أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

المخزون العائم من النفط الإيراني.. ما سر وجوده وكيف تعيد طهران بناءه؟ (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المخزون العائم من النفط الإيراني يوجد على متن سفن قديمة، إذ تملك طهران الكثير منها، وعادةً ما تخزّن فيها.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها على منصة "إكس" تحت عنوان "هل هناك تنسيق أميركي/إيراني للسحب من المخزونات الإستراتيجية والعائمة؟"، أن هذا المخزون العائم يبقى لشهور طويلة، لذلك تملك طهران أكبر مخزون عائم في العالم.

وأضاف: "عادةً ما تبني طهران المخزون العائم من النفط الإيراني، وهناك آراء مختلفة حول السبب، والحقيقة الأولى أن إيران تُنتج كميات ضخمة من الغاز، وهي لديها احتياطيات ضخمة منه، والإنتاج يكون إمّا للاستهلاك المحلي أو التصدير للدول المجاورة، بما في ذلك العراق".

وتابع: "الإشكال هنا أنه عند إنتاج الغاز من البئر تخرج معه سوائل غازية، وهذه السوائل تسمى (مكثفات)، وتصنَّف تحت اسم النفط، إذ إن النفط عمومًا تندرج تحته عدّة أشياء، منها النفط والخام والمكثفات والمنتجات النفطية، لذلك عندما نكتب في منصة الطاقة كلمة النفط الخام، يكون ذلك للتحديد".

ما سر وجود المخزون العائم؟

يقول الدكتور أنس الحجي، إن فصل الشتاء إذا جاء قارسًا، تنتج إيران كميات كبيرة من الغاز، ومن ثم تنتج معه كميات كبيرة من السوائل الغازية، التي لا سوق لها، لذلك تخزّنها في هذه السفن، وتصبح جزءًا من المخزون العائم من النفط الإيراني.

المخزون العائم من النفط الإيراني

وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه في حالة عدم قيام طهران بذلك، فإنها لن تجد ما تفعله بهذه السوائل، لأن الحل البديل هو إغلاق الآبار، بينما هي تريد الحصول على الغاز، ومن ثم لا بد من التخزين، "فكما قلنا، إنتاج كميات كبيرة من الغاز ينتج معه كميات كبيرة من السوائل الغازية".

وأضاف: "ولكن البيانات تشير إلى أن المخزون ارتفع بشكل كبير، وتجاوز في بعض الأحيان 80 مليون برميل، بينما الناقلات الضخمة -أضخم ناقلات في العالم- تستطيع أن تحمل بين 2 و2.2 مليون برميل، فعند الحديث عن 80 مليون برميل، فالحديث يكون عن 40 ناقلة عملاقة".

لكن، وفق الحجي، إذا لم تكن الناقلات عملاقة، فهذا يعني وجود عشرات الناقلات التي تحمل المخزون العائم من النفط الإيراني على السواحل الإيرانية وأماكن أخرى، وكلها محمّلة بالنفط، لذلك فإن السبب الرئيس هو إنتاج الغاز.

ولفت إلى وجود اعتقاد بأن العقوبات الاقتصادية على إيران أسهمت في بناء المخزون العائم من النفط الإيراني، إذ إن طهران لا يمكنها تصريفه، وهو أمر تشير إليه بعض البيانات، ولكنه يحتاج إلى نقاش، موضحًا أن العقوبات في الأصل ليست على إيران التي يمكنها تصدير نفطها، وإنما على الدول التي تشتري النفط منها.

وتابع: "العقوبات تكون على الدول التي تشتري النفط الإيراني، إذ إنها لا تستطيع دفع ثمنه إلى طهران، ومن ثم يكون عليها وضع أموال هذا النفط في حسابات خاصة ببنوك خاصة، حتى تُرفَع العقوبات يوما ما، لذلك لدى إيران عشرات المليارات من الدولارات حول العالم، لكن الدول التي اشترت النفط -بما فيها دول آسيوية وأوروبية- تدين لها بأموال كثيرة".

المخزون العائم من النفط الإيراني
مهندسون داخل منشأة إيرانية -الصورة من موقع إن بي سي نيوز

وأشار الدكتور أنس الحجي إلى محاولات بذلتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرًا لإقناع إيران بالإفراج عن 5 أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، بعضهم لديه جنسية مزدوجة، مقابل الإفراج عن سجناء إيرانيين في السجون الأميركية، ولكن المهم هو أن إيران يمكنها سحب 6 مليارات دولار من بنوك كوريا الجنوبية، بموجب هذا الاتفاق.

وهذه الأموال، بحسب الحجي، تدين بها كوريا الجنوبية لإيران، ولكنها مجمدة في البنوك الكورية بسبب العقوبات الأميركية، ومن ثم إذا أُفرِج عن المساجين وحصل الاتفاق، ستحصل إيران على الأموال المجمّدة أو بعضها، وهي 6 مليارات دولار.

تكرار بناء المخزون العائم

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المخزون العائم من النفط الإيراني بُنيَ مرات عديدة في الماضي، إذ إن أغلب المخزون الإيراني يتكون من المكثفات، بينما مخزون النفط الخام يكون أقلّ منها، وهناك منتجات نفطية أخرى، ولكن كميتها قليلة جدًا.

ولفت أنس الحجي إلى أن أغلب المخزون العائم من النفط الإيراني كان من المكثفات، وهو ما يوضح أن المخزون الإيراني زاد في أوقات انخفاض أسعار النفط، وانخفض في مدة ارتفاع الأسعار، أي إن طهران رفضت بيع نفطها عندما كانت الأسعار منخفضة، وباعته عندما تجاوزت الأسعار حدًا معينًا، وهذه الحقيقة الأولى، ولكن يمكن تفنيدها بسهولة.

وبرر ذلك بأنه في حالة انخفاض أسعار النفط يكون الطلب ضعيفًا، وعندما تكون الأسعار مرتفعة يكون الطلب قويًا، ومن ثم يمكن القول، إن طهران لم تستطع في الأصل بيع نفطها بسبب ضعف الطلب، وليس بسبب عدم رغبة الحكومة الإيرانية في عدم البيع بأسعار رخيصة.

وعن الفارق بين الاحتياطيات والمخزونات، قال، إن الاحتياطيات النفطية أو الغازية توجد تحت الأرض، ولم تُنتَج بعد، أمّا المخزونات فهي ما أُنتِج، ولكن يُخزن غالبًا على سطح الأرض، وأحيانًا تحت سطح الأرض.

لذلك، وفق الحجي، عند الحديث عن المخزونات، هناك ما يسمى المخزون التجاري والمخزون الإستراتيجي، الأول تملكه الشركات والقطاع الخاص، بينما الثاني تملكه الحكومة وتخزّنه لأسباب إستراتيجية بحتة، خاصة بالنسبة لأعضاء وكالة الطاقة الدولية، لأنه مطلوب منهم تخزين كميات معينة من النفط الخام أو المنتجات النفطية لاستعمالها في حالة الطوارئ.

وتابع: "هناك أيضًا ما يسمى المخزون العائم، مثل المخزون العائم من النفط الإيراني، وهو ما تحمله السفن، فإذا بقيت سفينة في مكانها لمدة 7 أيام في أيّ مكان في العالم، يصبح ما تحمله من النفط الخام تحت مسمى المخزون العائم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وكما وعدناكم نواصل كشف مسلسل الفساد بكهرباء مصر، ونحن نتعجب، كيف يكون هناك مسئول كبير يملك القرار ويحاول التستر على مخالفات ارتكبت ويظن أنها لن تكتشف ربما فى حياته، وإن كشفها يمكن أن يكون بعد سنوات لتقيد ضد مجهول ويكفى أن يدفع الوطن من جيوب أبنائه ضريبة تلك المخالفات وأكرر أسميها مخالفات تأدبًا وإن كان أعنف وأفظع المصطلحات يجوز استخدامها فى هذا الموضع.
    وبغض النظر عما جاء بالتقرير والذى تم نشره من فشل اجتياز بعض سلاسل العازلات بالاختبارات، كان من الواجب أن أوضح كان علي قطاع الدراسات والتصميمات بالشركة القابضة لكهرباء مصر يراعى المواصفات الفنية حسب أماكن التلوث وطبيعة المسار الذى يمر به خطوط الضغط الفائق حسب طبيعة كل منطقة كالتالى:
    1 ــ عازلات خاصة بالمناطق الصحراوية.
    2 ــ عازلات خاصة بالمناطق الساحلية.
    3 ــ عازلات خاصة بالمناطق ذات التلوث الزراعى.
    4 ــ عازلات خاصة بالمناطق ذات التلوث الصناعى
    5 ــ بالإضافة إلى عازلات خاصة بالمناطق كثيفة الضباب.
    وذلك من أجل ضمان تأمين التغذية والتقليل من حدوث الفصل التلقائى وللتقليل من تكلفة أعمال الصيانة الدورية أثناء التشغيل وزيادة العمر الافتراضى لتلك العازلات حسب تركيبها فى مسار تلك الخطوط حسب مكانها الصحيح.
    والسؤال: هل قطاع الدراسات والتصميمات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء – وكذلك المكتب الاستشارى المكلف من قبل الشركة المصرية لنقل الكهرباء.. هل قاما بالدراسة الفنية ومراعاة المعايير والأصول الفنية المصرية والعالمية لاختيار أنسب المهمات؟ وبالطبع لو كان تم ذلك ما حدثت عملية توريد وتركيب خطوط نقل الكهرباء من أبراج حديدية وعازلات معطوبة؟.
    قصة خطوط السد العالى
    من المهم فى هذا الصدد أن أوضح الفارق بين خطوط نقل الكهرباء التى أنشأتها مصر فى عام 1966 وبين خطوط الكهرباء التى أنشأتها مصر فى عام 2016، فالأولى كان يتولى أمر وزارة الكهرباء والسد العالى فيها رجل اسمه صدقى سليمان، وكان يؤدى عمله بصورة طبيعية لا تستهدف مصالح شخصية، وكانت الضوابط والقواعد هى الحاكمة لكل تحرك وكل أمر من الأمور على أكمل وجه.
    وتم ترسية الصفقة آنذاك على شركات سوفيتية ولكن تحت إشراف رجال السد العالى والكهرباء المصريين، فكان يتم مراجعة كل المهمات، الحديد المجلفن والموصلات والعازلات والكابلات الهوائية وكذلك أطراف الأرضى وهى المخصصة لتسريب الكهرباء الفائضة إلى الأرض.
    كان كل مسئول منهم يعلم أن أى خطأ أو تجاهل أو تساهل فى أمر أى مخالفة لن يمر مرور الكرام، وبالتالى كانت مراجعة المهمات تتم على أكمل وجه ولم تكن رحلاتهم إلى دولة الاتحاد السوفيتى بهدف الفسحة والتسوق والبغددة ولكن بهدف المراجعة والمتابعة لكل جزء من مهمات الخط المزدوج لنقل كهرباء السد العالى من أسوان وحتى القاهرة بدائرتيه الخمسمائة وبطول 2000 كيلومتر.
    وليس من باب التسالى أو اللهو أن نحكى قصة خطوط نقل كهرباء السد العالى بطول 1000 كيلو مزدوج أى 2000 كيلو، ولكن بهدف تلقين من تعاملوا مع الأمن القومى للوطن باستهانة وهو درس من ماض صنعه رجال يستحقون اللقب بقوة ووطنيتهم وإصرارهم على حماية قدراته، لكن القيادات الحاليه تجاوزوا حدود المعقول واللامعقول في التجهيل والتفقير والتعطيل لأنهم الي وقتنا الحالي لم يتم تقديم كل من تورط وتستر وصمت عن الفساد الي المحاكمة وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين مخلصين وإنشاء دوائر خاصة لمحاسبتهم لذلك يتعاملون مع أي كارثه بسلاسة وبجاحة لان لا يوجد أحد بالدولة يحاسبهم وملفات الفساد بالقطاع كتيرة معظمهم فضائح وجرائم دولية مثل ما حدث في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر بجسكو
    فكانت قيادات وزارة الكهرباء والسد العالى وقتها تقوم بالمراجعة لكل المهمات السوفيتية قبل توريدها والتأكد من سلامتها، ومن ثم تم تشكيل هيئة لتنفذ المشروع على أكمل وجه بدراسات متأنية، وهى بحث أفضل مسار للخط واختيار الأماكن المناسبة لكل برج من الأبراج والتى تولد عنها شركات إيلجيكت وكهروميكا وهايديليكو وتولت الشركات بقيادات ممن عملوا فيها من مراحلها الأولى وعاصروا إنشاء خطوط كهرباء السد العالى.
    ولكن ما حدث فى عام 2016 وفى ظل قيادة جابر دسوقي رئيس كهرباء مصر وصباح مشالي رئيس المصرية لنقل الكهرباء هو أنه تم أسناد الأمر لقيادات سافرت إلى الصين بهدف المراجعة، فمنهم الذى أعد تقريره بأمانه ليكشف عن خلل وعيوب فنية خطيرة فى المهمات فتم استبعاده لتملأ مكانه قيادات أخرى.
    ولن أقول ما هى التقارير التى أعدوها؟، ولكننى أطرح السؤال الكبير وهو: من هى القيادات التى تم بموجب تقاريرها قبول المهمات وإجازتها والسماح للشركة بتوريدها وتركيبها بينما كلها عيوب كما يكشف تقرير قسم الفلزات بهندسة القاهرة؟
    وهل يستطيع المهندس جمال عبدالناصر العضو المنتدب للمنطقة الشمالية والمهندسة صباح مشالى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء والمهندس جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة إعلان أسماء القيادات التى أجازت تلك المهمات المعطوبة المعيوبة التى يتخللها الصدأ كالسرطان؟
    وهل هناك تقارير قالت إنها سليمة بعد التقارير التى قالت إنها معطوبة؟ وأين تلك التقارير ومن هم الذين أعدوها؟ ولمصلحة من؟
    قصة العازلات التى تم توريدها ويجرى الآن كشف عيوبها بعد التركيب، وعملية التركيب كانت قد تمت رغم وجود تقرير من اثنين من قيادات المصرية لنقل الكهرباء كشفوا عن أنها معيبة وغير مطابقة للمواصفات وأنها فشلت فى الاختبارات ورغم ذلك تم السماح للشركة الصينية بتوريدها وتركيبها.
    أما العازلات التى تم توريدها رغم عيوبها الجوهرية فهى عازلات زجاجية رقيقة على طريقة الوجبات السريعة وتم إقرارها بعد رفضها كيف؟ ولماذا؟ ولأى سبب؟.. نحن فى انتظار رد من الشركة، أو من أى مسئول فى الكهرباء بداية من العضو المتفرغ للمنطقة الشمالية وصولا إلي جابر دسوقي رئيس كهرباء مصر.
    ولان هناك قوي تحالفات داخل قطاعات الكهرباء المختلفة تمارس التجهيل والتفقير والتعطيل وتجويع الشعب بفاتورة فسادهم وهؤلاء لا أحد في الدولة يستطيع أن يحاسبهم، لذلك تقدمنا الي سيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي باكت من نداء منذ توليه البلاد لاحداث ثورة ضد قوي التجهيل والتفقير والتعطيل بكهرباء مصر لكن الي وقتنا الحالي لم نسمع انه تحرك ولو بفتح ملف واحد وكانه يرضي كل الرضي بالكم الهائل لهذا الفساد، وهذا ما يدفع بنا لكشف الفساد والتواطئ الذى خرج عن السيطره، أمام عدد من الوقائع التي تدفع إلي الصراخ في وجه كل مسئول علي أرض هذا البلد، حتي يفيق من غفوته إذا كان نائمًا ولا يعلم بما يجري حوله من فضائح، وصلت الي المدي الذي لا يمكن الصمت عليه بأي حال من الأحوال.. هذه الوقائع تخص قطاعات الشركة القابضة لكهرباء مصر ، التي يتولي المسئولية عنها، تنفيذيا جابر دسوقي رئيسها منذ ٢٠١٢ حتي الآن المسنود من قوي تحالفات غامضة بالداخل والخارج .. فرضت وجوده منذ 11 سنة،مرورا بالببلاوي الي مدبولي ، وقبل انفجار ثورة 30 يونيو المجيده، استطاعت هذه القوي أن تبقي عليه في وزارة الاخوان وربما تفرض بقاءه بنص دستوري في الدستور مستقبلا... والي لقاء في
    الحلقة القادمة لاستكمال فتح ملف الفساد المسكوت عنه حتي الان بالكهرباء المصرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق