رئيسيةأخبار النفطروسيا وأوكرانيانفط

مصافي التكرير الصينية تستعد لزيادة وارداتها من النفط الروسي

من أول مارس المقبل

أحمد محمد

تواصل مصافي التكرير الصينية استقبال تدفقات النفط الروسي، وتسعى بكين إلى زيادة وتيرة تلك التدفقات في الآونة المقبلة، عبر تحركات رسمية غير معلنة مع ممثلي تلك المصافي.

ويعكس تزايد واردات الصين من النفط الروسي نجاح موسكو في توفير أسواق يمكنها استيعاب خاماتها، بدلًا من أوروبا التي قيدتها بحظر على تداول الخام المنقول بحرًا وسقف أسعار ملزم.

وأجرى مسؤولون في بكين مع مُمثلي مصافي التكرير -المُستقلة والمملوكة للدولة- مناقشات بشأن صفقات استيراد النفط الخام من روسيا، في خطوة تعكس أن واردات الخام من موسكو موضع اهتمام لدى الصين.

والتقى مسؤولون من وزارة التجارة الصينية، الأسبوع الماضي، نحو 10 مُمثلين عن مصافي تكرير مُستقلة؛ للاستفسار عن أحجام وأسعار وارداتها من الخام الروسي، بحسب ما نشرته مؤخرًا وكالة رويترز.

وفي الوقت نفسه، شملت تحركات مسؤولي الوزارة، لقاء ممثلي مصافي التكرير الصينية التي تديرها الدولة؛ لمناقشة السياسات المُتعلقة بتجارة منتجات الوقود المكرر التي خُففت أواخر العام الماضي (2022) لتشجيع الصادرات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

رصد واقع المصافي

ركّزت مناقشات مسؤولي وزارة التجارة الصينية مع ممثلي مصافى التكرير الصينية المستقلة، على ما إذا كانت هذه المنشآت قد واجهت أي مصاعب خلال استيرادها النفط الروسي، وفق ما نقلته رويترز عن مصادر معنية بالأمر.

مصافي التكرير الصينية
زعماء الصين وروسيا والهند - الصورة من Flickr

واستهدف المسؤولون الصينيون رصد الكميات التي يمكن للمصافي المستقلة شراؤها من الخامات الروسية، ومدى "شهيتها الفعلية" لها.

ويبدو أيضًا أن مسؤولي وزارة التجارة أرادوا الإلمام بأساسيات التعامل في مثل هذه الصفقات حتى يكون لديهم قدر كافٍ من المعرفة حول هذا الأمر، حال الحديث عن زيادة التدفقات من موسكو.

وكان لمصافي التكرير الحكومية نصيب من اهتمام مسؤولي وزارة التجارة في بكين خلال شهر فبراير/شباط الجاري، إذ ناقشوا سياسات الوقود المكرر التي خضعت للتخفيف بهدف زيادة الصادرات نهاية العام الماضي (2022).

وتساءل ممثلو الوزارة، خلال اللقاء، حول تداعيات الحظر الأوروبي وقرار السقف السعري المفروض على شحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول، نهاية العام الماضي.

الأسعار وحجم الواردات

تأتي هذه المناقشات -غير المُعلنة رسميًا- مع مُمثلي مصافي التكرير الصينية المُستقلة في الوقت الذي يستعد خلاله الرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة محتملة إلى روسيا، بالإضافة إلى زيارة كبير الدبلوماسيين في بكين "وانغ يي" لموسكو أيضًا خلال جولته الأوروبية الحالية.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تقدم أسعارًا تفضيلية كبيرة على مشتريات النفط لكل من الصين والهند في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها مؤخرًا، بما يشمل الحظر الأوروبي وفرض حد أقصى لسعر برميل النفط المنقول بحرًا، بحسب المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعد الصين من أكبر مشتري النفط الروسي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ بلغت واردات بكين منه العام الماضي ما يقدر بنحو 1.73 مليون برميل يوميًا، بمعدل زيادة 8.3% عن العام السابق.

وتستأنف شركتا التكرير الحكوميتان "بتروتشاينا" و"سينوبك" مشتريات النفط الروسي المنقول بحرًا، بأسعار تفضيلية، بعد توقف قصير في أواخر العام الماضي (2022).

ورغم ذلك؛ فقد قررت الشركتان شراء الشحنات على أساس التسليم فقط؛ ما يشير إلى أنهما ما زالتا تتخذان منهجًا حذرًا في التعامل مع الواردات الروسية.

ويُظهر الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات النفطية حسب المنطقة:

النفط الروسي

زيادة الواردات في 2023

تعمل مصافي التكرير الحكومية على زيادة مشترياتها من النفط الروسي، ما يشير إلى أن الواردات قد تزداد أكثر بمجرد أن تُعطي بكين الضوء الأخضر لها، وفقًا لموقع ماركتس إنسايدر (Markets Insider).

وأشار محللون لدى شركة أبحاث الطاقة ومعلومات السلع "إنرجي أسبكتس" إلى أن الصين قد تشهد ارتفاع وارداتها اليومية من النفط الروسي، خلال العام الجاري (2023)، بنحو 500 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى نحو 2.2 مليون برميل.

وتوقعوا إمكان تحقيق واردات بكين من الخام الروسي قفزة أخرى لترتفع إلى 2.5 مليون برميل، ولا سيما في ظل المساعي الحكومية لرصد واقع مصافي التكرير الصينية وقدرتها على استيعاب المزيد من الإمدادات.

وقالوا إن نمو واردات الصين من النفط الروسي قد يزداد بصورة ملحوظة بدءًا من شهر مارس/آذار المقبل والأشهر اللاحقة له، وهو ما تكشف عنه البيانات الجمركية التي تصدر في أبريل/نيسان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق