تقارير النفطرئيسيةنفط

واردات الصين والهند من النفط الروسي تهبط بحصة الشرق الأوسط وأفريقيا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • زيادة ورادات الصين والهند من النفط الروسي
  • انخفاض صادرات الشرق الأوسط النفطية إلى الدول الآسيوية
  • انخفاض أسعار الخام الروسي يجذب المشترين
  • استبعاد زيادة "أوبك+" تخفيضات الإنتاج في اجتماع 4 يونيو
  • هبوط تكاليف الشحن للناقلات التي تحمل خام إسبو من ميناء كوزمينو

دفعت زيادة واردات الصين والهند من النفط الروسي إلى تقليص حصة خامات الشرق الأوسط وأفريقيا في الدول الآسيوية، مع تدافع المشترين -في مقدمتهم بكين ونيودلهي- لتأمين إمداداتهم الآتية من موسكو، لرخص ثمنها، علاوة على تكاليف شحنها المنخفضة.

وترجّح التوقعات استمرار هبوط الحصة السوقية لصادرات النفط الشرق أوسطية إلى الأسواق الآسيوية، لا سيما الهند، في ظل سياسة خفض الإنتاج الطوعية من قبل بعض الدول في تحالف أوبك+.

وفي هذا السياق، لامست واردات الصين والهند من النفط الروسي أعلى مستوياتها على الإطلاق، فيما تهافت المشترون على الإمدادات مخفضة الأسعار، ما يقلل الطلب على النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، نقلاً عن تقييمات أولية لمتتبعي حركة السفن.

اجتماع مرتقب

تأتي الزيادة في واردات الصين والهند من النفط الروسي قبيل اجتماع للأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وحلفائها من بينهم روسيا، في 4 يونيو/حزيران (2023).

ويواجه منتجو النفط بعض الضغوط لاتخاذ إجراءات بهدف دعم أسعار مزيج خام برنت القياسي العالمي، التي نزلت بنسبة 5% هذا الأسبوع إلى 73 دولارًا للبرميل، رغم تعهدات بعض الدول في تحالف أوبك+ في أبريل/نيسان (2023)، بمزيد من خفض الإنتاج بدءًا من مايو/أيار (2023).

ومع ذلك فمن غير المرجح أن يُطبق منتجو النفط مزيدًا من خفض الإنتاج في اجتماعهم المقرر الأحد المقبل رغم هبوط الأسعار، حسبما صرحت 4 مصادر مطلعة من تحالف أوبك+ لرويترز.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة يستعرض حصص الدول من إجمالي واردات الهند من النفط (مارس 2020 -مارس 2022)

صادرات النفط الروسية ضمن مزيج واردات الهند

ارتفاع قياسي

بلغت واردات الصين والهند، اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في قائمة أكبر مستوردي النفط الخام في العالم كما أنهما أكبر دولتين شراءً للنفط الروسي، 110 ملايين برميل نفط في مايو/أيار (2023)، وفق بيانات صادرة عن شركتي "فورتيكسا" و"كيبلر"، بزيادة نحو 10% من الشهر السابق أبريل/نيسان (2023) رغم تحذيرات أميركية ضد الالتفاف على سقف أسعار النفط.

ولامست واردات الصين والهند من النفط الروسي مستوىً مرتفعًا قياسيًا بحدود 6 ملايين طن، و8.6 مليون طن (63 مليون برميل)، على الترتيب وهو معدل ثابت منذ أبريل/نيسان (2023)، وفق بيانات فورتيكسا، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في غضون ذلك، أظهرت البيانات التي أفرجت عنها كيبلر توجهات مماثلة، مع بلوغ واردات الصين والهند من النفط الروسي مستوى قياسيًا مرتفعًا، لامس 49.2 مليون برميل و66.7 مليون برميل، على الترتيب.

خام الأورال

سرّعت مصافي النفط الهندية وتيرة مشترياتها من كل من خام الأورال الروسي الحامض، ومزيجي سوكول وفاراندي الخفيفين، إضافة إلى نفط إسبو المستورد من ميناء كوزمينو الروسي المطل على المحيط الهادئ، بحسب البيانات.

في غضون ذلك، تكافح مصافي النفط الصينية لخفض تكاليف المواد الخام الأولية، وتحسين هوامش أنشطة التكرير، وسط تعافٍ اقتصادي أبطأ من المتوقع.

وشرعت المصافي الكبيرة الخاصة في البلد الآسيوي في شراء النفط الروسي أوائل العام الجاري (2023)، ونجحت بالفعل في زيادة شحناتها منه في الشهور الأخيرة.

وقال مسؤول في شركة نفط روسية: "نلمس مزيدًا من المشترين الجدد من الصين هذه الآونة".

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- الدول التي تشتري النفط الروسي:

واردات الصين والهند من النفط الروسي

وتلقت مجموعة هنغلي بيتروكيميكال الخاصة لتوريد المواد الكيميائية التي تدير مصفاة في شمال شرق مدينة داليان شمال شرق الصين، وسعتها 400 ألف برميل يوميًا، أولى شحناتها من خام الأورال الروسي سعة 730 ألف برميل في مطلع مايو/أيار (2023)، إضافة إلى شحنة أخرى سعة مليونين برميل، مساء الأربعاء 30 مايو/أيار (2023)، وفق البيانات ذاتها.

كما اشترت هنغلي -أيضًا- نحو 3.71 مليون برميل من خام إسبو في مايو/أيار (2023).

وقال تاجر متخصص في تسويق النفط الروسي: "الطلب الزائد من المشترين الصينيين على شحنات النفط الروسي في أبريل/نيسان (2023)، وما بعده جاء بدعم من ارتفاع أرباح الإمدادات وسط تباطؤ الشحن".

تراجع تكاليف الشحن

انخفضت تكاليف الشحن الإجمالية للناقلات التي تحمل خام إسبو من ميناء كوزمينو إلى شمال الصين إلى 2.2 مليون دولار بعد أن لامست ذروتها على الإطلاق، عند 2.4 مليون دولار في أواسط مارس/آذار (2203)، وفق بيانات الملاحة الصادرة عن مؤسسة "ريفينيتيف إيكون".

و في مايو/أيار (2023)، هبطت أسعار خامي عمان ودبي القياسيين في الشرق الأوسط في السوق الفورية تحميل يوليو/تموز (2023)،بنسبة 47% مقابل 41% في الشهر السابق (أبريل/نيسان 2023).

منشآة نفطية سعودية
منشأة نفطية سعودية - الصورة من AFP

توقعات متشائمة

من المتوقع أن تواصل صادرات النفط في الشرق الأوسط فقدان حصتها السوقية في بعض البلدان الآسيوية، لا سيما في الهند، وسط الخفض الطوعي من قبل بعض الدول في تحالف أوبك+، وأسعار الخام الروسي الرخيصة، وارتفاع أسعار خام دبي.

ورغم ارتفاع صادرات الخام من كبار منتجي النفط الـ7 في الشرق الأوسط بنسبة 0.6% على أساس سنوي إلى 17 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من عام 2023، هبطت صادرات تلك الدول إلى نيودلهي بنسبة 25% إلى 2.338 مليون برميل/ يوميًا خلال المدة ذاتها، وفق البيانات الصادرة عن منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" S&P Global Commodity Insights.

وتشمل قائمة الدول الـ7 الكبرى المنتجة للنفط تلك العراق إلى جانب الدول الـ6 الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (الكويت والإمارات وعمان والسعودية وقطر والبحرين).

وفي الربع الأول من عام 2023 أطاحت روسيا بالعراق لتصبح المورد الرئيس للنفط إلى الهند، ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم، والتي تغطّي نحو 85% من الطلب المحلي لديها عبر وارداتها من الخارج.

حقيقة المنافسة بين روسيا والسعودية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن صادرات المملكة العربية السعودية من النفط إلى الهند هبطت بواقع 100 ألف برميل يوميًا خلال الشهور الـ5 الأولى من العام الجاري (2023)، مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي (2022).

يأتي هذا فيما رفعت الهند وارداتها من النفط الخام الروسي من لا شيء -تقريبًا- إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، خلال مدة المقارنة، بحسب تصريحات الحجي.

مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي
مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي

ثم تساءل: "أين إذن هذا التنافس الذي يتحدثون عنه؟!"

وأوضح قائلًا: "هناك -بالفعل- خسارة في الحصة السوقية للعراق بواقع نحو 236 ألف برميل يوميًا خلال مدة المقارنة".

وتابع: "لكن في المقابل، هناك خسارة في الحصة السوقية الأميركية بواقع 160 ألف برميل يوميًا، كما أن هناك خسائر في الحصة السوقية للدول الأفريقية وغيرها".

من ناحية أخرى، سلط مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الضوء على الخطأ الشائع المتداول على نطاق واسع في وسائل الإعلام، بشأن خسارة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" حصتها من الصادرات النفطية إلى الهند، لصالح روسيا، مؤكدًا أن تلك مقارنة خاطئة في الأساس.

وفنّد الحجي هذا الخطأ بقوله إنه عند الحديث عن "أوبك"، فإنها تشمل البلدان الواقعة شمال وغرب أفريقيا، ومن ثم فإنه من غير المنطقي أن تستورد نيودلهي النفط من هاتين المنطقتين في القارة السمراء، نتيجة ارتفاع الأسعار.

وتابع: "وبناء عليه، فإن تركيز الإعلام على حصة أوبك مقابل روسيا، بدلاً من الخليج مقابل روسيا، هي فكرة عارية من الصحة تمامًا".

وأوضح الحجي أن الفكرة خاطئة نظرًا لأن انخفاض صادرات البلدان الخليجية من النفط إلى الهند -لا سيما المملكة العربية السعودية (100 ألف برميل يوميًا)- يُعزا إلى قرار الخفض الطوعي لإنتاج النفط من قبل بعض الدول في أوبك+، و"ليس أبدًا نتيجة المنافسة بين روسيا والسعودية".

إشكاليّات النسٍّب والأرقام

تطرق الحجي إلى إشكالية أخرى طالما وقعت فيها وسائل الإعلام، وتتمثل في تركيزها على النِّسب، وتجاهلها الأرقام.

وأردف: "الفكرة -بكل بساطة- تكمن في أنه إذا كان الطلب الهندي على النفط في زيادة مستمرة، و-أيضًا- إذا كانت كل تلك الزيادة تأتي من روسيا، فإن واردات نيودلهي من النفط السعودي تبقى شبه ثابتة كرقم".

وواصل: "أما كنسبة، فنجد أن تلك الواردات الهندية من النفط السعودي تشهد انخفاضًا كبيرًا؛ لأن الرقم الكلي يزداد".

وتحدث الحجي صراحة عن التحيز الإعلامي في الغرب تجاه الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها السعودية، مؤكدًا أن تلك المسألة لا تخفى على أحد.

وأضاف: "وبلغة الأرقام كذلك، يبدو أن هناك تحيزًا كبيرًا في تغطية أسواق النفط العربية، وقضية روسيا والسعودية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق