رئيسيةتقارير الغازغاز

إنتاج الغاز المغربي يبشر بعوائد كبيرة في النصف الثاني من 2023

دينا قدري

أثبت إنتاج الغاز المغربي في النصف الأول 2023 قدرته على تحقيق عوائد كبيرة، وتلبية احتياجات العملاء المحليين، نظرًا لاستمرار ارتفاع الطلب.

وسلّطت شركة إس دي إكس إنرجي (SDX Energy) البريطانية الضوء على إنتاجها من الغاز المغربي ومبيعاته في الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023، مع تحديد أهدافها للنصف الثاني من العام، وفق ما جاء في بيان نتائج الأعمال الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وخلال النصف الأول من عام 2023، تفاوضت الشركة على اتفاقية قرض مشترك قابل للتحويل، بمبلغ يصل إلى 3.25 مليون دولار أميركي، ووُقِّعَت في يوليو/تموز 2023.

وحتى الآن، سحبت الشركة البريطانية 2.5 مليون دولار لأغراض خفض الديون المستحقة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، وحملة الحفر للتنقيب عن الغاز المغربي، ولأغراض الشركة العامة.

وتتطلع الشركة إلى إنتاج كميات تجارية من الغاز المغربي تكفي لعدّة أشهر، من البئر كسيري-21 (كيه إس آر-21)، بعد نجاح حملة الحفر والوصول إلى اكتشاف الغاز في أواخر شهر سبتمبر/أيلول 2023.

اتفاقيات لتعزيز إنتاج الغاز المغربي

قال الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة إس دي إكس البريطانية، جاي بهاتاشيرجي: "في المغرب، أنتجنا ما يقرب من 0.4 مليار قدم مكعّبة (69.25 ألف برميل من النفط المكافئ) خلال النصف الأول من عام 2023"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

وشدد على أن الطلب على الغاز والطاقة عمومًا في المنطقة ما يزال مرتفعًا؛ وفي يونيو/حزيران 2023، أعادت الشركة التفاوض بشأن اتفاقية مبيعات الغاز مع أحد عملائها الأساسيين، وحصلت على سعر أعلى للغاز للإنتاج بدءًا من 1 مايو/أيار 2023.

كما قال: "نشكر جميع أصحاب المصلحة والمساهمين على دعمهم خلال المدّة الماضية، إذ نعمل دون كلل لتنشيط الأعمال وتقديم قيمة مستدامة طويلة الأجل للمساهمين.. ونودّ أيضًا أن نعرب عن تعازينا لجميع المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في وقت سابق من هذا الشهر، ونواصل تقديم دعمنا".

بعد نهاية المدّة، في سبتمبر/أيلول 2023، أبرمت الشركة اتفاقيات غير ملزمة مع شركة ديكا موروكو أفريكا (Dika Morocco Africa)، أكبر متعهد لها وشركة فرعية مملوكة بنسبة 100% لشركة ستيك ديكاستال (Citic Dicastal) الصينية، للدفع المسبق مقابل تسليمات الغاز المغربي.

وتنص الشروط الأولية للاتفاقية على استلام ما يقرب من مليوني دولار بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2023، ومن المخطط استعمال هذه الأموال في تكاليف حفر البئر كيه إس آر-21، ولأغراض الشركة العامة.

ويجري التفاوض حاليًا على شروط أخرى لعملية دفع مسبق أكبر، ومن المتوقع الاتفاق عليها وسحب الأموال بحلول أوائل عام 2024.

وتخطط الشركة لتوجيه هذه الدفعة المسبقة الثانية نحو تمويل برنامج حفر إضافي متتالٍ متعدد الآبار، يسمح بتطوير الغاز خلف الأنابيب (الاحتياطيات المحجوزة)، ما يزيد من الكفاءة التشغيلية، ويقلل التكاليف ويضمن إمكان تلبية الطلب الفوري والمستقبلي.

وفي سبتمبر/أيلول 2023، بدأت الشركة بحفر البئر كسيري-21 (كيه إس آر-21) في منطقة امتياز سبو الوسطى بحوض الغرب المغربي؛ وتُجرى حاليًا اختبارات قصيرة قبل الوصول إلى الإنتاج لتزويد مستوردي الغاز الحاليين.

إنتاج الغاز المغربي على يد شركة إس دي إكس البريطانية
أحد العمال في شركة إس دي إكس البريطانية بامتياز منطقة سبو الوسطى - الصورة من موقع الشركة

إنتاج الغاز المغربي في النصف الأول 2023

أكدت شركة إس دي إكس البريطانية أن إدارة إنتاج الغاز المغربي في النصف الأول 2023 جرت بعناية لضمان التوريد للعملاء الحاليين، مع التركيز على تحقيق أقصى قدر من الانتعاش من الآبار الحالية.

وقد بلغ متوسط صافي الإنتاج في المغرب 2.3 مليون قدم مكعّبة يوميًا في النصف الأول 2023، بحسب ما جاء في بيان نتائج أعمال الشركة، الذي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله.

وتقوم الشركة حاليًا ببيع الغاز الطبيعي لـ3 عملاء صناعيين في القنيطرة بشمال المغرب، وقررت عدم التجديد الفوري لعقد أحد العملاء الذي انتهى في 1 أبريل/نيسان 2023، حتى يكون لدى الشركة رؤية أفضل لإمدادات الغاز المستقبلية وتسعيره لدعم المدة الكاملة للعقد الجديد.

بالنسبة للأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023، كان الانخفاض في إيرادات مبيعات الغاز المغربي بنسبة 35% مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2022، لتسجل 2.6 مليون دولار، مدفوعًا بانخفاض الإنتاج بمقدار 3 ملايين دولار، بسبب احتياطي الغاز المحدود، والذي عُوِّضَ جزئيًا بزيادة 0.4 مليون دولار نتيجة بيع الغاز بأسعار أعلى.

وارتفعت تكاليف التشغيل المباشرة للأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023 بمقدار 0.2 مليون دولار (23%) مقارنةً بالمدّة نفسها من العام السابق (2022)، نتيجة لنفقات التشغيل الإضافية، بما في ذلك إضافة حراس أمن للآبار.

وقد أدى ارتفاع النفقات المتكبدة، إلى جانب انخفاض الإنتاج، لارتفاع تكاليف التشغيل المباشرة لكل برميل من النفط بنسبة 104% إلى 16.88 دولارًا لكل برميل من النفط المكافئ.

إنتاج الغاز المغربي في النصف الثاني 2023

فيما يتعلق بالنصف الثاني 2023، تتوقع الشركة الانتهاء من البئر كيه إس آر-21 بوصفها منتجة وتشغيلها لإنتاج الغاز المغربي في أقرب وقت ممكن.

وقد بدأت الشركة حفر البئر في 2 سبتمبر/أيلول 2023، ووصلت إلى عمق رأسي إجمالي يبلغ 1955 مترًا في 26 سبتمبر/أيلول 2023.

وتشكّل هذه البئر بداية لحملة حفر أوسع للآبار، بعضها سيستهدف آفاقًا منخفضة المخاطر، وبعضها الآخر سيستهدف مناطق جديدة ومستويات تشغيل، ما يوسّع من بصمة التطوير.

وستكون جميع الآبار أهدافًا ضحلة محمّلة بالغاز الحيوي، وسيزوّد الغاز من هذه الآبار العملاء الحاليين، ومصنعًا إضافيًا أنشئ بوساطة أحد هؤلاء العملاء الحاليين.

وتتوقع الشركة أن تكون قادرة على تسوية النفقات الرأسمالية الكبيرة المتكبدة في المغرب، بما في ذلك نحو 6.3 مليون دولار لحفر وربط 5 آبار خلال عامي 2021 و2022، ونحو 4 ملايين دولار لحفر وربط بئر واحدة خلال سبتمبر/أيلول 2023.

كما تتوقع الشركة أن تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالتراخيص في المغرب ومصر، بما في ذلك حفر الآبار التي ستضمن أيضًا استمرار إمدادات الغاز لـ3 عملاء إستراتيجيين في المغرب.

وقد تحتاج الشركة إلى إعادة التفاوض بشأن الحدّ الأدنى من برامج العمل أو التزامات الترخيص مع السلطات المغربية والمصرية بشأن التراخيص التي يكون لدى المجموعة فيها التزامات رأسمالية ونفقات تقديرية.

وستقوم الشركة بسداد القرض المستحق للبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير بالكامل، باستعمال عائدات بيع أصول الشركة في مصر.

وسيُسدد القرض القابل للتحويل الذي أبرمته الشركة في يوليو/تموز 2023 عن طريق التحويل إلى أسهم حقوق ملكية عند الاستحقاق في يوليو/تموز 2024.

اكتشافات الغاز المغربي
أحد مواقع اكتشافات الغاز المغربي - الصورة من منصة "بلادي"

4 تصاريح للتنقيب عن الغاز المغربي

تتكون أعمال شركة إس دي إكس البريطانية في المغرب من 4 تصاريح استكشاف، موجودة جميعها في حوض الغرب بشمال المغرب، تمتلك حصة 75% منها بصفتها المشغّل، وهي سبو الوسطى، والغرب الغربي، وجنوب لالة ميمونة، وغرب مولاي بوشتة.

منطقة امتياز سبو الوسطى عبارة عن تصريح استكشاف بمساحة 132 كيلومترًا مربعًا، يتضمن العديد من امتيازات الاستغلال، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وامتيازات الاستغلال الممنوحة بموجب اتفاقية سبو للنفط البري هي امتياز جنوب غرب سيدي الحاراتي، الذي ينتهي في سبتمبر/أيلول 2023، وغرب سيدي الحاراتي، الذي ينتهي في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وكسيري الوسطى، الذي ينتهي في يناير/كانون الثاني 2025.

أمّا منطقة امتياز الغرب الغربي، فهي تشمل تصريح استكشاف بمساحة 806 كيلومترات مربعة، مع العديد من الآفاق التي حُدِّدَت من خلال المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد الحالي، والذي يغطي الجزء الجنوبي من التصريح.

وامتيازات الاستغلال الممنوحة بموجب اتفاقية الغرب الغربي للنفط هي امتياز أولاد يوسف الوسطى، الذي ينتهي في مارس/آذار 2024، وامتياز جنوب غرب غوداري وجنوب سيدي الحاراتي، اللذين ينتهيان في ديسمبر/كانون الأول 2024.

وحصلت الشركة على تصريح جنوب للا ميمونة منذ فبراير/شباط 2019، لمدّة 8 سنوات، مع الالتزام بحفر بئر استكشافية واحدة، والحصول على مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد بمساحة 50 كيلومترًا مربعًا خلال مدّة السنتين والنصف الأولى، وبدأت في 14 مارس/آذار 2019، والتي جرى الوفاء بها.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، وفقًا للوائح التي تحكم الاتفاقيات النفطية، تخلّت شركة إس دي إكس عن 25% من مساحة جنوب لالة ميمونة الأصلية، ودخلت في مدّة التمديد البالغة السنتين والنصف، وأصبح امتياز جنوب لالة ميمونة الآن تصريحًا بمساحة 629.9 كيلومترًا مربعًا.

كما حصلت الشركة على امتياز التنقيب في غرب مولاي بوشتة في فبراير/شباط 2019، لمدّة 8 سنوات.

وقد بدأ الالتزام بإعادة معالجة 150 كيلومترًا من البيانات الزلزالية ثنائية الأبعاد، والحصول على 100 كيلومتر مربع من البيانات الزلزالية ثلاثية الأبعاد الجديدة، وحفر بئر استكشافية واحدة خلال مدّة الـ3 سنوات ونصف الأولى، في 14 مارس/آذار 2019.

ومُنحت الشركة تمديد حالة القوة القاهرة لمدّة عام واحد من قبل وزارة الطاقة، والذي ينتهي في سبتمبر/أيلول 2023، ويجري الآن التنازل عن الامتياز.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحمدلله على نعمه.لكن ماذا يستفيد المواطن البسيط من كل هذا؟والاخبار تتوعدنا بين الفينة و الأخرى بارتفاع سعر قنينة الغاز الى 120او140درهما
    الموظف البسيط والمتقاعد المنهوك لايستطيع ولن يستطيع ان يساير هذا الارتفاع المهول في الاسعار في ظل تجاهله ومد يد العون رغم تفانيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق