تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل تؤثر تخفيضات إنتاج النفط السعودي في الإمدادات لآسيا؟ تقرير يجيب

دينا قدري

تترقب الأسواق تداعيات قرار خفض إنتاج النفط السعودي بمقدار مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز المقبل، فضلًا عن تمديد الخفض الطوعي الإضافي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2024 المقبل، في إطار إعلان تحالف أوبك+ خفض مستويات الإنتاج المستهدفة إلى 40.46 مليون برميل يوميًا.

ومن غير المرجح أن يتقلّص المعروض من النفط في آسيا بعد تخفيضات إنتاج النفط السعودي، كما لا يتوقع كبار عملاء النفط الآسيويين في الشرق الأوسط انخفاضًا فوريًا في مخصصات النفط.

ومن المتوقع أن يؤدي نمو الطلب المعتدل بسبب الاضطرابات الاقتصادية وتوقعات الإنتاج خارج منظمة الدول المُصدّرة للنفط أوبك، إلى إبقاء مخاوف توافر الإمدادات بعيدًا في الوقت الحالي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وقال نائب الرئيس، رئيس قسم الأبحاث لأسواق النفط والطاقة والنقل في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، جيم بوركهارد: "تواجه سوق النفط رياحًا معاكسة من إعادة فتح الاقتصاد الصيني غير المتكافئ، والمشكلات المصرفية الأميركية، وأسعار الفائدة المرتفعة، والنمو القوي في إنتاج النفط خارج أوبك+، بما في ذلك من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج وغايانا".

وشدد على أنه من المرجح أن يؤدي الخفض إلى توسيع عجز المعروض المتوقع سابقًا في الربع الثالث من العام الجاري (2023)، من حيث أساسيات الطلب والعرض على النفط في العالم.

مخصصات النفط السعودي إلى آسيا

في كوريا الجنوبية، قالت شركتان رئيستان للتكرير، إنهما لا تتوقعان أيّ تخفيضات أو تعديلات على مخصصات النفط السعودي في يوليو/تموز؛ لأن أرامكو السعودية عادةً ما تعطي الأولوية لعملائها الآسيويين الكبار.

وقال مدير المواد الخام في إحدى مصافي التكرير الكورية الجنوبية الكبرى: "حتى الآن، لم نُبَلَّغ بأيّ تغييرات في عمليات تسليم النفط السعودي لشهر يوليو/تموز".

وأضاف: "مصافي التكرير الصينية والهندية تشتري من السعودية كميات أقلّ بكثير هذه الأيام، لذا فإن خفض الإنتاج الإضافي لشركة أرامكو السعودية بمقدار مليون برميل يوميًا لشهر يوليو/تموز لن يغير بالضرورة الإمدادات الفعلية للمشترين الرؤساء الآخرين، على الأقلّ في جميع أنحاء شرق آسيا".

كما أفاد متداولو النفط الخام في شركة تكرير يابانية وشركة تجارية صينية -أيضًا- بأنه من غير المرجح أن تخفض شركة أرامكو أحجام التعاقدات لشهر يوليو/تموز، بحسب التصريحات التي نقلتها منصة "إس آند بي غلوبال".

ومن المتوقع أن يظل شراء الخام السعودي في تايلاند لشهر يوليو/تموز وما بعده مستقرًا، لأن أرامكو لديها التزامات إمداد قوية للعملاء الآسيويين، وفق ما أكده مصدر في إدارة المواد الخام في شركة تكرير تايلاندية حكومية.

وأضاف: "أعتقد أن جزءًا كبيرًا من الخفض الإضافي السعودي البالغ مليون برميل يوميًا لشهر يوليو/تموز يعكس ببساطة ضعف مبيعاتها للهند والصين في الأشهر الأخيرة.. خفض الإنتاج الإضافي لا يعني أن أرامكو ستوفر كميات أقلّ للعديد من العملاء الآسيويين المهمين الآخرين".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط السعودي منذ عام 2021 حتى مارس/آذار 2023:

صادرات السعودية من النفط خلال الربع الأول من 2023

ارتفاع صادرات النفط الأميركي

ذكرت منصة "إس آند بي غلوبال" -نقلًا عن مصدر إقليمي لتجارة النفط- أن تخفيضات الإنتاج هي بالطبع مصدر قلق من وجهة نظر الأسعار، لكن التدفقات الداخلة من المورّدين الآخرين آخذة في الازدياد.

كما ظلت مبيعات النفط الأميركي إلى آسيا جيدة في الجزء الأول من العام، وهذا من شأنه أن يخفف من بعض مخاوف الإمدادات في المنطقة.

فقد ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي، لتسجل أعلى مستوى شهري قدره 4.8 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار 2023.

وشكّلت آسيا 43.6% من صادرات النفط الأميركي في مارس/آذار انخفاضًا من 44.5% في فبراير/شباط، لكنها ارتفعت من 43% قبل عام.

وأظهرت بيانات "إس آند بي غلوبال" أن الصين كانت الوجهة الأولى للنفط الأميركي في مارس/آذار، بمتوسط مليون برميل يوميًا.

وكانت صادرات النفط الأميركي قد ارتفعت بنسبة 22% (640 ألف برميل يوميًا) على أساس سنوي خلال 2022، لتصل إلى 3.6 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 1920، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وحظيت صادرات النفط الأميركية بالدعم من ارتفاع الإنتاج المحلي والسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي، فضلًا عن زيادة الطلب العالمي، خاصةً من أوروبا، التي تسعى لاستبدال الإمدادات الروسية عقب غزو موسكو أوكرانيا.

واردات الهند من النفط الروسي

بالنسبة للهند والصين، من المتوقع أن يخفف تزايد مبيعات النفط الروسي من تأثير التخفيضات الأخيرة في إنتاج النفط السعودي.

وقال مدير جنوب آسيا في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، فيبوتي غارغ: "التخفيضات الأخيرة في الإنتاج لمنع انخفاض الأسعار يُمكن أن تضع عبئًا على الدول المستوردة للنفط مرة أخرى، ومع ذلك، سيكون لها تأثير ضئيل في الهند، إذ ارتفعت حصة النفط الروسي في إجمالي واردات الهند الآن إلى 42% حسب التقارير الأخيرة".

وأشارت البيانات الأولية إلى أن واردات مصافي التكرير الهندية من النفط الروسي وصلت في مايو/أيار إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بنحو مليوني برميل يوميًا، متجاوزة مشتريات العراق والسعودية مجتمعين، لتحلّ محلّ إمدادات الشرق الأوسط وأفريقيا وبعض الإمدادات الأميركية، وفق ما أفادت به "إس آند بي غلوبال".

وبالنظر إلى المستقبل في عام 2023، تبدو آفاق تدفقات النفط الخام الروسي إلى الهند واعدة؛ إذ من المتوقع أن تمثّل هذه الواردات نحو 40% إلى 45%، أو نحو مليوني إلى 2.5 مليون برميل يوميًا، في سلة واردات النفط الهندية، على افتراض أن الأسعار تظل تنافسية مقارنةً بالمصادر البديلة.

وقال كبير محللي النفط في جنوب آسيا لدى "إس آند بي غلوبال" سوميت ريتوليا: "إذا مضت الهند في خططها لاستيراد النفط بغرض ملء احتياطيات النفط الإستراتيجي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الواردات الروسية، خاصةً إذا كانوا يفكرون في دمج البراميل الروسية في احتياطياتهم".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى يناير 2023:

صادرات روسيا من النفط

واردات الصين من النفط الروسي

في سياقٍ متصل، ارتفعت أحجام واردات الصين من النفط الروسي خلال المدّة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2023، بنسبة 27% على أساس سنوي، عند 1.98 مليون برميل يوميًا.

ومن المرجح أن تنمو هذه الواردات في المستقبل المنظور؛ إذ زادت روسيا إمدادات خام مزيج شرق سيبيريا والمحيط الهادئ إلى 39 شحنة بحجم الناقلات الأفريقية أفراماكس في مايو/أيار، مع حصول الصين على 29 شحنة والهند 10 شحنات، وفقًا لبيانات الشحن.

وأظهرت بيانات حكومية من الصين، في 20 مارس/آذار المنصرم، أن روسيا أصبحت أكبر مورّدي النفط للصين خلال شهري يناير/كانون الأول، وفبراير/شباط 2023.

وبلغ إجمالي شحنات النفط من روسيا إلى الصين نحو 15.68 مليون طن في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، أو 1.94 مليون برميل يوميًا، بارتفاع 23.8%، بعد أن سجلت 1.57 مليون برميل يوميًا في المدّة ذاتها عام 2022.

بينما بلغ إجمالي صادرات النفط السعودي إلى الصين نحو 13.92 مليون طن في أول شهرين من العام، ما يعادل 1.72 مليون برميل يوميًا، بانخفاض عن 1.81 مليون برميل يوميًا في العام السابق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال محترف مليء بالمعلومات المهمة دينا قدري شكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق