التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

مصفاة الزور الكويتية.. أكبر مجمع لتكرير النفط عالميًا يسهم في خفض الانبعاثات

من حيث الحجم

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • بدأ البناء في مصفاة نفط الزور الكويتية منذ عام 2015
  • مصفاة الزور تنتج المشتقات النفطية منخفضة الكبريت
  • تُصنّف المصفاة بأنها أكبر مجمع في العالم لوحدات إزالة الكبريت
  • الكويت تسعى إلى زيادة صادراتها من الديزل إلى الدول الأوروبية 5 مرات

تمثّل مصفاة الزور الكويتية أحد الأركان الرئيسة في هدف الدولة الخليجية نحو زيادة صادرات المشتقات النفطية، خصوصًا الأنواع منخفضة الكبريت المتوافقة مع البيئة.

وتُسهم هذه المصفاة العملاقة -بالتوازي مع مشروع الوقود البيئي، الذي تضمّن تطوير مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي لرفع طاقتهما التكريرية الإجمالية إلى 800 ألف برميل يوميًا- في توفير احتياجات البلاد من المشتقات النفطية المتوافقة مع البيئة وتصدير الفائض.

ويأتي هدف الكويت نحو توفير المشتقات النفطية منخفضة الكبريت منسجمًا مع التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة، ما يفتح الباب أمام فرصة أكبر لزيادة صادراتها النفطية.

ونجحت الكويت في رفع قدرات مصافي التكرير لديها من 800 ألف برميل يوميًا إلى 1.11 مليون برميل يوميًا في عام 2022، وفقًا لبيانات معهد الطاقة البريطاني، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وفي عام 2022، زاد إنتاج مصافي التكرير في الكويت إلى 807 آلاف برميل يوميًا، مقابل 643 ألف برميل يوميًا في عام 2021، محققة نسبة نمو سنوية 25.7%.

وتُعد مصفاة الزور الكويتية -بحسب مؤسسة البترول الكويتية- أكبر مصافي النفط حجمًا، تُبنى في مرحلة واحدة على المستوى العالمي، كما تحتل المركز الخامس عالميًا فيما يتعلق بسعة التخزين.

نشأة مصفاة الزور الكويتية

في عام 2015، شرعت الكويت في بناء مصفاة الزور بالتعاون مع شركات عالمية تمثلت في شيفرون لوماس غلوبال (Chevron Lumas Global)، وشل غلوبال سليوشنز (Shell Global Solutions)، وهالدورتوبسو (Haldor Topsoe)، وفلورلميتد (Fluor Limited).

وعلى بُعد 90 كيلومترًا جنوب البلاد، اختارت الكويت منطقة الزور لإنشاء المصفاة الضخمة الجديدة على مساحة 16 كيلومترًا مربعًا لتحمل اسم المنطقة.

وصُمّمت مصفاة الزور لمعالجة أنواع مختلفة من النفط الخام الكويتي، على رأسها النفط الخام الثقيل، بهدف إنتاج المشتقات النفطية منخفضة الكبريت واستهلاكها في توليد الكهرباء.

مصفاة الزور الكويتية
مصفاة الزور - الصورة من الشركة الكويتية للصناعات البترولية

وتتكوّن مصفاة الزور الكويتية من 3 مصافٍ مصغرة تجعلها أكبر مجمع في العالم لوحدات إزالة الكبريت، إذ تحتوي كل مصفاة منها على وحدة التقطير الجوي، ووحدة إزالة الكبريت من زيت الوقود المتبقي (الثقيل)، وكذلك وحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والنافثا والكيروسين.

وتتميّز المصفاة بعدم صرف مياه التصنيع خلال التشغيل الاعتيادي، بل العمل على معالجتها وإعادة استعمالها، كما تتميّز بنظام استرداد غاز الشعلة لخفض الشعلات للحد الأدنى، وتوفير شعلات أرضية تعمل دون أدخنة وبضجيج منخفض، ومراقبة مستمرة لجودة الهواء.

وتُسهم المصفاة بصفة فاعلة في تحسين جودة الهواء، وذلك عبر تخفيض الغازات الملوثة المنبعثة من محطات توليد الكهرباء بنسبة 75%، من خلال تزويدها بوقود بيئي منخفض الكبريت.

رحلة الطاقة التكريرية للمصفاة

تبلغ الطاقة التصميمية لمصفاة الزور نحو 615 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الكويتي، على أن تمد محطات الكهرباء في البلاد بـ255 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود البيئي (زيت الوقود منخفض الكبريت)، بالإضافة إلى إنتاج 340 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية عالية الجودة.

وفي شهر يوليو/تموز 2021، بدأ التشغيل التجريبي لمصفاة الزور الكويتية، ثم اُفتتحت المرحلة الأولى تجاريًا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بطاقة تكريرية تصل إلى 205 آلاف برميل يوميًا، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، بعد أكثر من 3 سنوات من الموعد المحدد لإنجاز المشروع الذي كان مقررًا في عام 2019.

مصفاة الزور الكويتية
مصفاة الزور الكويتية - الصورة من الشركة الكويتية للصناعات البترولية

وفي مارس/آذار 2023، شهدت المصفاة تشغيل المرحلة الثانية، لتصل إلى طاقة تكريرية تبلغ 410 آلاف برميل يوميًا، لتصل نسبة تنفيذ مشروع مصفاة الزور الكويتية إلى 99.92%.

وكانت مصفاة الزور الكويتية قد شهدت تأجيل التشغيل التجاري للمرحلة الثالثة والأخيرة، مع توقف العمليات في المصفاة جزئيًا بسبب مشكلات تقنية قبل استئنافها بالكامل بعد عدة أيام.

ومع التشغيل التجريبي لثالث وحدات مصفاة الزور أوائل يوليو/تموز 2023، وصلت الطاقة الإنتاجية إلى 615 ألف برميل يوميًا، ما رفع سعة تكرير النفط في الكويت إلى 1.415 مليون برميل يوميًا.

وفي السياق نفسه، تضم منطقة حقول الخزانات في مصفاة الزور الكويتية 88 خزانًا بسعة إجمالية تبلغ نحو 15 مليون برميل.

ومن المقدر مع وصول مصفاة الزور إلى كامل طاقتها التكريرية، إنتاج نحو 185 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود، وكذلك 106 آلاف برميل يوميًا من وقود الطائرات، وإنتاج 36 ألف برميل يوميًا من النافثا، و225 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود منخفض الكبريت.

وتخطط الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبك" إلى بناء منشأة جديدة داخل المصفاة تضم وحدات لإنتاج البنزين والعطريات، ما يعزّز هدف البلاد لإنتاج نحو 2.7 مليون طن سنويًا من المواد العطرية والبولي بروبيلين.

صادرات مصفاة الزور

تسعى الكويت إلى زيادة صادراتها من الديزل إلى الدول الأوروبية 5 مرات، لتصل إلى 2.5 مليون طن، أي ما يعادل 50 ألف برميل يوميًا خلال العام الجاري (2023)، بدعم من منتجات مصفاة الزور، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نجحت الكويت في تصدير أول شحنة من زيت الوقود منخفض الكبريت إلى دولة سنغافورة أنتجتها مصفاة الزور.

ناقلة نفط ترسو في الجزيرة الصناعية لمصفاة الزور
ناقلة نفط ترسو في الجزيرة الصناعية لمصفاة الزور - الصورة من الشركة الكويتية للصناعات البترولية

كما صدّرت أول شحنة من وقود الطائرات المطابقة للمواصفات من إنتاج مصفاة الزور، ليُسهم ذلك في فتح المزيد من الأسواق الأوروبية والدولية.

واستقبلت الأسواق الدولية -أيضًا- أول شحنة من منتج النافثا البتروكيماوية أنتجتها مصفاة الزور الكويتية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبصفة عامة، نجحت الكويت منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في تصدير العديد من المنتجات النفطية منخفضة الكبريت تتضمّن منها (الكيروسين، والنافثا، ووقود الطائرات عالي الجودة، وزيت الوقود المنخفض الكبريت).

ونقلًا عن بيانات شركة كبلر للأبحاث، ارتفعت صادرات مصفاة الزور الكويتية من زيت الوقود منخفض الكبريت إلى 412.61 ألف طن متري في شهر مارس/آذار الماضي، مقابل 295.41 ألف طن متري في يناير/كانون الثاني 2023، و200 ألف طن متري في ديسمبر/كانون الأول 2022.

ومن المتوقع زيادة صادرات زيت الوقود منخفض الكبريت من المصفاة إلى نحو مليون طن متري شهريًا مع نهاية 2023، مع تشغيل وحدة التقطير الثالثة.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، نجحت الكويت في تصدير مشتقات نفطية وغاز نفط مسال بكمية تتجاوز مليون برميل يوميًا خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2023، وهو أعلى معدل صدرته البلاد.

وظلت آسيا المستحوذ الأكبر على صادرات الكويت من المشتقات النفطية خلال يوليو/تموز الماضي، إذ بلغت حصتها 46%.

بينما استقبلت السوق الأوروبية 29% من صادرات المشتقات النفطية الكويتية، ارتفاعًا من 11% في يوليو/تموز 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق