أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

النفط الروسي الرخيص يحقق أرباحًا للمصافي المستقلة في الصين

وموسكو في صدارة أكبر المورّدين

دينا قدري

أصبح النفط الروسي منخفض السعر، مصدر ربح كبير لمصافي التكرير المستقلة في الصين، في ظل سعي موسكو لإيجاد مشترين لخاماتها بعيدًا عن الغرب.

إذ تشتري المصافي المستقلة -التي تقع أساسًا في مقاطعة شاندونغ الشرقية- مزيج خام شرق سيبيريا والمحيط الهادئ (إسبو) الروسي، نظرًا لمسافة الشحن القصيرة وجودة الكبريت المنخفضة، مع عدم وجود بديل بأسعار أقلّ.

ويُقدّر المتداولون أن سعر خام إسبو على أساس التسليم على ظهر السفينة يبلغ نحو 65 دولارًا للبرميل، أعلى من السقف السعري لمجموعة الـ7 المحدد عند 60 دولارًا، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقد عزّز الوصول إلى النفط منخفض التكلفة، هوامش التكرير في مصافي شاندونغ إلى أكثر من 800 يوان (114.6 دولارًا أميركيًا) للطن الأسبوع الماضي، ارتفاعًا من أقلّ من 600 يوان (86.1 دولارًا) للطن في أوائل ديسمبر/كانون الأول.

واردات الصين من النفط الروسي

اتّسعت الخصومات الفورية لخام إسبو الروسي؛ إذ بيعت شحنة واحدة على الأقلّ للتسليم في يناير/كانون الثاني إلى مصفاة تكرير مستقلة الأسبوع الماضي، بخصم يبلغ نحو 6.5 دولارًا للبرميل مقابل سعر خام برنت لشهر مارس/آذار، على أساس تسليم البضاعة من ظهر السفينة في ميناء الوصول، وفقًا لاثنين من المتداولين على دراية بالصفقة.

وقد جرى تداول الشحنات الأخرى لشهر التسليم نفسه بخصم بنحو 5 دولارات للبرميل، متّسعًا من خصم قدره 4 دولارات في الأسبوع السابق، حسب رويترز.

وقال مصدر لتجارة النفط في شاندونغ، إنه نظرًا لأن معظم المصافي الصينية ستختتم قريبًا مشترياتها من النفط الخام للتسليم قبل العام القمري الجديد في 20 يناير/كانون الثاني، فإن بائعي خام إسبو حريصون أيضًا على التخلص من الشحنات المتاحة، حتى بأسعار أقلّ قليلًا.

وأضاف: "المشترون الصينيون يقدّمون عطاءات بأسعار أقلّ؛ لأن لديهم الآن نفوذًا أكبر على التفاوض على الأسعار".

إذ فرضت مجموعة الدول الـ7 سقفًا لأسعار النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، بدءًا 5 ديسمبر/كانون الأول، كما فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على الواردات الروسية المنقولة بحرًا، للحدّ من قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات روسيا من النفط حسب المنطقة:

النفط الروسي

سقف أسعار النفط الروسي

تُفضّل مصافي التكرير الصينية الخام الخفيف الحلو بسبب قربها من الشرق الأقصى لروسيا، والعوائد المرتفعة لنواتج التقطير المتوسطة.

وتؤمّن مصافي التكرير المستقلة في الصين شحنات النفط الخام كلها تقريبًا على أساس التسليم من التجّار الذين يرتّبون الشحن والتأمين، ما يحمي المصافي من العقوبات الثانوية الناتجة عن سقف الأسعار الذي حدّدته مجموعة دول الـ7.

وأكد التجّار أن مصافي التكرير الصينية لم تكن قلقة للغاية، إذا تعرضت بضائعها لعقوبات الاتحاد الأوروبي، أو أنها استوفت معايير سقف سعر النفط الروسي، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقالوا، إن السبب في ذلك هو أن عمليات الشراء تُجرى على أساس التسليم، ما يترك مسؤولية الشحن والتأمين للبائعين.

ويُعتقد -أيضًا- أن الشحنات اشتُرِيَت باليوان الصيني بدلًا من الدولار الأميركي، وقامت المصارف والمؤسسات المحلية بتمويلها.

روسيا في صدارة مورّدي النفط

في هذا السياق، قفزت روسيا إلى صدارة أكبر مورّدي النفط للصين، متفوقة على السعودية؛ إذ ارتفعت واردات بكين النفطية من موسكو في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، بنسبة 17% على أساس سنوي.

وأظهرت بيانات صادرة من الإدارة العامة للجمارك الصينية اليوم الثلاثاء (20 ديسمبر/كانون الأول)، أن وصول النفط الروسي بلغ 7.81 مليون طن الشهر الماضي، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

ويعادل ذلك 1.9 مليون برميل يوميًا، مقارنةً بـ 1.82 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، و1.63 مليون برميل يوميًا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

كما ارتفعت واردات النفط الروسي إلى الصين في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني، بنسبة نحو 10% على أساس سنوي، لتسجل 79.8 مليون طن أو 1.8 مليون برميل يوميًا.

وفي المقابل، بلغ إجمالي واردات الصين من السعودية 6.62 مليون طن، أو 1.61 مليون برميل يوميًا، في نوفمبر/تشرين الثاني، بتراجع بنسبة 11% على أساس سنوي.

واردات الصين من أماكن أخرى

أظهرت بيانات الجمارك الصينية -أيضًا- أن واردات النفط الخام من ماليزيا تضاعفت 3 مرات تقريبًا على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني، لتسجل 4.82 مليون طن أو 1.17 مليون برميل يوميًا.

وتُعدّ ماليزيا -الواقعة في جنوب شرق آسيا- هي نقطة تحويل للشحنات الخاضعة للعقوبات القادمة من إيران وفنزويلا.

وقدّرت شركة فورتكسا المتخصصة في تتبّع الناقلات أن واردات الصين من النفط الإيراني ربما سجلت رقمًا قياسيًا شهريًا، يقارب 4.7 مليون طن أو 1.14 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني.

إلّا أن بيانات الجمارك أظهرت عدم وجود واردات من فنزويلا أو إيران.

ووصلت شحنات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى 1.05 مليون طن، أو 254.2 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو أعلى مستوى منذ شهر يناير/كانون الثاني، إذ استفاد المشترون من الأرباح الضخمة بعد زيادة إنتاج النفط الصخري ومبيعات الاحتياطي الإستراتيجي الأميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق