التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

بوتين يخرج عن صمته: سقف سعر النفط الروسي قرار "غبي".. وندرس خفض الإنتاج

حذر من ارتفاع الأسعار وانهيار صناعة النفط وسوق الطاقة العالمية

هبة مصطفى

للمرة الأولى منذ فرضت مجموعة الدول الـ7 وأستراليا سقفًا سعريًا لشحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا، يخرج الرئيس فلاديمير بوتين عن صمته للتعليق على حزمة العقوبات الغربية الجديدة المفروضة على أبرز مصادر العائدات في بلاده.

ووصف بوتين إقرار حد أقصى لشحنات الخام من موسكو بأنها قرار "غبي" من شأنه رفع أسعار النفط ودفع أسواق الطاقة العالمية نحو الانهيار، بحسب ما نقلته رويترز عن تصريحات له.

وتتجه روسيا إلى اتخاذ ردة فعل على حزمة العقوبات الجديدة قد تغير الخريطة الإنتاجية، ومن المقرر إصدار مرسوم بكافة قرارات بوتين في وقت قريب، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

انهيار أسواق الطاقة

تعتزم موسكو اتخاذ إجراءات للرد على فرض حد أقصى لسعر شحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا في نطاق 60 دولار للبرميل، من قبل تحالف السقف السعري الذي يضم مجموعة الدول الـ7 وأستراليا.

النفط الروسي
ناقلة محملة بشحنات النفط - الصورة من (Insurance Journal)

وبجانب بدء سريان القرار منذ 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأ الاتحاد الأوروبي فرض حظر على شحنات الخام أيضًا، وتهدف تلك الخطوات المندرجة تحت مظلة حزمة عقوبات جديدة إلى ضمان استمرار تدفقات صادرات النفط من موسكو واستقرار الأسواق مع ضمان عائدات أقل لميزانية الكرملين تعيق إنفاقها على حرب أوكرانيا.

وبينما تترقب أسواق الطاقة مرسومًا روسيًا يحمل ردًا رسميًا على حزمة العقوبات الأخيرة، وصف الرئيس فلاديمير بوتين قرار السقف السعري بأنه "غبي".

وأضاف أن الاتفاق على حد أقصى لشحنات النفط البحرية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لمستويات كارثية يدفع قطاع الطاقة على الصعيد العالمي نحو الانهيار، حسبما أكد في تصريحات بمؤتمر صحفي بدولة قرغيزستان الواقعة في آسيا الوسطى.

خفض الإنتاج

أوضح الرئيس فلاديمير بوتين أن ردة فعل بلاده على قرار السقف السعري لشحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا قد تتضمن إجراءات عدة من ضمنها حظر البيع للدول الملتزمة بتطبيق القرار، غير أن المفاجأة الكبرى كانت بتصريحه رسميًا بدراسة خفض إنتاج النفط في بلاده.

وقال: "ندرس جيدًا قرار خفض الإنتاج، لا سيما وأن لدينا اتفاقات وحصص نلتزم بها مع الدول الأعضاء في تحالف أوبك+"، مشيرًا إلى أن كافة الاحتمالات قيد الدراسة وستُعلن صيغتها النهائية في مرسوم رئاسي يصدر في غضون أيام.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج روسيا من النفط الخام، من عام 2019 حتى عام 2023، بالاستعانة ببيانات الوكالة الدولية للطاقة:

إنتاج النفط الروسي

وأبدى بوتين رفضه حزمة العقوبات الأخيرة وتحديد سعر النفط الروسي باعتبارها تهدف بالأساس إلى الضغط على الموارد المالية لبلاده، رغم أن الحد الأقصى المحدد من قبل تحالف السقف السعري (60 دولار للبرميل) يدور في نطاق الأسعار التي تحددها موسكو لبيع الخام.

وأشار إلى أن الرغبة في تحديد سقفًا لسعر الخام قد تدفع صناعة النفط نحو الانهيار بما يدفع الأسعار نحو مستويات "كارثية"، وفق قوله.

روسيا لن تتضرر

قلل الرئيس فلاديمير بوتين من تداعيات قرار السقف السعري على بلاده، إذ أوضح أن الحد الأقصى لتسعير شحنات النفط الروسي بنحو 60 دولارًا للبرميل يقارب السعر الذي تبيع به موسكو خاماتها ما جعل تأثير القرار محدود ماليًا لا سيما وأن روسيا تقدم تخفيضات لعملائها.

وكان خام الأورال الروسي قد سجل اليوم الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول نحو 53 دولارًا للبرميل.

واستدرك بأن وإن كان تأثير السقف السعري في بلاده محدودًا فإنه يلقي بظلاله على السوق العالمية بالكامل، مرجعًا ذلك إلى أن انهيار صناعة النفط يبدأ عندما يحدد المستهلك السعر وليس المُنتج ما يجعله قرار "غير مدروس".

وأوضح أنه حتى إذا انخفضت أسعار الخام عالميًا بموجب قرار السقف السعري فإن هناك مخاطر من تراجع الاستثمارات وربما انعدامها؛ ما يؤدي بالنهاية إلى مستويات أسعار غير مسبوقة، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية "تاس".

مرسوم رئاسي قريبًا

النفط الروسي
أحد الحقول الروسية - الصورة من (Geo ExPro)

في السياق ذاته، أعلن وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، أن بلاده تملك 3 خيارات ردًا على تحديد سقف سعري لشحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا، مضيفًا أن الكرملين بصدد إعلان مرسومًا رسميًا يحمل ردًا على حزمة العقوبات الأخيرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، ديمتري بيسكوف، إن روسيا ستمتنع عن بيع الخام لأية دولة تطبق السقف السعري وستدفع تلك الخطوة نحو انخفاض نطاق الطلب على النفط الروسي في بعض المناطق.

وأضاف بيسكوف أن هذا التراجع المتوقع لا يشكل قلقًا لموسكو لا سيما وأن الخصومات التي تقدمها لمشتريها تفتح لها أسواقًا جديدة، وفق وكالة الأنباء الروسية "تاس".

تعد روسيا ثاني أكبر المصدرين للنفط الخام في العالم عقب السعودية، وتعتمد على صادراته بصفتها ركيزة أساسية لعائداتها منذ اكتشاف حقول النفط والغاز في البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق