تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

هل تضرب إسرائيل منشآت إيران النفطية.. وما أزمات بايدن الـ3؟ (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن فكرة استهداف منشآت النفط في إيران من جانب إسرائيل تحمل تشويهًا لسمعة تل أبيب على المستوى البيئي.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قدّمها تحت عنوان "أثر عملية طوفان الأقصى وردة فعل إسرائيل عليها في أسواق الطاقة العالمية"-، أن سيناتورًا أميركيًا طالب تل أبيب -في مقابلة قبل أيام- بضرب 4 مصافٍ في طهران.

وأضاف: "ضرب مصافي النفط في طهران لن يؤثر في أي شيء بالنسبة إليها من جهة تغيير الموقف، ولكن الملاحظ أن هذه المصافي كلها بعيدة عن البحر، ومن ثم فإن التأثير البيئي سيكون داخليًا، ولن يكون في مياه الخليج".

وتابع: "كما أن هذا الأمر غير متوقع، لأنه -تاريخيًا- كانت هناك عمليات كثيرة داخل إيران، ولكن إسرائيل لم تعترف بها على الإطلاق، فالفارق الآن أنه قد تكون هناك عملية علنية، وهو أمر غير طبيعي، ولكن هذا ما يقوله المحللون السياسيون".

إدارة بايدن والنفط الإيراني

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن أثر موضوع الضربة الإسرائيلية في أسواق النفط يأتي أغلبه من ردة الفعل الإيرانية على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، فإذا لم يحدث ذلك فإن كل ما شُوهد من أثر في الأسواق هو ما حدث خلال اليومين الماضيين، من ارتفاع لأسعار النفط بنحو 3 إلى 4 دولارات، ثم انخفضت الأسعار بعدها.

أسعار النفط

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أنه قد تكون هناك بعض ردود الفعل من جانب بعض المجموعات أو الأفراد من خارج طهران أو داخلها، ولكنها ردود فردية، ولا تعني تحركات رسمية من جانب الحكومة، كما حدث في موضوع ناقلات النفط.

ولفت إلى ضرورة التركيز هنا على مصالح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يخص الحرب في غزة وطهران، والمأزق الذي وقعت فيه، إذ إن بايدن لدى ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة وقبل انتخابه رئيسًا، كان من ضمن النقاط الأساسية التي وعد بها الناخبين إعادة الاتفاق النووي مع ايران الموقع في عام 2014.

وأضاف: "من أساسات سياسة بايدن والبيت الأبيض الحالية العودة إلى الاتفاق النووي، وبسبب هذا الموضوع وجدنا نوعًا من التعاون المباشر وغير المباشر بين الحكومتيْن الإيرانية والأميركية".

وتساءل: الرئيس السابق دونالد ترمب ألغى الاتفاق في الربع الأخير من عام 2018، وأعاد فرض العقوبات التي كانت مفروضة سابقًا.. والآن ما هو رد فعل إدارة بايدن على دعم طهران لحماس في غزة؟ موضحًا أنها لا يمكنها تجديد العقوبات، لأن ذلك سيؤدي إلى انسحابها من المفاوضات، وهذا لا يفيد بايدن.

وتابع: "لا تستطيع إدارة بايدن دعم إسرائيل في أي عملية عسكرية ضد إيران للسبب نفسه، وهذا مأزق آخر، أما المأزق الثالث -وهو الأساس والكبير- فإن أي عملية تؤدي إلى تخفيض صادرات النفط الإيراني، سواء كان تجديد الحظر بطرق ما أو بهجمات عسكرية أو غيرها، سيجبر أوروبا على الاعتماد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما لا تريده إدارة بايدن".

التعاون الأميركي مع إيران

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الإدارة الأميركية الحالية في مأزق كبير، وواقعة بين ما يحدث حاليًا وموقفها من طهران، لذلك فإنه يتضح بشدة منذ اليوم الأول، عندما أعلن البيت الأبيض أن دعم إيران لحماس في هجومها على إسرائيل غير واضح.

ولفت إلى أن هناك حاجة إلى انتظار أي معلومات جديدة، فالآن من يتكلم هو رئيس دولة تمتلك جهاز استخبارات قويًا، وهو "سي آي إيه"، ويقول إنه لا يوجد لديه دليل على أن إيران لها علاقة بالموضوع، وهي عبارة سياسية لا علاقة لها بالحقيقة على الإطلاق، فهي تعبر عن وجهة نظر البيت الأبيض في التعاون مع إيران وعدم خلق أزمات تنهي هذا التعاون أو تخربه.

مصفاة بندر عباس النفطية في إيران
مصفاة بندر عباس النفطية في إيران

لذلك -وفق الدكتور أنس الحجي- فإن المتوقع أن تشدد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كلامها ضد إيران وضد من يدعم حماس، ولكن على أرض الواقع لن يكون هناك شيء، ومن ثم فإن الأثر في أسواق النفط سيكون محدودًا تمامًا.

وأضاف: "في سبيل منع أوروبا من الاعتماد على بوتين، تجاوزت إدارة بايدن قرارات العقوبات على النفطيْن الإيراني والفنزويلي، وسمحت للدولتين بالتصدير، ولهذه الأسباب من الواضح أن أزمة بوتين تقدم دورًا كبيرًا، لا سيما أن الأخير يدرك تمامًا أن الإدارة الأميركية في مأزق الآن".

وأكد الحجي، أن بوتين يدرك -أيضًا- أن أي عقوبات على إيران أو تخفيض لصادرات النفط الإيراني ستكون في صالح روسيا، كما أن مواقف منظمة أوبك بصفة عامة، ومواقف دول الخليج بما فيها السعودية، هي أن أي ارتفاع في أسعار النفط ناتج عن المضاربات أو عوامل سياسية، لا يؤثر في أساسات السوق، التي يهتمون بها، وهو أمر يدركه الأميركيون جيدًا.

ومن ثم -وفق الحجي- فإن هذه الدول لن تغيّر من سياستها على الإطلاق، فارتفاع أسعار النفط لأسباب سياسية لا يهم، ولن تغيّر إنتاجها، فهي تعرف تمامًا أنها لن تحصل على أي تغيير في الإنتاج من قبل دول الخليج، لذلك لا يستطيعون تخفيض إنتاج إيران أو صادراتها، لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة الاعتماد على بوتين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق