التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

ناقلات النفط الروسية تلجأ إلى تقنيات استخدمتها إيران وفنزويلا للتحايل على العقوبات (تقرير)

نوار صبح

تحاول ناقلات النفط الروسية الإفلات من العقوبات الغربية بطرق عديدة، بعد أن فرضت الولايات المتحدة ودول أخرى في مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقفًا لسعر النفط يبلغ 60 دولارًا على الكميات التي تواصل روسيا بيعها إلى أجزاء أخرى من العالم.

وفي هذا الإطار كُشف عن أن ناقلة نفط روسية سعت إلى إخفاء مكان وجودها باستخدام تقنيات خرق العقوبات.

وتسبّب ذلك في تعزيز الأدلة المتزايدة على أن شركات التشغيل التابعة لموسكو قد حصلت على وسائل لتخفيف القيود الغربية على صادرات النفط الروسي، التي فُرضت ردًا على غزو أوكرانيا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتوصلت مؤسسة غلوبال فيشينغ ووتش، غير الحكومية، إلى تلك النتائج، وتحققت منها، بصفة مستقلة، صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times)، وفقًا لتقرير نشرته في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذّر فيه سماسرة الشحن من أن روسيا قد جمعت "أسطول الظل" لأكثر من 100 ناقلة لنقل النفط الخام والتحايل على حظر الاتحاد الأوروبي لواردات النفط المنقولة بحرًا، وبدأ سريان الإجراءات العقابية يوم الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول.

محاولات خرق العقوبات

قال الرئيس التنفيذي لموقع تتبع حركة الناقلات تانكر تراكر، سمير مدني: "إن فتح خدمة النافذة الجديدة لتقديم تقارير عن شحنات الخام أظهرَ أن ناقلات نفط روسية تنفذ ما يشبه تدريبات على خرق للعقوبات في الأشهر الأخيرة".

إحدى ناقلات النفط الروسية
إحدى ناقلات النفط الروسي - الصورة من gcaptain

وأشارت منظمة غلوبال فيشينغ ووتش، التي راقبت الشحن السري بصفته جزءًا من عملها لحماية مصايد الأسماك، إلى قيام ناقلة الوقود المكرر "كابيتان شيميلكين" بطول 138 مترًا برحلتين، واستخدامها تقنيات إخفاء كانت رائدة في فنزويلا وإيران الممنوعتين من تصدير نفطهما.

فقد زارت الناقلة "كابيتان شيميلكين" -لأول مرة- رصيفًا بحريًا بالقرب من مالطا في المدة من مايو/ إلى يوليو/تموز، قبل زيارة محطة "تيكنيسيك" للكهرباء في شمال قبرص بعد شهر، وفقًا للنتائج.

وفي كلتا الحالتين، بثت الناقلة مواقع خاطئة عبر جهاز إرسال نظام التعرف التلقائي (إيه آي إس) -وهو جهاز أمان يبث باستمرار موقع السفينة- ما يدل على أنها كانت تبحر في دوائر في المياه اليونانية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تُجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي حظر واردات شحنات النفط الخام الروسية المنقولة بحرًا، وهو إجراء سيتبعه حظر على استيراد المنتجات المكررة في فبراير/شباط.

بدورها، قادت الولايات المتحدة مجموعة الدول الـ7، والاتحاد الأوروبي وأستراليا، في محاولة لفرض سقف لسعر شحنات النفط الروسية يبلغ 60 دولارًا للبرميل.

وستفقد أي ناقلة تحمل نفطًا روسيًا أعلى من هذا السعر إمكان الوصول إلى التأمين الغربي والخدمات البحرية الأخرى، التي تعد حجر الأساس لصناعة الشحن العالمية.

وكان تضليل الناقلة "كابيتان شيميلكين" خفيًا مقارنةً بطواقم أخرى ترسل، على سبيل المثال، إشارة إبحار بأشكال هندسية مثالية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (Financial Times)، في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال محلل البيانات لدى غلوبال فيشيتغ ووتش و"سكاي تروث" -وهي منظمة غير حكومية بيئية-، بيورن بيرغمان: "نرى مجموعة كاملة من المسارات الخاطئة، وبصفة عامة، أصبحت أكثر واقعية".

وقد موّلت وحدة ابتكار الدفاع في وزارة الدفاع الأميركية عمل مؤسسة غلوبال فيشيتغ ووتش في تقنيات التضليل، بصفته جزءًا من برنامج لفهم نقاط الضعف في أنظمة الملاحة والمراقبة عبر الأقمار الصناعية.

صور الأقمار الاصطناعية

استخدمت غلوبال فيشيتغ ووتش تقنية صور الأقمار الاصطناعية الرادارية لوكالة الفضاء الأوروبية، لإظهار أن الناقلة "كابيتان شيميلكين" لم تكن في الأماكن التي كان يزعم وجودها فيها.

وعلاوة على ذلك، شُوهدت سفينة من الحجم نفسه لا تبث بيانات موقعها في مرسى مالطي ثم في شمال قبرص في الصور التي التقطتها خدمة بلانيت لابز.

وتوصلت غلوبال فيشيتغ ووتش إلى أنه عندما كانت السفينة تدعي أنها تبحر قبالة اليونان، كانت أقمار الاتصالات تلتقط إشاراتها في بعض الأحيان من خلال الجزء الخطأ من البحر الأبيض المتوسط.

وفي نقاط مختلفة من الرحلات، أخطرت الناقلة "كابيتان شيميلكين" السفن الأخرى عبر نظام التعرف التلقائي بأنها كانت تبحر إلى مالطا وإلى شمال قبرص.

وقال محلل البيانات لدى غلوبال فيشيتغ ووتش و"سكاي تروث" -وهي منظمة غير حكومية بيئية-، بيورن بيرغمان: "إن نظام التعرف التلقائي مفتوح، لذا فهو ضعيف".

وأردف قائلًا: "لقد تمكنا من تطوير حلول قوية لاكتشاف التلاعب بالموقع"، مشيرًا إلى أن "مشغلي السفن، الذين يختارون القيام بذلك، سوف يسلطون الضوء على أنفسهم".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق