التقاريرأسعار النفطأنسيات الطاقةرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

لماذا ارتفعت أسعار النفط الخام.. وما علاقة الأزمة التركية؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال خبير اقتصاديات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط الخام ارتفعت عمومًا، لسببين رئيسين، أولهما الانفتاح المفاجئ والكامل في الصين، والذي كان متوقعًا أن يكون تدريجيًا، والثاني هو أزمة تعطّل خط الأنابيب "كيستون".

وأوضح الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول (2022)، قدّمها تحت عنوان "هل تستمر أسعار النفط بالانخفاض؟"، أن الانفتاح في الصين كشف عن أمور كثيرة لم يكن أحد يعرفها، منها أن الآلاف من طلاب الجامعات كانوا محصورين لأشهر طويلة داخل السكن الجامعي، ولم يروا أهاليهم طوال هذه المدة.

وأضاف: "اضطرت الحكومة الصينية لتجهيز عشرات الطائرات خلال الأيام الأخيرة لنقل الطلاب بعد الانفتاح، ليروا أهاليهم لأول مرة منذ أول العام، لذلك أسهمت الأنشطة في الصين، مثل حركة المواصلات وعودة المطارات للعمل من الصفر إلى طاقة استيعابية تبلغ 60-70%، في ارتفاع أسعار النفط الخام".

وتوقّع مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي أن يعود مطار بكين إلى كامل قوّته وقدرته الاستيعابية التي كان عليها قبل عمليات الإغلاق.

تطورات ناقلات النفط بالمياه التركية

أسعار النفط الخام
ناقلات محملة بالنفط تصطفّ في البحر الأسود - الصورة من Daily Sabah

قال الحجي، إن أزمة ناقلات النفط العالقة في المياه التركية بدأت يوم 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع بدء تطبيق الحظر الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحرًا، وتعاون الاتحاد الأوروبي مع مجموعة الـ7 لفرض سقف سعري، وهو 60 دولارًا لنفط موسكو.

وتابع: "القضية أن سقف أسعار النفط الخام الروسي لا قيمة له؛ لأنه يباع حاليًا بأسعار أقلّ، في حدود 47-48 دولارًا للبرميل، ومن ثم، فإنه لا تأثير فعليًّا للسقف السعري، إلّا أنه من تبعات هذا السقف، أن قررت تركيا تطبيق قانون يجبر السفن في المضائق التركية على إثبات أن لديها تأمينًا".

ولفت خبير اقتصاديات الطاقة إلى أنه بموجب القانون التركي، فإن الأوراق التي تحملها السفينة ليست كافية للتأمين عليها، وعلى شركة التأمين الاتصال بالحكومة التركية وإرسال رسالة معينة بنمط معين؛ لتثبت أن هذه السفينة مؤمّن عليها، ما أدى إلى توقّف نحو 22 سفينة محملة بالنفط في المنطقة.

وأضاف الحجي أن تأخُّر الشحنات دائمًا ما يدعم أسعار النفط الخام، وبما أن الشحنات تأخّرت في المضائق التركية لعدّة أيام، فإن التكاليف تزيد لمن يريد شحن النفط، لأن تكاليف الشحن كبيرة، وتقاس باليوم الواحد، وهي كبيرة في كل الحالات.

ولكن الملاحظ، وفق الدكتور أنس الحجي، أن هناك أمورًا غريبة في موقف تركيا تحتاج إلى تفسير لمعرفة ما إن كان متعلقًا بالتعاطف مع روسيا أم مستقلًا، الأمر الأول هو أن حكومة أردوغان قررت الاعتراف بالتأمين الروسي، وهو أمر يتعارض مع المصالح الأوروبية والأميركية.

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن أيّ سفينة تحمل تأمينًا روسيًا بإمكانها المرور دون أيّ إشكال، ولكن الاتحاد الأوروبي وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا يغضّون الطرف عن أمور كثيرة، لأنهم لا يريدون ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل كبير.

تعطّل النفط القازاخستاني في تركيا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه عندما طالبت تركيا السفن بتقديم وثائق التأمين، مرّت جميع السفن الروسية وغير الروسية المحملة بالنفط الروسي بسهولة، لأن التأكد من تأمينها حدث بسرعة شديدة جدًا، بينما السفن العالقة كانت تحمل أعلامًا أوروبية، ولكنها جميعًا -بالصدفة- تحمل نفط قازاخستان.

أسعار النفط الخام
إحدى ناقلات النفط العالقة في مضيق البوسفور - الصورة من موقع thesundaily

وأوضح الحجي أن قازاخستان لديها أزمات مع روسيا، ولكن النفط القادم منها عبر الأنابيب يذهب إلى موسكو أولًا قبل تحميله في المواني الروسية، ومن ثم فإن ما فعله أردوغان هو أن كل شيء يأتي من روسيا يطبَّق عليه التأمين، بما فيه النفط القازاخستاني.

وأضاف: "لا ندري ما إن كان ما يحدث هو لعبة، الهدف منها تقديم الدعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أم أنها خطوة مستقلة تمامًا، إلّا أن السفن التي ظلّت عالقة في المياه التركية حتى النهاية كلها تحمل النفط القازاخستاني، وليس النفط الروسي، وحجة تركيا في ذلك أنها -السفن- جاءت من المواني الروسية".

ولفت الحجي إلى أنه من الواضح أن تركيا واجهت ضغوطًا أوروبية وغربية، نتج عنها التفاوض، الذي أسفر بدوره عن تغيّر اللغة التي تحملها أوراق التأمين التي تطلبها أنقرة، فلم تعد مشددة كما كانت في السابق.

ونبّه الدكتور أنس الحجي إلى أن الرسائل التي طلبتها تركيا من شركات التأمين أصبحت أقلّ حدّة وأسلس صياغة، وهو ما حدث بالترتيب مع من فرضوا السقف السعري ومن فرض الحظر على النفط الروسي المنقول بحرًا، ومن ثم سمحت أنقرة لحاملات النفط بالمغادرة.

وشدد خبير اقتصاديات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، على أن تأخّر الشحنات في المضائق التركية لمدة 4 إلى 5 أيام، دعمَ ارتفاع أسعار النفط الخام، لأن تكاليف الشحن ارتفعت بالنسبة لحاملات النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق