رئيسيةأخبار النفطنفط

أزمة خزان صافر قبالة سواحل اليمن تقترب من الحل برعاية الأمم المتحدة

تقترب أزمة خزان صافر قبالة سواحل اليمن من كتابة فصل النهاية، بالتزامن مع إبرام الأمم المتحدة اتفاقية لشراء ناقلة نفط عملاقة لاستخدامها في تخزين النفط.

ويهدد الخزان المتهالك، الذي تقطعت به السبل منذ عام 2015 ويرسو قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن، بكارثة تسرب نفطي يمكن أن تكون 4 أضعاف كمية النفط التي تسربت من كارثة إكسون فالديز عام 1989 بالقرب من ألاسكا.

وأطلقت الأمم المتحدة خلال الأشهر الماضية حملة لجمع التبرعات لتنفيذ خطة طارئة لمنع كارثة انفجار خزان صافر، انتهت بإعلانها، أمس الخميس 9 مارس/آذار (2023)، التوقيع على اتفاقية لشراء ناقلة نفط عملاقة لاستخدامها في تخزين النفط الموجود في ناقلة "صافر".

موعد بدء التفريغ

توقّعت الأمم المتحدة أن تصل السفينة البديلة، في أوائل مايو/أيار المقبل؛ لبدء عملية تفريغ النفط من خزان صافر، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

خزان صافر
خزان صافر

من جانبه، قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إن البرنامج وقع، الخميس، اتفاقية مع شركة يورناف البلجيكية لتأمين شراء ناقلة نفط خام كبيرة جدًا، بصفتها جزءًا من العملية المنسقة من قبل الأمم المتحدة لإزالة أكثر من مليون برميل من النفط من خزان صافر الراسي على بُعد نحو 9 كيلومترات من شبه جزيرة رأس عيسى على ساحل البحر الأحمر وتهدد بكارثة إنسانية وبيئية.

وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى اليمن ديفيد جريسلى، إنه من المقرر وصول ناقلة النفط البديلة إلى المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر منتصف شهر مايو/أيار المقبل تمهيدًا لبدء عملية تفريغ 1.1 مليون برميل من النفط الخام الموجود بداخل خزان صافر العائم، الذي يرسو قبالة السواحل الغربية لليمن.

وأضاف أن السفينة البديلة موجودة حاليًا في حوض جاف لإجراء تعديلات عليها وصيانتها بانتظام قبل الإبحار نحو خزان صافر لمباشرة عملية الإنقاذ الطارئة.

وأكد جريسلي أن أطراف النزاع تواصل المصادقة على الخطة، نحن حاليًا في مرحلة التشغيل، على أمل في إزالة النفط من خزان صافر خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة".

بدء تنفيذ خطة الطوارئ

أشار مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن شراء السفينة يمثل "بداية المرحلة التشغيلية للخطة المنسقة من الأمم المتحدة لإزالة النفط بأمان من خزان صافر وتجنب مخاطر حدوث كارثة بيئية وإنسانية على نطاق واسع".

وأوضح أن العملية صعبة للغاية ومعقدة، ويعمل البرنامج الإنمائي على مدار الساعة "مع خبراء من وكالات الأمم المتحدة بما في ذلك المنظمة البحرية الدولية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة من بين آخرين، بالإضافة إلى الاستشارات الدولية بشأن القانون البحري والتأمين والأثر البيئي لضمان نشر أفضل الخبرات الممكنة لإكمال هذه العملية بنجاح".

وأكد شتاينر أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأموال لاستكمال تكاليف مرحلة الطوارئ في الخطة الأممية، بسبب ارتفاع أسعار السفن المناسبة للقيام بالعملية.

وقال: "التكاليف المتصاعدة المرتبطة في الغالب بالحرب في أوكرانيا أدت إلى زيادة كبيرة في الأسعار في السوق بالنسبة للسفن المناسبة للقيام بالعملية؛ ما يعني أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأموال لإكمال مرحلة الطوارئ في الخطة.

بدءًا من 7 مارس/آذار، جمعت الأمم المتحدة 95 مليون دولار، تسلمت منها 75 مليون دولار، لتنفيذ الخطة الطارئة التي تبلغ ميزانيتها نحو 129 مليون دولار.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أنه في حال حدوث تلوث نفطي جراء عدم التحرك، سيكون خامس أسوأ كارثة ناجمة عن ناقلة نفط، مقدرة تكلفة عمليات التنظيف وحدها بـ20 مليار دولار.

خزان صافر
خزان صافر

ترحيب أميركي

عبّرت الولايات المتحدة عن ترحيبها بإعلان الأمم المتحدة توقيع اتفاق لشراء ناقلة واستخدامها في تفريغ 1.1 مليون برميل نفط من خزان صافر العائم قبالة اليمن.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان لها، إن شراء ناقلة لتفريغ خزان صافر يعد خطوة حاسمة في تنفيذ خطة الطوارئ التي وضعتها الأمم المتحدة لتجنب كارثة بيئية إقليمية وآثار اقتصادية في البحر الأحمر تكون لها تداعيات عالمية، مع تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأضافت أنه من المهم سد الفجوة التمويلية لعملية تفريغ الخزان صافر كي تتمكن الأمم المتحدة من إكمال عملية الطوارئ في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تحتاج إلى 34 مليون دولار إضافية بشكل عاجل لنقل النفط من الخزان إلى الناقلة.

خزان صافر عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، معرضة للانهيار أو الانفجار في أي لحظة، وتحمل الناقلة 4 أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من 30 عامًا.

وصُنعت ناقلة النفط صافر قبل 45 عامًا وتُستَخدم بصفتها منصة تخزين عائمة، محملة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام يقدر ثمنها بنحو 40 مليون دولار، ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015؛ ما أدى إلى تآكل هيكلها وتردي حالتها.

وسيؤدي تسرب النفط من صافر إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيتعرض ملايين البشر للتلوث الهوائي، كما سيكون أثر التسرب على المجتمعات الساحلية مدمرًا، إذ سيفقد مئات آلاف العاملين في مجال الصيد مصادر رزقهم بين ليلة وضحاها.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة يستعرض أبرز المعلومات عن خزان صافر ومخاطر تسرب النفط منه:

خزان صافر

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق