رئيسيةأخبار الغازغاز

مولدوفا تدفع لغازبروم الروسية مستحقات نوفمبر وديسمبر.. وتهدد بمقاضاتها

هبة مصطفى

شهد الخلاف الدائر بين عملاق الغاز الروسي غازبروم ودولة مولدوفا الأوروبية حول انتظام الإمدادات تطورًا جديدًا، رغم العقوبات المتصاعدة ضد موسكو عقب غزو أوكرانيا منذ ما يقارب 10 أشهر.

وتواصل الدولتان تصعيد الوتيرة بينهما بين الحين والآخر، رغم تحفظ كيشيناو على المشاركة في العقوبات ضد موسكو؛ نظرًا إلى وجود مصالح مشتركة تتركز غالبيتها على إمدادات الغاز، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومؤخرًا، يبدو أن الخلاف بين الدولتين اتخذ منحى مختلفًا؛ إذ قلّصت الشركة الروسية إمدادات الغاز إلى مولدوفا إثر "مشكلات تقنية" حسبما أعلنت حينها.

وفي المقابل، تعتزم مولدوفا مقاضاة شركة غازبروم الروسية؛ لإخلالها بالتعاقد بينهما وعدم إرسال التدفقات بصورة منتظمة، وأعلنت، اليوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول، أنها سددت كامل مستحقاتها لمُورد الغاز من موسكو، بحسب ما نشرته رويترز منذ قليل.

المستحقات وتهديد بالمقاضاة

أكدت مولدوفا أنها سددت مستحقاتها بالكامل لشركة غازبروم الروسية، وقال رئيس شركة مولدوفاغاز الحكومية، فاديم شيبان، إن مستحقات تسليمات شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الجاري سُددت في موعدها المستحق.

غازبروم
شعار شركة مولدوفاغاز - الصورة من (The Jamestown Foundation)

وجاء الإعلان عن سداد مولدوفا كامل مستحقاتها لصالح الشركة الروسية عقب يومين من تلميح مسؤول بالدولة الواقعة شرق أوروبا بمقاضاة الشركة الروسية.

وكان نائب رئيس الوزراء، أندرييه سبينو، قد أبدى اتجاه مولدوفا إلى مقاضاة عملاق الغاز الروسي مرجعًا ذلك إلى عدم انتظام الإمدادات.

وأوضح سبينو أن عدم وفاء الشركة الروسية بتسليماتها والعقد الموقّع بينهما اضطر حكومة بلاده إلى شراء إمدادات الغاز والكهرباء من السوق العالمية، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية "تاس" في 14 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأضاف أن بلاده لن تكتفي بمقاضاة شركة الغاز الروسية؛ بل تعتزم المطالبة بـ"تعويض" أيضًا؛ لتكبدهم خسائر مالية جراء عدم التزام الشركة بالعقد الموقّع بين الطرفين، ولا سيما أن موسكو لم تُبدِ أي انتقادات للتعاقد أو إعلان إنهائه.

ولجأت مولدوفا إلى الاقتراض، كما تحمّلت ميزانيتها المزيد من الأعباء لتوفير مخصصات الإنفاق على واردات الغاز والكهرباء، ولتعويض اضطراب التدفقات الروسية.

تطورات الخلاف

كانت حكومة مولدوفا قد أبدت، في وقت سابق، استعدادها لتجنب تفاقم أزمة الطاقة في البلاد إذا ما أوقفت شركة غازبروم إمداداتها بصورة جزئية أو كاملة، وتضمّنت خطتها لمواجهة ذلك مضاعفة مشترياتها من زيت الوقود والحطب، وشراء الغاز من السوق الأوروبية.

وبدأت الشركة الروسية خفض تدفقات الغاز اليومية إلى مولدوفا بنسبة 30% منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 5.7 مليون متر مكعب، رغم أن حجم الطلب بالدولة الأوروبية بلغ 8.06 مليون متر مكعب، وبررت شركة الغاز الروسي ذلك بوجود "مشكلات تقنية".

غازبروم
شبكات وخطوط لنقل تدفقات الغاز - الصورة من (ClickOnDetrroit)

ولم تستجِب غازبروم لحصة الغاز اللازمة لتلبية الطلب بمولدوفا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أيضًا.

وشهد مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي نقطة تحول في الصراع بين البلدين بعدما أعلنت الشركة الروسية عزمها وقف الإمدادات إلى مولدوفا الأوروبية؛ لعدم التزامها بسداد المستحقات المالية مقابل تلك التدفقات، وأمهلتها ليوم 20 من الشهر ذاته للسداد.

وقالت الشركة الروسية حينها إنها تحتفظ بحقها في إلغاء عقد التوريد إلى مولدوفا بالكامل؛ لعدم سداد ديونها المتراكمة لصالحها، وانتهاكها شروط التعاقد فيما يتعلق بانتظام المدفوعات.

وتُعَد مولدوفا أكثر الدول الأوروبية فقرًا، ودفع اعتمادها على الغاز الروسي بصورة كبيرة نحو تراكم المستحقات عليها؛ نظرًا إلى أن التعاقد مع الشركة الروسية يعتمد على نطاق تسعير السوق الفورية التي شهدت أسعارًا بمستويات قياسية العام الجاري (2022).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق