تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل يعود النفط اليمني إلى الأسواق مع تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية؟

وفد سعودي يزور اليمن وآخر في طهران

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مفاوضات في صنعاء لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار.
  • وفدان سعودي وعماني يبحثان دفع رواتب موظفي الدولة من إيرادات النفط.
  • ضرب الحوثيين لمواني نقل النفط في جنوب البلاد وشرقها حال دون تصديره.
  • مكاسب عودة العلاقات بين السعودية وإيران تمتد إلى ناقلة النفط صافر.

تمضي العلاقات الإيرانية السعودية قدمًا في طريق العودة الكاملة إلى الحالة الطبيعية؛ ما يبشر بعودة النفط اليمني إلى التدفق للأسواق بسلاسة، وحصول الحكومة الشرعية على إيراداته.

وتعددت الخطوات الإيجابية من الجانبين في سبيل عودة العلاقات، خلال اليومين الأخيرين، بدأت بزيارة وفدين سعوديين لكل من طهران وصنعاء، ومرورًا بمشاركة وفد عماني في المفاوضات بين الجانبين، وصولًا إلى بدء تبادل الأسرى، وفق التفاصيل التي اطلعت عليها منصة الطاقة.

وبدأت عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، بوصول 13 أسيرًا من جماعة الحوثي إلى صنعاء، حسبما ذكر موقع "دي إيفديسكورس"، اليوم الأحد 9 أبريل/نيسان 2023.

ونهاية العام الماضي (2022)، تسبّبت الهجمات التي شنّها الحوثيون على عدد من المواني النفطية في انقطاع رواتب الموظفين الحكوميين في البلاد جراء توقف تصدير النفط، وتفاقم المشكلات الاقتصادية.

ولا تتوقف آثار هذا التحول في العلاقات بين البلدين على تصدير النفط اليمني فحسب؛ إذ من المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابًا على حل لأزمة ناقلة النفط صافر.

وكان مساعد الأمين العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الممثل الإقليمي لدول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الدكتور عبدالحكيم الواعر، قد توقّع انفراجة قريبة لأزمة ناقلة النفط صافر قبالة الساحل اليمني، وذلك في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة.

تحول الصراع

تحول الصراع في اليمن خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة معركة بين السعودية التي تقود تحالفًا لمحاربة الحوثيين، وإيران التي تدعم تلك الجماعة.

وكانت جماعة الحوثي قد سيطرت على العاصمة اليمنية (صنعاء) عام 2014.

ووصل وفد عماني إلى صنعاء، اليوم الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، لإجراء مباحثات مع مسؤولين رسميين من جماعة الحوثي؛ لبحث تمديد اتفاق وقف إطلاق النار المنتهي في أكتوبر/تشرين الأول من 2022، وفق ما صرح به رئيس جبهة التفاوض الحوثية محمد عبدالسلام.

وأضاف عبدالسلام أن السلطنة تستضيف المباحثات بين الجانبين منذ سنوات.

وسيُسهِم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة، في إنهاء حالة الحرب المستمرة منذ 8 سنوات.

ولم يُجَدد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، العام الماضي، والذي جرى التوصل إليه سابقًا، إلا أن انتهاء صلاحيته لم يُسبِّب تصعيدًا كبيرًا في الصراع، وسط اتخاذ عدة تدابير لبناء الثقة.

وفد عماني

النفط اليمني
الأسرى الحوثيون عند وصولهم إلى صنعاء - الصورة من وكالة مهر للأنباء

بالتزامن مع بدء زيارة الوفد العماني إلى صنعاء، وصل نحو 13 أسير حرب حوثيًا إلى العاصمة اليمنية، أفرجت عنهم السعودية، وفق ما صرح به عضو وفد مفاوضات تبادل الأسرى الحوثي عبدالقادر المرتضى.

وقال المرتضى، في تغريدة عبر حسابه على موقع (تويتر) ، أمس السبت 8 أبريل/نيسان 2023، إن "الأسرى المفرج عنهم اليوم من السجون السعودية هم جزء من الصفقة المتفق عليها عبر الأمم المتحدة، ويوم الخميس المقبل سنستكمل بقية الخطوات بالتنفيذ الكامل للصفقة".

وأضاف أن الحوثيين كانوا قد أفرجوا عن أسير حرب سعودي في المقابل، في وقت سابق، لم يحدده.

وأشارت بيانات إلى وصول وفد سعودي -أيضًا- إلى صنعاء؛ للانخراط في المحادثات.

كما وصل وفد سعودي، أمس السبت، إلى طهران؛ لبحث إجراءات فتح سفارة السعودية في إيران، وذلك بعد يومين من اللقاء التاريخي الذي جمع وزيري خارجية البلدين في بكين، وفق "بي بي سي"، نقلًا عن وكالة الأنباء السعودية لتصريحات وزير الخارجية.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن الزيارة الحالية تأتي في إطار تنفيذ الاتفاق الثلاثي الموقّع في 10 مارس/آذار 2023 بين الدولتين برعاية الصين لإعادة العلاقات المقطوعة منذ 2016.

وكان الوزير السعودي ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قد تعهّدا في بكين بالعمل من أجل استقرار منطقة الخليج ونشر الأمن بها.

وأكد بيان مشترك للوزيرين أن السعودية وإيران شدّدتا على أهمية تنفيذ بنود اتفاقية بكين بشكل يعزز الثقة والتعاون من أجل إحلال الأمن والاستقرار والرفاهية في المنطقة.

عائدات النفط اليمني

قال مصدر في المجلس الرئاسي الحوثي إن الوفدين السعودي والعماني سيناقشان رفع الحصار عن اليمن بكل تداعياته، إضافة إلى استعادة حقوق الشعب اليمني؛ بما فيها صرف رواتب جميع موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز، حسبما نقلت وكالة سبأ اليمنية.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي، قد بحث مع سفير هولندا في بلاده بيتر دير هوف، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، في الرياض، وقف تصدير النفط مع تصاعد الهجمات التي تتعرض لها المواني من قِبل الحوثيين.

ووجهت حماعة الحوثي ضربات لـ3 موانٍ نفطية يمنية في الضبة، والنشيمة، وقنا بمحافظتي حضرموت وشبوة؛ ما منع تصدير النفط الذي تعتمد عليه الحكومة في صرف رواتب موظفيها.

وفي تصريحات لرئيس الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليًا، معين عبدالملك، في شهر فبراير/شباط (2023)، أشار إلى أن اقتصاد بلاده خسر نحو مليار دولار بسبب استهداف ميليشيات الحوثي مواني نفطية في جنوب البلاد وشرقها، وأن الاقتصاد انكمش إلى النصف.

وانعكس ذلك على الاقتصاد بسبب أن النفط اليمني هو المصدر الأكبر للدخل، رغم تراجع إنتاجه إلى 60 ألف برميل يوميًا، مقابل كميات تتراوح بين 150 ألفًا و200 ألف برميل يوميًا قبل بدء الحرب، وأكثر من 450 ألف برميل يوميًا في عام 2007، وفق بيانات رسمية اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

مكاسب أخرى

النفط اليمني
رئيس اللجنة الوطنية للأسرى الحوثيين عبدالقادر مرتضى - الصورة من "الثورة نت"

استرداد إيرادات النفط اليمني لن يكون المكسب الوحيد من هذا التقارب السعودي الإيراني، لكن أيضًا ستجد أزمة ناقلة النفط صافر طريقًا للعلاج، خاصة أنها تهدد الاقتصاد اليمني بمزيد من الإخفاق والانكماش.

والناقلة صافر هي خزان نفط يقبع قبالة السواحل اليمنية منذ عقود، وتحمل نحو مليون برميل، لكن قدمها يهدد بتسرب في أحسن الأحوال، أو انفجارها في أسوأ السيناريوهات.

وفي كلتا الحالتين، يسفر عنها توقف القدرة على الوصول إلى مواني اليمن الرئيسة في الحديدة والصليف؛ ما يؤثّر في إمدادات المساعدات الغذائية لما يصل إلى 8.4 مليون شخص، وانفجارها يلوث محطات تحلية المياه على الساحل؛ ما قد يقطع إمدادات مياه الشرب عن نحو 10 ملايين شخص، وفق منظمة غرينبيس.

وتوقّع الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة (الفاو) عبدالحكيم الواعر، انفراجة قريبة لأزمة صافر.

وقال، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، قبل أسبوعين: "عودة الودّ بين السعودية وإيران تعني انفراجة قريبة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق