رئيسيةتقارير النفطروسيا وأوكرانيانفط

الهند تواصل سداد مستحقات النفط الروسي بالدولار.. وموسكو ترفض التعامل بالروبية

أمل نبيل

على الرغم من اقتراب دخول الحظر الأوروبي على واردات النفط الروسي حيز التنفيذ، ما تزال شهية الهند مفتوحة لاستيراد الوقود من موسكو، إذ تستحوذ وجارتها الصين على الجزء الأكبر من الإمدادات الآسيوية.

وأصبحت موسكو منذ غزوها أوكرانيا أكبر مورّد نفط إلى الهند، متجاوزةً المورّدين المهيمنين تقليديًا "العراق والسعودية"؛ بسبب الخصومات الجاذبة التي قدّمها قطاع الطاقة الروسي -المنبوذ عالميًا-، وفقًا للمعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

وفي يوليو/تموز (2022)، طلبت روسيا من مصافي التكرير الهندية، سداد مستحقات النفط الروسي بالدرهم الإماراتي بدلًا من الدولار، لتحصين نفسها من العقوبات الأميركية التي فُرضت عليها في مارس/آذار من العام الجاري.

سداد النفط الروسي بالدولار

على الرغم من مرور أكثر من 3 أشهر على الطلب الروسي، ما تزال الهند تدفع ثمن شحنات خام موسكو بالدولار الأميركي؛ إذ لا تميل الدولة الآسيوية إلى السداد باليورو أو الدرهم الإماراتي -وهما العملتان البديلتان المفضلتان لموسكو عوضًا عن العملة الأميركية-.

بينما تتردد روسيا في قبول مستحقات النفط الروسي بالروبية الهندية؛ بسبب الخلل التجاري المتزايد بين البلدين، وفقًا لصحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (economictimes).

النفط الروسي
الروبية الهندية - الصورة من موقع indianexpress

وتواصل شركات التكرير الهندية الدفع بالدولار عبر القنوات المصرفية العادية، مقابل النفط الذي تشتريه من روسيا، في حين طلبت موسكو من التجار الهنود الدفع بالدرهم الإماراتي أو اليورو.

وبحسب تصريحات المستوردين الهنود، فإن آلية التعامل بالروبية التي وضعها بنك الاحتياطي الهندي في يوليو/تموز (2022)، لم تكتسب زخمًا كبيرًا حتى الآن، بسبب ضعف الصادرات الهندية إلى روسيا، مقارنة بالواردات، وخوفًا من الوقوع تحت طائلة العقوبات الغربية.

ووضع البنك المركزي الهندي -مؤخرًا- آلية لتسهيل التجارة الدولية بالروبية، وهي خطوة تستهدف دعم العلاقات التجارية مع روسيا في حالة فرض عقوبات غربية أكثر صرامة على موسكو.

وتعكس الآلية الجديدة إلى حد كبير النظام الشبيه بالمقايضة الذي اتُّبع مع (إيران) عندما فُرِضَت عقوبات عليها، إذ أودع المستوردون الهنود المدفوعات بالروبية في حساب "فوسترو" للمصارف التجارية بطهران لدى مصرف (يو سي أو) الهندي، الذي تديره الدولة.

وأدى ارتفاع الواردات النفطية من روسيا إلى زيادة العجز التجاري بين البلدين.

وارتفع حجم التبادل التجاري بين نيودلهي وموسكو إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، بدعم من زيادة صادرات النفط الروسي والأسمدة، مسجلًا 18 مليارًا و229 مليون دولار أمريكي في 5 أشهر فقط (من أبريل/نيسان وحتى أغسطس/آب 2022)، بحسب بيانات وزارة التجارة الهندية.

وسجلت واردات الهند من روسيا 17.2 مليار دولار في المدة من أبريل/نيسان وحتى أغسطس/آب (2022)، في حين بلغت صادرات نيودلهي إلى موسكو 992.73 مليون دولار، ليصل العجز في الميزان التجاري بين البلدين إلى 16.2 مليار دولار.

(الروبل الروسي = 0.016 دولارًا أميركيًا)

روسيا ترفض الدفع بالروبية

قال مسؤولون هنود، إن استبدال الدولار في سداد النفط الروسي، يجب أن يكون لصالح العملة المحلية، وليس لكفة الدرهم الإماراتي أو اليورو.

النفط الروسي
البنك المركزي الهندي - الصورة من موقع livemint

وأضافوا، أن اختيار العملة التي تسدد بها الواردات النفطية أمر يمكن للحكومة الهندية وحدها أن تقرره، مشددين على أن وزارة المالية يجب أن تختار طريقة الدفع التي تخدم المصلحة الوطنية على أفضل وجه.

(الروبل الروسي = 1.33 روبية هندية)

وفي سبتمبر/أيلول (2022)، رفض مصرف المشرق في دبي تسوية مدفوعات مصفاتين هنديتين -على الأقل- بالدرهم الإماراتي بناء على طلب المورد.

وتجنّبت الإمارات العربية المتحدة والهند انتقاد الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة"، ولم تفرضا أي عقوبات على الكرملين.

وتستورد الدولة الواقعة في جنوب آسيا 85% من احتياجاتها من الوقود، كان معظمها من الشرق الأوسط قبل أن تتحوّل الدفة إلى موسكو، وقبل فبراير/شباط (2022) مثّلت الواردات الروسية نحو 1% فقط من هذه الاحتياجات.

واستوردت الهند نحو 946 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أعلى معدل شهري على الإطلاق، مقارنة بـ876 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول.

(الروبل الروسي = 0.060 درهمًا إماراتيًا)

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق