التقاريرأنسيات الطاقةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أميركا تلجأ لاحتياطي النفط الإستراتيجي.. أنس الحجي: أوبك+ أثار جنون بايدن

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إدارة الرئيس جو بايدن ستتجه إلى احتياطي النفط الإستراتيجي في مواجهة قرار أوبك+ بخفض سقف إنتاج النفط.

وأضاف الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" في موقع تويتر، قدّمها بعنوان "هل بدأت حرب أسعار النفط بين أميركا والسعودية؟"، أن هناك حملة مضادة للتوجّه الأميركي تدافع عن المملكة.

وتابع: "كان هناك طريقان يمكن أن تردّ بهما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على قرار أوبك+، أحدهما هو استخدام احتياطي النفط الإستراتيجي، والأمر الثاني هو تفعيل قانون لا لأوبك، الذي يتيح محاكمة المنظمة بزعم احتكار تجارة النفط العالمية".

يُذكر أن تصريحات الحجي جاءت في حلقة "أنسيات الطاقة" مساء أمس الثلاثاء، قبل قرار إدارة بايدن اليوم الأربعاء، بيع دفعة جديدة من الاحتياطي الإستراتيجي للتسليم في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وشدد خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي على أن قرار أوبك+ أثار جنون الإدارة الأميركية، التي بادرت بمهاجمة السعودية من خلال التصريحات الرسمية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

البيع من الاحتياطي الإستراتيجي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، إن يوم الجمعة الماضي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022 شهد تسريبات بأن الإدارة الأميركية تتفاوض مع بعض الشركات لتشتري منها نحو 50 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي.

احتياطي النفط الإستراتيجي
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من بلومبرغ

وأضاف: "بعدها جاءت التأكيدات بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستسحب ما بين 10 و15 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي بشكل مباشر".

ولفت إلى أن هناك عدّة توضيحات مهمة تتعلق بهذه الأرقام، الأول أن إدارة بايدن سبق أن أعلنت عن سحب نحو 180 برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي خلال مدة تمتد إلى 6 أشهر، والتي تنتهي في أخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

التوضيح الثاني، وفق الحجي، هو أن أمر الرئيس بالسحب من الاحتياطي الإستراتيجي بكميات معينة شيء، وتوقيع العقود مع الشركات شيء آخر، وهناك نوعان من الأخبار، حول القرار الرئاسي، وحول العقود، ولكنه النفط نفسه.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة باعت حتى الآن كميات ضخمة من الاحتياطي الإستراتيجي، ولم يبق من الرقم المعلَن سوى 14 مليون برميل فقط، ليس لها عقود، وفجأة قررت إدارة بايدن بيعها في الوقت الحالي قبل الانتخابات.

وأوضح الحجي أن هناك عدّة ملحوظات، بعضها مضحك، إذ إن الأميركيين لا يعرفون بالضبط كم ستشتري الشركات من كمية 14 مليون برميل الموجودة، ومن الواضح أنهم عرضوا على هذه الشركات كميات تتراوح بين 40 و50 مليون برميل.

وتابع: "المضحك في الأمر، أنه في حالة حساب أيام العمل خلال المدة ما بين إعلان البيع والانتخابات ستكون نحو 14 يومًا، أي إن هذه الأرقام موجّهة تمامًا إلى الانتخابات وبعدد الأيام نفسه، ومع انتهاء هذه الأيام تتوقف عمليات بيع احتياطي النفط الإستراتيجي رسميًا، ولكن فقط لكمية الـ180 مليون برميل".

هل ترتفع أسعار النفط؟

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك من يرون أن أسعار النفط سوف ترتفع مع توقّف السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي، ولكن هذا الكلام غير صحيح، لا سيما أن هناك جهلًا كبيرًا بالتفاصيل.

وأوضح أن أحد أهم هذه التفاصيل أن قرار الكونغرس الأميركي في عام 2015 ببيع كميات محددة سنويًا حتى عام 2030 من الاحتياطي الإستراتيجي لتمويل عملية إدارة هذا الاحتياطي ولتعزيز موقف الموازنة الفيدرالية، جعل أميركا ملزمة ببيع كميات معينة سنويًا.

وكشف أن هذه الكميات غير متضمنة في الـ180 مليون برميل التي أعلنها بايدن منذ عدّة أشهر، وتنتهي بنهاية الشهر الجاري، مضيفًا: "من ثم يمكننا القول، إن هناك حرب أسعار بين بايدن وأوبك، ولكن الإشكال هنا أن هناك نحو 26 مليون برميل قرر الكونغرس بيعها، ولم تُبَعْ حتى الآن".

ويفسر الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، خطة السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي بقرار من الرئيس جو بايدن:

احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي

وأضاف الحجي أن إدارة بايدن الآن لديها 14 مليون برميل يمكن أن تبيعها حتى الانتخابات، ويبقى لديها نحو 26 مليون برميل يمكن بيعها بقرار من الكونغرس، لذلك ليست هناك نهاية لعمليات البيع من الاحتياطي الإستراتيجي.

وتابع: "لا توجد أيضًا أيّ شروط على أيّ إدارة أميركية، لأن هناك اتفاق وكالة الطاقة الدولية الذي وُقِّع في سبعينيات القرن الماضي، والذي يقضي بأن تقوم الدولة العضو في الوكالة بالاحتفاظ بنحو 90 يومًا من صافي الواردات، بصفة احتياطي إستراتيجي".

وأشار إلى أن تضمين كلمة "صافي الواردات" في الاتفاق يُعفي الولايات المتحدة -بصفتها مصدرًا صافيًا- من شروط الوكالة، ومن ثم يمكنها بيع "كل" احتياطي النفط الإستراتيجي لديها، دون أن تواجه أيّ مشكلة، كما أن الوكالة علّقت شرط الـ90 يومًا منذ بداية الأزمة، سواء لأميركا أو الدول الأخرى.

الإقراض من الاحتياطي الإستراتيجي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك أمرًا أغفله الكثيرون في الحديث عن النفط، وهو أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإمكانها الإقراض من الاحتياطي الإستراتيجي في أيّ وقت، ولمن تشاء.

وأضاف: "ما دامت الشركة معتبرة ولها قدرة مالية، فإن الولايات المتحدة مستعدة لإقراضها أيّ كمية من احتياطي النفط الإستراتيجي"، مؤكدًا أن إدارة الرئيس جو بايدن لديها إمكانات كبيرة للتأثير في أسواق النفط العالمية وبكلّ الحالات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق