رئيسيةالتقاريرتقارير النفطروسيا وأوكرانياعاجلنفط

واردات الهند من النفط الروسي تتفوق على العراق والسعودية.. وهذا رد أميركا

في شهر يناير 2023

أحمد محمد

رغم الحظر الأوروبي والقيود المفروضة مؤخرًا على الشحنات المنقولة بحرًا، قفزت واردات الهند من النفط الروسي بعد نجاح نيودلهي في الحصول على أسعار تفضيلية هي الأدنى لسعر برميل النفط من موسكو، التي تتطلع إلى تعظيم عوائدها من الخام.

وسجلت واردات نيودلهي من الخام الروسي -خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي- مستويات قياسية، إذ بلغت 1.4 مليون برميل يوميًا بزيادة 9.2% عن الشهر السابق له، وفقًا لما نقله موقع ذا إيكونوميك تايمز (The Economic Times) عن مصادر تجارية، أمس السبت 18 فبراير/شباط.

وواصلت موسكو ريادتها لقائمة مُصدّري النفط إلى الهند، يليها العراق والسعودية، بحسب البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

روسيا أكبر مُورِّد نفط إلى الهند

سجلت واردات الهند من النفط الروسي -الشهر الماضي- ما نسبته 27% من إجمالي واردات البلاد النفطية المقدّرة بنحو 5 ملايين برميل يوميًا، وهو معدل استيراد دفعها لتتقلّد موقع ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية.

وتجدُر الإشارة إلى أن واردات الهند النفطية عادةً ما تُسجل ارتفاعًا خلال شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني من كل عام، استعدادًا لمدة إغلاق مصافي التكرير خلال الربع الأول من كل عام لأغراض الصيانة، حتى تتمكن من الوفاء بالمستهدفات الحكومية للإنتاج السنوي.

يأتي هذا بينما برزت مصافي التكرير أحد أهم عملاء واردات الهند من النفط الروسي في الآونة الأخيرة على غير المعتاد، إذ كانت التكلفة اللوجستية المرتفعة لعملية الاستيراد تشكّل عائقًا، لكنها حاليًا تسعى للاستفادة من الأسعار التفضيلية المُخفّضة التي تبيع بها روسيا نفطها لعدد من الدول الأسيوية، أبرزها الصين ونيودلهي.

وسجلت واردات الهند من خام سوكول الروسي فقط في شهر يناير/كانون الثاني الماضي مستويات قياسية هي الأعلى في تاريخها عند 100 ألف و900 برميل يوميًا، مع استئناف الإنتاج من حقل سخالين 1 بعد نقل عملياته إلى المُشغّل الروسي، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مُعدل استهلاك النفط في الهند خلال السنوات من 2019 حتى العام الماضي (2022):

الطلب على النفط في الهند

واردات من الدول الأخرى

إضافة إلى واردات الهند من النفط الروسي، تُشير البيانات إلى أن وارداتها من النفط الكندي شهدت ارتفاعًا خلال الشهر الماضي إلى 314 ألف برميل يوميًا، إذ عززت شركة "ريلاينس للصناعات" الهندية مُشترياتها المُعتمدة على تعاقدات طويلة الأجل، وبرزت أوتاوا خامس أكبر مُورِّد للهند خلال الشهر، بعد الإمارات العربية المتحدة.

كما صعدت واردات الهند من النفط العراقي الشهر الماضي إلى أعلى مستوى لها في 7 أشهر، عند 983 ألف برميل يوميًا، بزيادة 11% عن ديسمبر/ كانون الأول.

وأظهرت البيانات أنه خلال المدة من أبريل/نيسان 2022 إلى يناير/كانون الثاني 2023، وهي الأشهر الـ10 الأولى من العام المالي في الهند، استمر العراق في كونه أكبر مصدر للنفط إلى نيودلهي، يليه روسيا، ثم السعودية.

بينما تشير الأرقام أيضًا إلى أن ارتفاع واردات الهند من نفط موسكو أدى إلى انخفاض ما تستورده من دول الشرق الأوسط، لأدنى مستوى له على الإطلاق بنسبة تراجع 48%، في حين هبطت كذلك واردات نيودلهي من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المُصدّرة للنفط (أوبك) إلى أدنى مستوياتها.

أميركا تراقب المشهد

في تصريحات هي الأولى رسميًا من جانب مسؤول في الإدارة الأميركية، قال مساعد وزير الخارجية لموارد الطاقة جيفري آر بيات: "لا ترى الإدارة الأميركية تناقضًا بين علاقتها مع نيودلهي بصفتها أحد أهم الشركاء العالميين، وتزايد واردات الهند من النفط الروسي".

ورغم ذلك، أضاف بيات أن "الغزو الروسي لأوكرانيا له ثمن باهظ يدفعه العالم أجمع، بما في ذلك الهند"، بحسب ما نقله موقع ذا إيكونوميك تايمز (The Economic Times)، الجمعة 17 فبراير/شباط.

واردات الهند من النفط الروسي
صورة تجمع الزعيمين الأميركي والهندي - من رويترز

وتابع بيات، خلال زيارته إلى نيودلهي التي استمرت يومي 16 و17 فبراير/شباط الجاري، أن الهند شريك مُهم للولايات المتحدة في قضايا تحول الطاقة، مُضيفًا أن البلدين يتطلعان معًا إلى توسيع أطر التعاون، بما في ذلك مجالات الهيدروجين الأخضر، والطاقة النووية المدنية.

وأوضح أن الخبراء الأميركيين يُقدّرون أن نيودلهي تحصل على أسعار تفضيلية، إذ تشتري الخام الروسي بقيمة أقل بـ15 دولارًا للبرميل من السعر المُحدد، وهو أحد أسباب زيادة واردات الهند من النفط الروسي.

اضطرابات أسواق الطاقة

تابع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة جيفري آر بيات: "من خلال العمل لمصلحتها الخاصة، نجحت نيودلهي في عقد صفقة مع روسيا بعد مفاوضات صعبة للحصول على أقلّ سعر ممكن"، لافتًا إلى أن الهند تدعم سياسة مجموعة الـ20 التي تستهدف تقليل عوائد النفط الروسية.

وأشار إلى أن أميركا تتفهم أن أمن الطاقة قد تعطَّل بسبب مواقف فلاديمير بوتين، قائلًا: "علينا أن نعمل معًا لبناء نظام أكثر مرونة والتعامل مع عواقب تصرفات موسكو".

وفي هذا الصدد، قال بيات، إن الولايات المتحدة تدرك أن الهند -بصفتها مستوردًا كبيرًا للطاقة- تتأثر بشدة باضطرابات أسواق الطاقة العالمية.

وأضاف: "لقد عملت الولايات المتحدة عن كثب مع شركائها لإعداد آلية السقف السعري للنفط الروسي المنقول بحرًا؛ بهدف تقليل الموارد التي يحصل عليها بوتين لدفع ثمن الحرب الأوكرانية، ولكن مع ذلك حان الوقت للحفاظ على وجود هذا المنتج في السوق العالمية".

يأتي هذا بينما تدافع الحكومة الهندية بشدة عن تجارة النفط مع روسيا، قائلة، إنه يتعين عليها الحصول على النفط أينما وُجد بسعر أرخص.

وكانت دول مجموعة الـ7 وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي قد أقرّت تطبيق سقف سعري على شحنات النفط الروسي المنقول بحرًا عند 60 دولارًا للبرميل، بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق