روسيا وأوكرانياأخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

انتهاء أزمة ناقلات النفط العالقة في المياه التركية

بالاتفاق مع شركات التأمين

هبة مصطفى

أُسدل الستار على أزمة تكدُّس ناقلات النفط في المياه الإقليمية التركية، بعدما توصلت أنقرة إلى اتفاق مع ممثلي شركات الشحن والتأمين حول إقرار شروطها الجديدة لعبور المضائق.

وأعلنت شركة "غارد" للتأمين -ومقرها النرويج- أن مجموعة دولية من ممثلي اتحاد نادي الحماية والتعويض قادت مشاورات مع تركيا، وتوصلت إلى اتفاق يضمن عبور الناقلات مع تقديم غطاء تأميني كامل للسفن المحملة بالشحنات، بحسب بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للشركة، اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول (2022).

وكانت تركيا قد استبقت حزمة العقوبات الجديدة المفروضة على النفط الروسي بحظره أوروبيًا، وتطبيق السقف السعري لشحنات الخام المنقولة بحرًا، بإقرار شروط جديدة تضمن التغطية التأمينية لعملية عبور مضيقي البوسفور والدردنيل بالكامل، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

تلبية الشروط التركية

اشترطت تركيا منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول 2022 تقديم ناقلات النفط، ما يضمن توافر غطاء تأميني لها طوال مدة مرورها بالمواني والمضائق، ولم تلقَ شروط أنقرة الجديدة ترحيبًا من الشركات المعنية.

ناقلات النفط
ناقلة نفط في مضيق البوسفور التركي - الصورة من CNN

وأدى رفض شركات الشحن والتأمين لشروط أنقرة الجديدة، إلى تكدس الناقلات في البحر الأسود، في محاولة منها لتقديم الإثباتات والوثائق المتاحة، وأخذ عدد الناقلات المصطفة أمام مضيقي البوسفور والدردنيل في الارتفاع يومًا بعد يوم.

وتأخرت عمليات المرور لأكثر من 20 ناقلة وأكثر منذ بدء الأزمة، بعدما عكفت شركات على محاولة تلبية شروط أنقرة الجديدة، وفق رويترز.

وأعلن الجانب التركي وهيئة الملاحة أن 22 ناقلة من بين 26 ناقلة محملة بشحنات النفط الخام نجحت في تلبية شروط التأمين الجديدة وعبرت 19 منها بالفعل مضيق البوسفور، وتستعد 4 ناقلات أخرى للمرور عقب تقديمها الوثيقة التأمينية اللازمة.

ورحّبت الهيئة بقبول شركات التأمين والشحن البحري لشروطها الجديدة، مشيرة إلى أنها هدفت من ذلك إلى حماية المضايق وتجارتها البحرية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

رد شركات التأمين

أكدت شركة "غارد" النرويجية لتأمين السفن أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع تركيا أتاح لناقلات النفط عبور المياه الإقليمية التركية، ويتفق ذلك مع بيانات هيئة الملاحة في أنقرة، وتقديم عدد من شركات التأمين التزامًا يتماشى مع الشروط التركية، بحسب رويترز.

وفي بادئ الأزمة، أبدت شركات التأمين رفضها شروط أنقرة لعبور المضائق، إذ تُلزمها بتقديم غطاء تأميني حتى في حالة وقوع الناقلة تحت نطاق العقوبات، وهو أمر قالت الشركات إنه خارج نطاق استعداداتها.

ومارست جهات حكومية أميركية وبريطانية -في وقت سابق من الأسبوع الجاري- ضغوطًا على تركيا لحل الأزمة، وأُعلن بموجب ذلك "انفراجة جزئية" في العبور، بعدما أبدت أنقرة مرونة في المناقشات حول الشروط التأمينية الجديدة.

وتؤدي المضائق التركية دورًا مهمًا لنقل شحنات صادرات النفط الروسي والقازاخستاني عبر مضيقي البوسفور والدردنيل والبحر الأسود إلى البحر المتوسط، بسعة تصل إلى ملايين البراميل يوميًا.

عقوبات النفط الروسي

أكدت وكالة الشحن البحري التركية "تريبيكا" أن المدة الزمنية لتكدس ناقلات النفط في مضيق البوسفور آخذة في التناقص، إذ وصلت ذروتها الأسبوع الماضي بالانتظار نحو 6 أيام، لكنها تراوحت بين متوسط قدره يومين و9 ساعات، و3 أيام و4 ساعات مع تلك التطورات الإيجابية.

ناقلات النفط
ناقلة من طراز سويس ماكس العملاقة محملة بشحنات النفط - الصورة من Poland at Sea

وكانت تركيا قد استبقت حزمة العقوبات الجديدة المفروضة على النفط الروسي بشروط تأمينية تحمي مضائقها طوال مدة عبور ناقلات النفط.

وتأتي تلك الشروط ضمن تداعيات بدء سريان الحظر الأوروبي لشحنات الخام من موسكو، وتحديد سقف سعري للشحنات المنقولة بحرًا في نطاق 60 دولارًا للبرميل بحد أقصى.

ودخلت تلك العقوبات موضوع التنفيذ بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري 2022، على أن تنضم لها عقوبات المشتقات النفطية في فبراير/شباط من العام المقبل (2023).

ويهدف الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7 وأستراليا (فيما يُعرف باسم ائتلاف السقف السعري) من تلك العقوبات إلى ضمان استمرار التدفقات الروسية في الأسواق، لا سيما مع قرار تحالف أوبك+ خفض الإنتاج.

كما اعتبر الائتلاف أن القرار أداة لتقييد عائدات موسكو النفطية التي تستخدمها للإنفاق على الحرب الأوكرانية، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمنع العقوبات شركات الشحن البحري والتأمين ومؤسسات التمويل من تقديم خدماتها إلى صادرات خام موسكو البحرية، حال عدم التزام ناقلات النفط والشركات الراعية لها بالحد الأقصى للسعر أو أقل منه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق