية تحول الطاقة في الكويت، العمل على التقاط الكربون وتخزينه لإعادة استعماله محليًا بحلول عام 2050.

وخامسًا، استمرار تركيب وسائل الشحن الكهربائي عبر محطات التجزئة العالمية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، على أن تبدأ في توفيرها بالمحطات المحلية بحلول عام 2030.

وفي الخطوة السادسة، العمل على إعادة تدوير البلاستيك داخل الكويت وخارجها، بينما تعتمد الخطوة السابعة على البدء في إنتاج الوقود من مصادر ثانوية، مثل المخلّفات داخل البلاد وخارجها بحلول عام 2030، والتوسع في إنتاج الوقود الحيوي بحلول 2050.

وثامنًا، تستهدف إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت بناء أول مصنع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040، وفي الخطوة التاسعة الالتزام بمبادرة تشجير مساحة تراكمية تصل إلى 5 آلاف كيلومتر مربع بحلول عام 2045.

وتؤكد مؤسسة البترول الكويتية أنها تأتي من بين أقلّ الشركات المنتجة للنفط والغاز كثافة في الانبعاثات عالميًا، ما يدعم إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مستهدفات قطاع النفط

تضمنت إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت مستهدفات لإنتاج النفط الخام والمشتقات داخل البلاد وخارجها، لتحقيق طاقة مستدامة، مع الاستفادة من تصدير الوقود الأحفوري للخارج، كونه يشكّل الجزء الرئيس لإيرادات الكويت، بنسبة تصل إلى 90%.

وتستهدف مؤسسة البترول الكويتية تحقيق إنتاج مستدام للنفط في البلاد، يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2035.

كما تستهدف الوصول بطاقة إنتاجية مستدامة للغاز غير المصاحب عند مستوى ملياري قدم مكعبة يوميًا، بحلول عام 2040.

ويأتي حقل الدرة المشترك مع السعودية على رأس إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت، بدعم من احتوائه على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي تبلغ 11 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى 300 مليون برميل من النفط.

وعن استثمارات المؤسسة خارج البلاد، تستهدف إستراتيجية الكويت تطوير وتحسين محفظة الأصول الحالية والحصول على فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية مع الشركات النفطية العالمية، لزيادة أرباح مؤسسة البترول الكويتية.

وبصفة عامة، بلغ إنتاج الكويت من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية 3.028 مليون برميل يوميًا في 2022، كما يرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسائل الغازية في الكويت

قطاع التكرير والبتروكيماويات

فيما يتعلق بنشاط التكرير، تستهدف مؤسسة البترول الوصول بالطاقة التكريرية للكويت إلى 1.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، من 1.4 مليون برميل يوميًا حاليًا، بعد تشغيل مصفاة الزور.

يأتي ذلك اعتمادًا على تعظيم معالجة النفوط الكويتية الثقيلة بمصافي التكرير المحلية، مع الدخول في شراكات بصناعة التكرير لتعزيز ورفع كفاءة التشغيل، بالإضافة إلى التعاون مع القطاع الخاص لتوفير احتياجات سوق التجزئة المحلية من الوقود.

وعلى صعيد استثمارات المؤسسة خارجيًا، تستهدف الكويت الوصول بطاقة التكرير في استثماراتها الدولية إلى 425 ألف برميل يوميًا بحلول 2025، وذلك عبر المشاركة في استثمارات عالمية مجدية اقتصاديًا لمعالجة النفوط الكويتية، مع إمكان تكرير كميات إضافية بـ300 ألف برميل يوميًا.

وتسعى إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت إلى الاستفادة من نشاط التكرير والبتروكيماويات لإقامة صناعات تحويلية داخل البلاد عبر جذب استثمارات من القطاع الخاص.

وتستهدف الكويت إنتاج ما يصل إلى 14.5 مليون طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية بحلول عام 2040، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويوفر ذلك فرصة للتوسع في الصناعات التحويلية المرتبطة بالمنتجات البتروكيماوية الوسيطة لإنتاج نحو 1.2 مليون طن سنويًا من المنتجات التحويلية بحلول عام 2040، على أن يكون 15% منها داخل الكويت.

نجاح يدعم الإستراتيجية

رصدت وحدة أبحاث الطاقة في تقرير سابق لها تركيز قطاع التكرير الكويتي على تصدير مشتقات نفطية منخفضة الكبريت، لتُظهر تحولًا نحو وقود متوافق مع البيئة، تماشيًا مع التوجه العالمي لمحاربة الانبعاثات، وهو ما يدعم إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت.

ويوضح تقرير الوحدة المنشور في فبراير/شباط 2023 بعنوان (المشتقات النفطية منخفضة الكبريت هدف الكويت لتعزيز الصادرات) أنه منذ عام 2021، نجحت البلاد في تصدير مشتقات نفطية منخفضة الكبريت لأول مرة.

مصفاة الزور
مصفاة الزور الكويتية - الصورة من الشركة الكويتية للصناعات البترولية

وترى مؤسسة البترول الكويتية أن التوجه نحو تصدير الوقود المتوافق مع البيئة يسهم في رفع القدرة التنافسية لقطاع التكرير، والفوز بحصص تصديرية جديدة، عبر التكيّف مع المتطلبات البيئية العالمية.

وجاء ذلك بدعم من افتتاح البلاد في مارس/آذار 2022 مشروع الوقود البيئي الذي يتشكّل من توسيع وتطوير مصفاتَي ميناء عبدالله، وميناء الأحمدي، لرفع طاقتهما التكريرية الإجمالية إلى 800 ألف برميل يوميًا.

كما جاء بدعم من مصفاة الزور البالغة طاقتها التكريرية 615 ألف برميل يوميًا، التي صُممت لمعالجة أنواع مختلفة من النفط الخام الكويتي، في مقدّمتها النفط الخام الثقيل، بهدف إنتاج المشتقات النفطية منخفضة الكبريت.

ومصفاة الزور هي عبارة عن 3 مصافٍ مصغرة، تحتوي كل منها على وحدة التقطير الجوي، ووحدة إزالة الكبريت من زيت الوقود المتبقي (الثقيل)، وكذلك وحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والنافثا والكيروسين.

وتؤكد البيانات الرسمية الكويتية، أن مصفاة الزور تسهم في تحسين جودة الهواء، عبر تقليل الغازات الملوثة المنبعثة من محطات توليد الكهرباء بنسبة 75%، من خلال تزويدها بوقود بيئي منخفض الكبريت.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق