رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

مصدر الإماراتية تستهدف إنتاج 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030

تسعى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المعروفة باسم مصدر الإماراتية إلى ترسيخ مكانتها بصفتها واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.

تستهدف الشركة الإماراتية إنتاج نحو 100 غيغاواط من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، وذلك في ضوء العمل على تعزيز محفظة مشروعاتها، بعد امتلاك 3 من أبرز الشركات الإماراتية (أدنوك، طاقة، مبادلة) لحصص فيها، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

تعمل شركة مصدر الإماراتية على مواصلة نموها المتسارع، وترسيخ مكانتها واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا على مستوى العالم، تماشيًا مع الإمارات لنشر حلول الطاقة الصديقة للبيئة، ودفع الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي لضمان مستقبل مستدام.

التقرير التالي يستعرض جهود شركة مصدر وإسهاماتها في دفع عجلة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة لتمكين أهداف الاستدامة والعمل المناخي في الإمارات والعالم.

تنويع مزيج الطاقة

تسهم مصدر الإماراتية من خلال مشروعاتها واستثماراتها في دعم ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة عالميًا بصفتها مصدرًا موثوقًا للطاقة، وتعزيز ريادتها في مجال الابتكار وبناء اقتصاد قائم على المعرفة وتنويع مزيج الطاقة.

مصدر الإماراتية
أحد مشروعات الطاقة الشمسية

وتتوافق أهداف "مصدر" مع إستراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إذ تسهم بشكل فاعل في دعم استعداداتها لاستضافة قمة المناخ كوب 28، العام المقبل.

وتعمل شركة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل على تسخير خبراتها لدعم تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، وفي ضوء استعداد الإمارات لاستضافة كوب 28، إذ تتطلع إلى التعاون مع شركائها لإحراز تقدّم ملموس في مجال تحول الطاقة الذي من شأنه أن يعود بفوائد كبيرة على كل من النمو الاقتصادي والعمل المناخي.

الاستحواذ على حصص مصدر

أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مؤخرًا إنجاز الاتفاقية الإستراتيجية للاستحواذ على حصص في شركة "مصدر".

وتهدف هذه الاتفاقية التي أُعلَنها، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد للمرة الأولى، تزامنًا مع عيد الاتحاد الـ 50، إلى تضافر جهود 3 من أبرز شركات الطاقة والاستثمار في أبوظبي لتوسيع نطاق عمليات مصدر الإماراتية وترسيخ مكانتها العالمية، بما يشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة.

مسيرة الشركة

انطلقت شركة "مصدر" في عام 2006، إذ كُلِّفَ وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيس مجلس إدارة "مصدر" سلطان الجابر بالإشراف على تأسيسها، وقد كان يشغل في ذلك الحين مهمة رئيسها التنفيذي، للإسهام في جهود التنويع الاقتصادي ومصادر الطاقة في الإمارات من خلال النهوض بتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.

قال الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" محمد جميل الرمحي: "لقد جاء تأسيس مصدر في عام 2006 تجسيدًا لرؤية القيادة الرشيدة في الإمارات، التي أدركت مبكرًا أهمية الاعتماد على الطاقة النظيفة بصفتها مصدرًا مستدامًا يضمن للأجيال المقبلة مستقبلًا أفضل وأكثر مراعاة للبيئة".

وأضاف: "يعكس إعلان إنجاز الشراكة الاستراتيجية، والذي تَمثَّل في تضافر جهود 3 من أبرز الشركات الوطنية الرائدة بهدف توسيع وتطوير نطاق عمليات "مصدر الإماراتية"، حجم الدور الذي باتت تضطلع به الشركة على المستوى العالمي، ويعزز مسيرتها الحافلة المستمرة منذ أكثر من 16 عامًا، إذ استطاعت خلالها توسيع استثماراتها وتعزيز شراكاتها الإقليمية والعالمية في مجال الطاقة المتجددة، وأثبتت الجدوى التجارية لمشروعات الطاقة المتجددة، لتسهم "مصدر" بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة ودفع الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي".

أهداف إستراتيجية

تطمح "مصدر الإماراتية" لترسيخ مكانتها شركةً وطنية رائدة في مجال الطاقة النظيفة في الإمارات، وتسعى إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية، لتصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة بحلول العام 2030.

ومن المتوقع أن تكون النسبة الأكبر في هذه الخطط للتقنيات الحديثة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بما يسهم في ترسيخ مكانة مصدر شركةً عالمية رائدة في هذا القطاع.

كما تطمح شركة أبوظبي لطاقة المستقبل إلى توسيع نطاق أعمالها الناشئة في مجال الهيدروجين الأخضر بوتيرة سريعة، لتبلغ قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى مليون طن من الهيدروجين بحلول العام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من 6 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وتنتشر محفظة مشروعات "مصدر" في أكثر من 40 دولة حول العالم، تفوق قيمتها الإجمالية 20 مليار دولار.

محفظة المشروعات الخضراء

خلال العام الماضي وحده، وسّعت "مصدر الإماراتية محفظة مشروعاتها للطاقة النظيفة بنسبة 40%، لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 15 غيغاواط، فضلًا عن إسهام هذه المشروعات في تفادي إطلاق قرابة 19.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.

مصدر الإماراتية
أحد مشروعات مصدر الإماراتية

وتحفل مسيرة "مصدر" في قطاع الطاقة النظيفة والتقنيات المبتكرة بالعديد من الإنجازات والمشروعات المهمة على مستوى دولة الإمارات والعالم، فقد أنجزت في عام 2013 محطة شمس التي تُعدّ إحدى أكبر المحطات قيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في العالم، وأكبر مشروعات الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط.

كما نجحت في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميغاواط في دبي، وتشارك في تطوير مشروع محطة الظفرة، التي تعدّ أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، بقدرة 2 غيغاواط.

وعلى صعيد المنطقة، طوّرت "مصدر" محطة "ظُفار لطاقة الرياح" في سلطنة عمان، وهي أول مشروع واسع النطاق لطاقة الرياح في منطقة الخليج العربي، ومحطة دومة الجندل لطاقة الرياح، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، والأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية، بقدرة 400 ميغاواط، ومحطة الطفيلة لطاقة الرياح في الأردن.

مشروعات عالمية

تضم مشروعات مصدر الإماراتية على الصعيد العالمي العديد من المشروعات المميزة، من ضمنها 3 مشروعات في المملكة المتحدة، وهي مصفوفة لندن، التي تعدّ إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل، ومحطة "هايويند سكوتلاند"، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم. فضلًا عن محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية، التي تتألف من 67 توربينًا، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاواط.

وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 230 ميغاواط في أذربيجان، إضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا، تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميغاواط، وتمتد على مساحة 225 هكتارًا على سطح مياه سدّ "شيراتا".

ولدى "مصدر" العديد من الاستثمارات العالمية المهمة، كإسهامها في صندوق للاستثمار بتطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية، واستثماراتها في مجموعة واسعة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالولايات المتحدة الأميركية.

ووقّعت الشركة أيضًا العديد من الاتفاقيات خلال العام الحالي، شملت تطوير مشروعات في كل مصر وتركمانستان والأردن وأذربيجان وقازاخستان وغيرها.

تطوير الهيدروجين الأخضر

من جهة أخرى، كانت "مصدر" سبّاقة نحو الاستثمار في مجال الهيدرجين الأخضر، إذ تعمل الشركة حاليًا على قيادة مبادرات نوعية في هذا القطاع الحيوي، ومن ضمنها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين.

وتندرج المبادرة أيضًا في إطار "تحالف أبوظبي للهيدروجين" الذي شُكِّل بموجب مذكرة تفاهم بين "مبادلة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" والشركة القابضة، ويهدف إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين في الدولة.

وستركّز المرحلة الأولى من المشروع على إنتاج هيدروجين أخضر يُحَوَّل فيها إلى وقود مستدام للطائرات، وسيُستَعمَل جزء من الهيدروجين لتطبيقات وتجارب أخرى لتزويد المركبات والحافلات بالوقود ضمن مدينة مصدر، وستُبنى بالتوازي مع ذلك محطة لإنتاج كيروسين صناعي.

ومن خلال المشروع، ستسهم الشركات المشاركة في الحدّ من البصمة الكربونية للدولة، وتعزيز الطلب المحلي على مصادر الوقود المستدامة، فضلًا عن توفير المعارف والخبرة الفنية الأساسية لإنتاج هذا النوع من الوقود محليًا.

كما أُعلِنَ العام الماضي توقيع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة "بي بي" وشركة "مصدر" اتفاقيات للتعاون الإستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة، بطاقة إنتاجية تبلغ 2 غيغاواط.

واستكمالًا لهذه الجهود، أعلنت "مصدر" تعاونها مع شركة "إنجي"، الرائدة عالميًا في توفير خدمات الطاقة منخفضة الكربون، وتوقيع الشركتين اتفاقية مع شركة "فرتيجلوب"، أكبر مصدر بحري لليوريا والأمونيا التجارية، وذلك بهدف تطوير محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية عالمية في دولة الإمارات، بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاواط، لدعم عمليات إنتاج الأمونيا الخضراء.

مصدر الإماراتية
أحد مشروعات الهيدروجين الأخضر - أرشيفية

كما وقّعت اتفاقية مع "كوزمو انرجي هولدينجز كو"، إحدى كبرى شركات الطاقة في اليابان، لاستكشاف فرص تطوير مشروعات طاقة متجددة تشمل مشروعات في مجال طاقة الرياح البحرية باليابان، فضلًا عن التعاون في مجالات الهيدروجين، والمشروعات المتعلقة بالأمونيا، والتقاط واستعمال وتخزين الكربون، ونظم بطاريات تخزين الطاقة، وأنشطة التجارة بالطاقة.

وقد شهدت قمة المناخ أيضًا توقيع "مصدر" وائتلاف شركائها "انفنيتي باور القابضة"، وشركة "حسن علام للمرافق" اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 غيغاواط، ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ويخطط الائتلاف خلال المرحلة الأولى من المشروع لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على أن تبدأ عمليات التشغيل بحلول عام 2026، بهدف تموين سفن النقل البحري في القناة.

وستُزاد محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط؛ لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى 4 غيغاواط بحلول عام 2030، لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء المعدّة للتصدير، إلى جانب تزويد الصناعات المحلية بالهيدورجين الأخضر.

أسبوع أبوظبي للاستدامة

لا تتوقف جهود "مصدر" على المشروعات والاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، بل تتجاوز ذلك إلى تنظيم فعاليات وإطلاق مبادرات إستراتيجية ومنصات معرفية لبناء حوار فعّال في مجال الاستدامة، ودفع المجتمع العالمي لتبنّي حلول عملية ومبتكرة تسهم في الحدّ من آثار التغير المناخي.

مصدر الإماراتية
شعار شركة مصدر الإماراتية

ومن بين المبادرات الإستراتيجية أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي انطلق في عام 2008، بهدف تسريع الجهود الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وسيسهم أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، الذي يُعقد في المدة بين 14 و21 يناير/كانون الثاني المقبل، بدور حيوي في ضمان المحافظة على زخم الاهتمام والجهود في المدة بين قمة المناخ "كوب 27" و"كوب 28"، إذ سيوفر منصة لتحفيز الحوار الفعال بين مختلف الشركاء حول العالم، من أجل التوصل إلى حلول عملية لمواجهة التحديات المناخية، وتحقيق الحياد المناخي في المستقبل، بالتوازي مع دفع عجلة التنمية بشكل مستدام .

وسيركز أسبوع أبوظبي للاستدامة على تعزيز الجدوى التجارية للابتكارات التقنية النظيفة، بما يتماشى مع المبادرة الإستراتيجية التي أطلقتها دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بصفتها نهجًا عمليًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق