أخبار الغازالنشرة الاسبوعيةسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام

دينا قدري

تأثرت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بشكل ملحوظ جراء الحرب في قطاع غزة، التي اندلعت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وما أعقبها من إغلاق لحقل غاز تمار، وذلك بحسب أحدث البيانات التي حصلت منصة الطاقة على نسخة منها.

فقد أدى الإغلاق المستمر لحقل الغاز -الذي تبلغ قدرته 13 تريليون قدم مكعّبة يوميًا- إلى تراجع واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى نحو 150-200 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

ويعادل ذلك نحو 20% من متوسط 870 مليون قدم مكعّبة يوميًا للأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، وفق الأرقام والبيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة.

كما تُعد هذه الأحجام أقل من ثلث متوسط الأحجام الضمنية البالغة 650 مليون قدم مكعّبة يوميًا في عقود حقلي ليفياثان وتمار الرئيسين في إسرائيل لتزويد شركة بلو أوشن إنرجي (Blue Ocean Energy) المدعومة من الدولة المصرية.

صادرات الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة

يُشَغَّل حقلا تمار وليفياثان الأكبر حجمًا -بقدرة 22 تريليون قدم مكعّبة- من قِبل شركة شيفرون الأميركية.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أمرت وزارة الطاقة الإسرائيلية شركة شيفرون بإغلاق حقل تمار، الذي تقع منصة إنتاجه على بُعد 25 كيلومترًا فقط شمال غرب غزة.

وفي اليوم التالي، توقفت التدفقات عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط الذي يربط عسقلان الإسرائيلية والعريش المصرية، وذلك لأسباب تشغيلية تتعلق بإغلاق تمار وليس لتوجيهات الوزارة، بحسب ما أوردته مجلة ميس (Mees) المتخصصة في أخبار النفط والغاز.

وتحصل مصر حاليًا على الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان عبر خط الغاز العربي في الأردن؛ إذ يهبط غاز ليفياثان في منطقة دور بشمال إسرائيل، ويتصل بخط الغاز العربي في الأردن، قبل أن يتجه جنوبًا إلى عمّان ثم مصر.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في 19 أكتوبر/تشرين الأول، أن قوات الدفاع الإسرائيلية أحبطت عددًا من الهجمات المحتملة على منصة حقل تمار، واعترضت نحو 6 سفن محمّلة بالمتفجرات، وأسقطت عددًا من الصواريخ التي استهدفت البنية التحتية.

ولا يزال من غير الواضح ما هي المعايير التي يجب استيفاؤها لاستئناف الإنتاج.

وهو ما ترك إسرائيل، وكذلك الأردن، يعتمدان على الغاز من حقل ليفياثان، حيث من المفترض أن يرتفع الإنتاج إلى 1.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا، مقابل 970 مليون قدم مكعّبة في الربع الثاني من 2023.

حقل غاز تمار الإسرائيلي
حقل غاز تمار الإسرائيلي - الصورة من الموقع الرسمي لشركة نيوميد إنرجي

وفي حقل كاريش، قالت الشركة المشغلة إنرجيان (Energean)، في سبتمبر/أيلول، إن الإنتاج وصل إلى 570 مليون قدم مكعّبة يوميًا، مقابل 400 مليون قدم مكعّبة يوميًا في الربع الثاني من 2023.

ويتجه الحقل، الذي بدأ تشغيله في أواخر العام الماضي (2022)، إلى 775 مليون قدم مكعّبة يوميًا بحلول أوائل عام 2024.

ولا يزال الأردن يتلقى نحو 250-300 مليون قدم مكعّبة يوميًا، وذلك تماشيًا مع الكميات المتعاقد عليها مع شركة الكهرباء الوطنية "نيبكو"، بينما جرى تقليص التدفقات إلى مصر، وفق ما أكدته مجلة "ميس" في تقريرها.

واردات إسرائيل من النفط

وعلى صعيد النفط، أشار التقرير -الذي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله- إلى أن ميناء استيراد النفط الإسرائيلي الرئيس في عسقلان، هو الأكثر عرضة للخطر؛ إذ يقع على بُعد 6 كيلومترات فقط شمال غزة.

وعادةً يزود الميناء مصفاة باز أشدود التي تبلغ قدرتها 100 ألف برميل يوميًا على بُعد 25 كيلومترًا إلى الشمال، ولكنه يزود أيضًا مصفاة بازان البالغة قدرتها 197 ألف برميل يوميًا في حيفا.

ولم تشهد عسقلان ولا إسرائيل ككل أي واردات من النفط الخام بين بداية الصراع و18 أكتوبر/تشرين الأول، عندما جرى تفريغ شحنة مليون برميل من النفط الأذربيجاني الخفيف في ميناء إيلات على البحر الأحمر، بعد مرورها عبر قناة السويس، وفقًا لشركة تتبع البيانات كبلر.

وترتبط إيلات بعسقلان عبر خط أنابيب للنفط الخام جرى بناؤه في السبعينيات لاستيراد النفط الإيراني، واستُعمل في وقت سابق من العام الجاري (2023) في الاتجاه الآخر لشحن النفط الكردي العراقي إلى المشترين الآسيويين.

كما استلمت مصفاة بازان أيضًا زيت الوقود في حيفا خلال الأيام الأخيرة.

وفي حين أن هناك حدًا سنويًا قدره مليونا طن (نحو 40 ألف برميل يوميًا) لشحنات النفط الخام إلى إيلات لأسباب بيئية؛ فقد رُفع هذا الحد بعد أن تقدم خط أنابيب إيلات-عسقلان (EAPC) بطلب ناجح إلى وزارة الطاقة لتخفيف اللوائح الحالية.

وتُعد توجيهات الوزارة لإزالة الحدود سارية طوال مدّة الحرب وأسبوعين إضافيين، بشرط أن هذه الشحنات تزود السوق المحلية الإسرائيلية فقط.

قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي

يُذكر أن قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي قد ارتفعت نحو 53% خلال شهر يوليو/تموز الماضي، بالتزامن مع تراجع ضخم في إيرادات صادرات القاهرة.

وكشفت بيانات رسمية -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- عن أن واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ارتفعت قيمتها إلى نحو 195.5 مليون دولار، مقارنةً بـ128.1 مليون دولار في يوليو/تموز 2022.

أظهرت البيانات ارتفاع فاتورة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يوليو/تموز، بنسبة 42.9%، لتسجل 1.494 مليار دولار، مقارنةً بـ1.063 مليار دولار في المدة نفسها من العام الماضي (2022).

وتعدّ مصر والأردن الوجهة الرئيسة لصادرات الغاز الإسرائيلي، من خلال خطوط الأنابيب المرتبطة بكلا البلدين العربيين؛ إذ تعيد مصر تصديره إلى الخارج بعد إسالته، في حين يستعمله الأردن لتلبية الطلب المحلي.

وتنتج الحقول الإسرائيلية نحو 28 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز، ويُصدَّر ثلثها تقريبًا إلى مصر والأردن، وسط توقعات بزيادة الإنتاج في السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق