مصافي النفط الهندية ستكون أصغر في المستقبل.. هل تتضرر أرامكو وأدنوك؟

أسماء السعداوي

2023-05-31

0 954

تطور جديد بشأن سعة مصافي النفط الهندية — عمال يسيرون بجوار مصفاة نفط هندية - الصورة من "اليابان تايمز"

تشكّل مصافي النفط الهندية حجر الزاوية في قطاع الطاقة بالبلاد، إذ إنّها المسؤولة عن تكرير واردات النفط التي تمثّل 85% من الاحتياجات المتزايدة لشعبها ذي الـ1.4 مليار نسمة، ومع زيادة التدفقات من الخارج خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، تسعى البلاد لإدخال تغيير جديد، بهدف إقامة العديد من المصافي، ولكن بسعة تكرير أقل من الموجودة حاليًا.

وفي هذا الصدد، أعلن وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، أن بلاده تدرس إقامة مصافي تكرير أصغر سعةً، بسبب المشكلات المتعلقة بتوفير الأراضي اللازمة للبناء عليها.

وتُعد الهند ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، وثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، ويعدها كبار منتجي النفط العالميين سوقًا مستقرة لشراء إمدادات الطاقة الخاصة بهم.

ومن المحتمل أن تشكّل الهند ربع نمو الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2040، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

سعة مصافي النفط الهندية

تبلغ سعة مصافي تكرير النفط في الهند حاليًا نحو 5.2 مليون برميل يوميًا من النفط، في حين تستهدف زيادة سعة التكرير السنوية إلى 9 ملايين برميل يوميًا.

وقال وزير النفط الهندي: "المصافي ذات تكلفة باهظة.. نبحث إقامة عدد كبير بسعة أصغر تبلغ 20 مليون طن سنويًا، لأننا إذا جعلناها كبيرة للغاية فإن مشكلات حيازة الأراضي وإضافة إلى مشكلات أخرى ستعترض الطريق".

وأضاف أن الهند بحاجة إلى وضع خريطة طريق، لتحقيق هدف زيادة سعة تكرير النفط إلى 9 ملايين برميل يوميًا.

يُشار إلى أن مشكلات شراء الأراضي تُعد أحد الأسباب الرئيسة في تباطؤ تطوير البنى الأساسية، بحسب تقرير رويترز.

مصافي النفط الهندية تشهد تطورًا جديدًا — وزير النفط الهندي هارديب سينغ - الصورة من

أرامكو السعودية

تصريح الوزير الهندي مساء أمس الثلاثاء (30 مايو/أيار 2023)، يؤكد مخطط البلاد لإقامة العديد من مصافي تكرير النفط ذات السعة الأصغر، بدلًا من إقامة مصافٍ ضخمة.

وكانت الهند قد اتفقت مع شركة أرامكو عملاقة الطاقة السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، على إقامة مصفاة ضخمة لتكرير النفط، بسعة 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط، وكان من المخطط دخولها حيز التشغيل في عام 2025.

وتسبّبت التأخيرات في شراء الأرض بغرب ولاية ماهاراشترا في توقف المشروع، كما تسببت في ارتفاع التكاليف بنسبة 36% لتبلغ 60 مليار دولار أميركي، وفقًا لتقديرات عام 2019.

وفشلت محاولات الاستحواذ على الأراضي اللازمة لبناء المصفاة، بسبب رفض المزارعين تسليم أراضيهم خوفًا من الأضرار التي قد تلحق بمنطقة راتناغيري المشهورة بإنتاج مانجو ألفونسو، ومزارع الكاجو، وقرى الصيد.

الهند الخضراء

قال وزير النفط الهندي، إن مصافي التكرير الجديدة سوف تُنتج البتروكيماويات والهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى المشتقات النفطية الأخرى.

يأتي ذلك ضمن هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، الذي وضعه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وبموجبه تحصل الشركات على حوافز مختلفة لإقامة مشروعات صديقة للبيئة.

وفي هذا السياق، تطمح الهند لإنتاج 5 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى زيادة سعة الطاقة المتجددة لديها.

وكان وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي، راج كومار سينغ، قد قال في أغسطس/آب 2021، إنه سيُطلب من مصافي النفط وشركات تصنيع الأسمدة تنفيذ سياسة مُلزمة بإنتاج أو شراء حاجتها من الهيدروجين الأخضر بنفسها.

وتنص وثيقة مهمة الطاقة الهيدروجينية الوطنية على إلزام قطاعات إنتاج الأسمدة وتكرير البترول، بزيادة تدريجية في استهلاك الهيدروجين الأخضر إلى 100% بحلول السنة المالية 2034-2035.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..