نفطالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسية

تغيرات متباينة تطرأ على صادرات النفط السعودي منذ بداية 2023

في الأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة تتراجع خلال شهر مارس
  • ارتفاع صادرات المشتقات النفطية من السعودية إلى أوروبا خلال الأشهر الـ3 الأولى
  • توقعات بنمو صادرات النفط السعودي إلى الصين
  • انخفاض في صادرات النفط السعودي إلى الهند بنحو 13%

تعدّ صادرات النفط السعودي الملاذ الآمن للعديد من الدول، وتزايد الإقبال عليها في ظل الأزمات الحاصلة بمناطق متفرقة من العالم.

ومنذ بداية عام 2023، شهدت الصادرات السعودية تغيرات متباينة، إذ شهدت صادرات النفط انخفاضًا في السوق الأميركية، في حين ارتفعت صادرات المشتقات النفطية إلى عدّة أوروبية.

وسلّط تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز الضوء على التغيرات الحاصلة التي طرأت على صادرات الخام السعودي إلى الأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية.

ووفقًا للتقرير، تراجعت صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة عند 137 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار (2023)، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إغلاق وحدة في مصفاة موتيفا بولاية تكساس.

وبلغ متوسط صادرات النفط السعودي إلى الهند 782 ألف برميل يوميًا، بانخفاض 13% عن المتوسط خلال المدة نفسها من عام 2022، وذلك الانخفاض ليس الأول من نوعه.

في حين ارتفعت صادرات المنتجات النفطية السعودية إلى هولندا وفرنسا وبلجيكا خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023، مقارنة بعام 2022.

وتوقّع التقرير نمو صادرات الخام السعودي إلى الصين على الرغم من المنافسة مع البراميل الروسية التي تتمتع بخصومات ضخمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات النفط السعودي إلى أميركا

بدأت صادرات الخام السعودي إلى الأسواق الأميركية في الانخفاض، وفقًا لبيانات شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

وكشفت البيانات تراجعًا في صادرات النفط الخام السعودي إلى الولايات المتحدة عند 137 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار (2023)، إذ بدأت التدفقات في الانخفاض إلى ما دون 200 ألف برميل يوميًا خلال شهر فبراير/شباط، وظلت بالقرب من هذا المستوى هذا الشهر.

في المقابل، بلغت صادرات الخام السعودي إلى الولايات المتحدة 335 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار (2022)، وما يقرب من 405 آلاف برميل يوميًا في فبراير/شباط من العام نفسه.

وبالمقارنة بالبيانات التاريخية، كان معدل الصادرات إلى الولايات المتحدة قد تراجع آخر مرة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني (2020)، إذ انخفض إلى 100 ألف برميل يوميًا و138 ألف برميل يوميًا على التوالي.

ويمكن أن يُعزى انخفاض صادرات مارس/آذار (2023) جزئيًا إلى إغلاق وحدة "دي سي يو-2 كوكر" في مصفاة موتيفا -التابعة لشركة موتيفا إنتربرايز-، الواقعة بولاية تكساس، والتي تعدّ أكبر مصفاة في أميركا الشمالية بقدرة تكرير تصل إلى 630 ألف برميل يوميًا.

وفي يناير/كانون الثاني (2023)، أعلنت شركة أرامكو استحواذ شركة أرامكو للتجارة على شركة موتيفا للتجارة بنسبة 100%.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة - صادرات النفط الخام السعودي إلى الولايات المتحدة:

صادرات النفط السعودي

وبناءً على البيانات التي تعود إلى عام 2018، بلغت صادرات النفط السعودي إلى السوق الأميركية 1.4 مليون برميل يوميًا خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، قبل أن تبدأ في الانخفاض.

ومع ذلك، قفزت الصادرات إلى 1.35 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020، عقب حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا.

ويتوقع التقرير أن الانخفاض الأخير في تدفقات النفط السعودي إلى أميركا مؤقت.

وأشار التقرير إلى أن الانخفاض الضخم في الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة كان نتيجة عدّة عوامل، من بينها فروقات الأسعار التي أتاحت لمصفاة موتيفا الحصول على نفط أرخص بدلًا من شحنه من السعودية، إلى جانب زيادة إنتاج النفط الكندي وصادراته، وارتفاع صادرات النفط السعودي إلى آسيا بعلاوة.

والفكرة هنا أنه إذا حدّت السعودية من الصادرات إلى الولايات المتحدة، فيمكنها التأثير في مخزونات الولايات المتحدة، ومن ثم غرب تكساس الوسيط؛ نظرًا لأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تنشر بيانات أسبوعية يهتم بها التجار والمضاربون.

الصادرات إلى السوق الصينية

اقترنت التغيرات الجذرية التي لوحظت في تدفقات النفط السعودي إلى السوق الأميركية بين صيف 2018 ومطلع 2020 بقفزة في صادرات الخام السعودي إلى الصين، والتي ظلت قوية منذ خريف 2018.

وخلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023، صدّرت السعودية إلى الصين نحو 1.67 مليون برميل يوميًا من النفط (الخام والمكثفات)، مقارنة بـ1.61 مليون برميل يوميًا خلال المدة نفسها من عام 2022، وفقًا لبيانات إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

وترجع الزيادة الملحوظة في صادرات النفط السعودي إلى الصين منذ عام 2018 إلى عدّة أسباب مختلفة، من بينها العقوبات الأميركية على صناعة النفط الإيرانية، والتي سمحت لكبار منتجي أوبك -السعودية والعراق- باقتناص حصة إيران في السوق الصينية، بالإضافة إلى رغبة عملاقة الطاقة السعودية أرامكو بتعزيز حضورها في الصين، أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.

ومن المتوقع نمو صادرات النفط السعودي إلى السوق الصينية، على الرغم من المنافسة الشرسة مع النفط الروسي.

وهناك عدة تطورات تدعم هذه التوقعات، من بينها التحرك الأخير لشركة أرامكو للاستحواذ على حصة بنسبة 10% في شركة "رونغشنغ بتروكيميكال" الصينية.

فبموجب اتفاقية طويلة الأجل، ستورّد أرامكو 480 ألف برميل يوميًا من الخام العربي إلى شركة جيجيانغ التابعة لشركة رونغشنغ.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات السعودية من النفط الخام والمكثفات إلى الصين والولايات المتحدة:

صادرات النفط السعودي

تدفقات النفط السعودي إلى الهند

في ظل الخصومات المغرية على النفط الروسي، زاد إقبال نيودلهي على استيراد الخام من روسيا.

وارتفعت التدفقات الروسية إلى 1.86 مليون برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار، في حين تراجعت الإمدادات السعودية منذ بداية العام الجاري (2023).

وخلال الشهور الـ3 الأولى من عام 2023، بلغ متوسط صادرات النفط السعودي (الخام والمكثفات) إلى الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، 782 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ896 ألف برميل يوميًا خلال المدة نفسها من عام 2022، بانخفاض بنحو 13%، وفقًا لأرقام إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

وأظهر التقرير أن صادرات النفط السعودي إلى الهند خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023 كانت قريبة من حجم الصادرات خلال المدة نفسها من عام 2020، والتي كانت عند 787 ألف برميل يوميًا، في حين بلغ المتوسط من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار (2021) أقلّ من ذلك، عند 620 ألف برميل يوميًا.

ووفقًا للتقرير، من الضروري مقارنة الانخفاض بالسنوات السابقة لتقييم تأثيره ومدّته.

ويشار إلى أن السعودية كانت تتطلع إلى الاستثمار في سوق النفط الهندية، فضلًا عن الحصص في مصافي التكرير والمخزونات الإستراتيجية.

ومع انخفاض الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة، ظلت التدفقات إلى كبار المستهلكين في آسيا ثابتة، على الرغم من اعتماد الهند والصين على الإمدادات الروسية.

وأوضح التقرير أن ارتفاع صادرات النفط الروسي إلى الهند لم يؤثّر في حصص منتجي النفط بالخليج، بل جاء على حساب حصة الولايات المتحدة في سوق النفط الهندية.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات السعودية من النفط الخام والمكثفات إلى الهند:

صادرات النفط السعودي

صادرات المشتقات النفطية السعودية إلى أوروبا

على صعيد متصل، باتت المشتقات النفطية السعودية ملاذًا للقارة العجوز لتعويض الإمدادات الروسية.

وشهدت صادرات المشتقات النفطية السعودية إلى بعض الدول الأوروبية طفرة ضخمة خلال الأشهر الماضية، وكان أبرزها هولندا وفرنسا وبلجيكا، إذ سمح الحظر المفروض على المشتقات الروسية باستعادة السعودية جزء من حصتها في السوق الأوروبية، وفق تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

وقد بلغ متوسط صادرات المشتقات النفطية السعودية إلى هولندا نحو 61 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2023، ارتفاعًا من متوسط 10 آلاف برميل يوميًا خلال المدة نفسها من عام 2022.

في حين شهدت صادرات المشتقات النفطية السعودية إلى فرنسا ارتفاعًا حادًا خلال أول 3 شهور من العام الجاري، بمتوسط 81 ألف برميل يوميًا، مقابل 26 ألف برميل يوميًا خلال المدة نفسها من عام 2022.

في غضون ذلك، بلغ متوسط صادرات المشتقات النفطية من السعودية إلى بلجيكا 62 ألف برميل يوميًا، مقارنة بمتوسط 36 ألف برميل يوميًا خلال أول 3 شهور من العام الماضي.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات السعودية من المنتجات النفطية إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا:

صادرات النفط السعودي

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق