رئيسيةأخبار النفطروسيا وأوكرانيانفط

مصفاة شفيدت تدفع ألمانيا إلى تعديل قانون أمن الطاقة لضمان تخارج روسنفط

ومخاوف من ارتفاع أسعار الوقود

أحمد محمد

يبدو أن بيع حصة شركة روسنفط في مصفاة شفيدت الألمانية سيمثّل أولوية عاجلة بالنسبة إلى برلين خلال الآونة المقبلة، في ظل المخاوف من ارتفاع أسعار الوقود خاصة في شرق البلاد.

وتخطّط الحكومة الألمانية لتسريع بيع حصة شركة روسنفط الروسية في المصفاة الواقعة شرق البلاد، دون التقيد بشرط التأميم المُسبق، عبر إدخال تعديلات جديدة على قانون أمن الطاقة، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الجمعة 17 فبراير/شباط (2023).

وأحكمت الحكومة، العام الماضي (2022)، سيطرتها على المصفاة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ووضعت شركة "روسنفط دويتشلاند" تحت وصاية السلطات الرقابية، في الوقت الذي ما تزال فيه "روسنفط" تمتلك 54.17% من أسهم المصفاة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تعديلات قانونية.. ورد روسنفط

مصفاة شفيدت
مرفق لإمدادات النفط في ألمانيا - الصورة من كلين إنرجي وير

تتضمّن التعديلات المُقترحة على القانون التخلي عن شرط التأميم المُسبق للأصول الخاضعة لوصاية الدولة، خاصة إذا كانت عملية البيع تهدف إلى ضمان أمن الطاقة في البلاد.

كما تخوّل التعديلات إيجاد مُسوِّغ قانوني لإضفاء الشرعية على عملية بيع الأصول الخاضعة للوصاية، بخلاف ما ينص عليه القانون -حاليًا- بإمكان بيع الأصول فقط إذا كان البيع يرمي إلى الحفاظ على قيمة الشركة.

وفي المقابل، أوضح مكتب "مالمنديير ليغال"، الممثل القانوني لشركة "روسنفط" الروسية، أنه يتعيّن على السلطات الألمانية الحرص حتى لا تتأزم الأمور بطرح هذه النسخة المُعدلة من القانون.

وقال المحامي في الشركة، برتراند مالمنديير: "عندما لا تنجح عملية إدارة الأصول -تحت الوصاية- ويشوبها عوار قانوني، فإن الحكومة ستلجأ إلى حيل مبتكرة تناقض مبدأ سيادة القانون".

وتوقع أن الفشل الذريع الذي مُنيت به عملية تأميم شركة "غازبروم جرمانيا" سيدفع السلطات إلى عدم تكرار ذلك في حالة مصفاة شفيدت.

أهمية مصفاة شفيدت

تُجدر الإشارة إلى أن شركتي شل وإيني من بين المساهمين الآخرين في مصفاة شفيدت، بنسب 37.5% و8.33% على التوالي.

وتعتمد ألمانيا على المصفاة في توفير 90% من إجمالي كميات الوقود للعاصمة برلين.

وتحاول ألمانيا إيجاد بدائل أخرى للحصول على إمدادات لمصفاة شفيدت بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول (2022).

وتعمل المصفاة بـ60% فقط من طاقتها معتمدة على إمدادات النفط القادم عبر ميناء روستوك الألماني، وتخطط السلطات الألمانية لزيادة قدرات مصفاة شفيدت الإنتاجية بوساطة إمدادها بخام النفط المستورد عبر ميناء غدانسك البولندي.

بولندا.. هل تكون بديلًا؟

مصفاة شفيدت
بولندا بديل مهم لإمدادات النفط إلى ألمانيا - الصورة من Bruegel

اشترطت بولندا -مرارًا وتكرارًا- تأميم الأسهم الروسية بالكامل في مصفاة شفيدت حتى تتمكن من تزويد المصفاة بالنفط، في الوقت الذي تحث فيه الحكومة البولندية شركة الطاقة المحلية "أورلين" على شراء حصة في المصفاة.

وفي هذا الإطار، انتقد محامي روسنفط، برتراند مالمنديير، ما وصفه بأن الحكومة الألمانية تسمح بابتزاز بولندا لها، أو أن يكون هناك تواطؤ بين الجانبين ضد مالك الأغلبية الحالي للمصفاة، لافتًا إلى أن هذه التصرفات قد لُوحظت على مدار وقت طويل.

يأتي هذا بينما يولي عدد من الشركات الألمانية مثل "إنرتراغ" و"فيربيو" اهتمامًا بالحصول على حصة في مصفاة شفيدت التي تضم أكثر من 3 آلاف موظف، وتلعب دورًا رئيسًا في تزويد شرق ألمانيا بالبنزين ومنتجات النفط الأخرى.

كما تعرب حكومة ولاية براندنبورغ، الواقعة شمال شرق ألمانيا على الحدود مع بولندا، عن قلقها من أن انخفاض إنتاج المصفاة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود في شرق البلاد.

ومن المقرر أن تجتمع حكومة الولاية مع لجنة الخبراء التابعة لوزارة الاقتصاد الفيدرالية بشأن المصفاة يوم الإثنين 20 فبراير/شباط (2023) لمناقشة الحلول الممكنة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق