أخبار النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

سفينة إنقاذ خزان صافر تصل سواحل اليمن.. هل يتخلص العالم من "القنبلة الموقوتة"؟

دينا قدري

يستعد خزان صافر للتخلص من أكثر من مليون برميل من النفط، بعد وصول سفينة مملوكة لمنظمة الأمم المتحدة قبالة سواحل اليمن، ما قد ينقذ العالم من كارثة تسرب نفطي وشيكة، رغم أن المخاطر ما تزال كبيرة.

ويرسو خزان صافر -الذي يبلغ عمره نحو 47 عامًا- قبالة الساحل اليمني منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما حُوِّلَ إلى وحدة تخزين وتفريغ عائمة، ووصفه الخبراء بأنه "قنبلة موقوتة" في البحر الأحمر لما يحمله من تهديد بوقوع كارثة إنسانية.

ومن المتوقع أن تبدأ العملية الدقيقة لنقل 1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى سفينة "نوتيكا" -التي اشترتها الأمم المتحدة في مارس/آذار 2023- في الأيام المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "فرانس 24" (France 24).

ويتوقع مسؤولو الأمم المتحدة أن يستغرق نقل النفط من صافر إلى نوتيكا -التي أبحرت من جيبوتي يوم السبت- نحو 3 أسابيع.

سفينة إنقاذ خزان صافر
سفينة "نوتيكا" - الصورة من موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

مخاطر تسرب نفطي من خزان صافر

على الرغم من فحوصات السلامة الصارمة، ما تزال المخاوف قائمة بشأن حدوث تسرب نفطي أو انفجار، إذ يحمل خزان صافر 4 أضعاف كمية النفط التي انسكبت في كارثة تسرب إكسون فالديز النفطي عام 1989 قبالة سواحل ألاسكا.

وتتمثل الخطورة في عدم إجراء أيّ أعمال صيانة لخزان صافر منذ عام 2015، بالإضافة إلى منع الخبراء الدوليين من الوصول إليه أو معاينته من قبل المتمردين الحوثيين منذ أكثر من عامين.

وقال مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخزان صافر، محمد مضوي: "الخطر كبير.. الخطر كبير جدًا"، معربًا عن أمله في القضاء على أيّ خطر بعد استكمال المشروع.

وشدد مضوي على أن المخاوف المستمرة بشأن البنية التحتية لخزان صافر تتطلب بدء ضخ النفط خلال النهار، قبل 10 ساعات على الأقلّ من غروب الشمس، للتأكد من أن جميع التوصيلات آمنة ويمكنها مراقبة التسريبات.

وتشكّل درجات الحرارة الحارقة في الصيف، والأنابيب المتقادمة، والألغام البحرية الكامنة في المياه المحيطة، تهديدات لعملية نقل النفط، التي كانت قيد الإعداد منذ أواخر مايو/أيار، من قبل خبراء من شركة "سميت سالفيدج" الخاصة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، أمام مجلس الأمن يوم الإثنين (10 يوليو/تموز 2023)، إن الفريق قام بمعاينة السفينة، ورتّب نقل المضخات والخراطيم، وضخّ الغاز الخامل في الخزانات لتقليل خطر حدوث انفجار.

ومن جانبه، أوضح كبير مستشاري المشروع نيك كوين أن العمل في ذروة الصيف، عندما ترتفع درجات الحرارة على سطح السفينة فوق 50 درجة مئوية، يمثّل خطرًا إضافيًا.

وقال كوين: "يصبح الجو حارًا حقًا، وبسرعة كبيرة"، مشيرًا إلى أن هذا يزيد من احتمالات "الانزلاق والسقوط" على سطح السفينة بالنسبة للعاملين الذين يرتدون معدّات الحماية الشخصية الثقيلة.

خزان صافر
خزان صافر - الصورة من منصة "ميدل إيست مونيتور"

من يمتلك نفط خزان صافر؟

إن المشكلة لن تنتهي عند نقل النفط من خزان صافر إلى سفينة نوتيكا؛ لأن مسألة من يملك النفط ستظل بحاجة إلى حلّ من قبل الفصائل اليمنية المتحاربة.

بمجرد أن تأخذ نفط صافر، ستُعاد تسمية نوتيكا باسم "اليمن"، وستبقى في المنطقة، مع استمرار المحادثات بشأن الملكية.

وقال المدير التنفيذي المعين من قبل الحوثيين لشركة النفط والغاز اليمنية "سيبوك" إدريس الشامي: "بمجرد نقل النفط، سيتعين علينا الاهتمام بالسفينة الجديدة".

وقال الشامي: "لذلك ننقل المشكلة من سفينة قديمة ومتهالكة إلى سفينة جديدة"، مضيفًا: "لكن ظروف البحر قاسية للغاية، وإذا لم تحافظ عليها لمدّة، فعندئذ سنعود إلى المشكلة نفسها".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن خزان صافر:

خزان صافر

تاريخ خزان صافر

يبلغ عمر خزان صافر نحو 47 عامًا، إذ بُنِيَ في اليابان، من قبل شركة "هيتاشي زوسين" عام 1976 تحت اسم "إسو اليابان"، قبل أن يشتريه اليمن عام 1986.

وتعدّ ناقلة النفط -حاليًا- خزانًا عائمًا شبه ثابت في المياه اليمنية، قرب ميناء الحديدة، وبمثابة محطة تصدير للنفط، إذ كانت هناك حاجة إليها بسبب ضحالة الشواطئ اليمنية في البحر الأحمر، ما يجعل من الصعب دخول الناقلات العادية للمنطقة.

وعُلِّقَت عمليات الصيانة على خزان صافر في عام 2015 بسبب حرب اليمن، وحذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنوات من أنها قد "تنفجر في أيّ وقت".

موقع خزان صافر -على بعد نحو 50 كيلومترًا من ميناء الحُديدة- غنيّ بنوع الحياة البرية التي يمكن أن تدمرها التسريبات.

ويُمكن أن يؤدي التسرب إلى كارثة بيئية، وتدمير مجتمعات الصيد اليمنية، وإغلاق موانٍ حيوية ومحطات تحلية المياه.

كما حذّرت الأمم المتحدة من أن التسرب المحتمل -الذي قد يكلّف أكثر من 20 مليار دولار أميركي لتنظيفه- قد يصل إلى المملكة العربية السعودية وأريتريا وجيبوتي والصومال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق