التقاريرأسعار النفطأنسيات الطاقةرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

هل أسعار النفط الخام تحت 80 دولارًا تُرضي السعودية ودول أوبك؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن خفض إنتاج أوبك+ كان من أبرز أسباب انخفاض أسعار النفط الخام المدة الماضية، مؤكدًا أن السعودية ودول أوبك غير راضية عن مستويات الأسعار الحالية.

وأوضح الحجي -خلال حلقة جديدة من "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع تويتر تحت عنوان "هل تستمر أسعار النفط في الانخفاض؟"- أن اجتماع تحالف أوبك+ يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري شهد إبقاء خفض سقف الإنتاج عند مستويات مليوني برميل يوميًا.

وأضاف: "أبقى التحالف كل شيء على حاله، ولم يخفّض الإنتاج، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام بصفة ملحوظة، ولكن المشكلة أن التخفيض الذي قامت به أوبك هو الزيادة نفسها التي قامت بها المنظمة في السابق وأدت إلى انخفاض الأسعار".

ولفت إلى أن التخفيض الذي قامت به دول منظمة أوبك حقيقي، لأن تقريرها -الذي صدر حديثًا ونشرته "الطاقة"- كشف عن خفض كبير، بالطبع هو أقل من المعلن، لأنه جاء من الحصص الإنتاجية، ولكن الخفض الحقيقي كان في حدود نصف المُعلن.

استمرار انخفاض أسعار النفط الخام

ردًا على سؤال من أحد المتابعين، بشأن استمرار انخفاض أسعار النفط الخام تحت 90 دولارًا للبرميل وما إذا كان مرضيًا لدول أوبك+ والمملكة العربية السعودية، قال الحجي إن الوضع الحالي في الأسواق صعب، وهو ما ينبئ باستمرار المستويات الحالية للأسعار حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري والربع الأول من العام المقبل 2023.

أسعار النفط الخام

وأضاف الحجي: "بصفة عامة، هناك انخفاض موسمي في الطلب كل عام في هذه المدة ذاتها، فالاقتصاد الصيني يعاني، كما أن موضوع الدولار ما زال يشكّل مشكلة كبيرة، فهو يواصل الارتفاع، في حين تنخفض عملات الدول الأخرى، ومن ثم فإن فاتورة النفط على هذه الدول مرتفعة للغاية".

وأشار الدكتور أنس الحجي إلى أن الاقتصاد الأوروبي -أيضًا- يشهد أزمات كبيرة دفعت أوبك ووكالة الطاقة الدولية إلى تعديل معدل نمو الطلب على النفط هبوطيًا عدة مرات خلال العام الجاري 2022، نتيجة ما يحدث في الأسواق العالمية.

وشدد الحجي على أن فرص بقاء أسعار النفط الخام تحت 90 دولارًا للبرميل عالية، على الأقل خلال الأشهر الـ3 المقبلة، وبعدها سيرتفع سعر النفط لأسباب متعددة.

وأكد أن المملكة العربية السعودية ودول أوبك غير راضية عن مستويات الأسعار الحالية على الإطلاق، خاصة في ظل موجات التضخم التي أدت إلى ارتفاع تكلفة استيراد كل شيء تقريبًا، بداية من الأغذية والسيارات وحتى النفط.

وتابع: "إنهم يواجهون أزمة، ولكن الإشكالية هي ما يلي: هل سيكون هناك نوع من الركود خلال النصف الأول من العام المقبل 2023 أم لا؟ لأنه في حالة وجود ركود سيكون من المهم الحفاظ على الأسعار في حدود معينة لتجنب الخسارة".

ولكن في الوقت نفسه -بحسب الدكتور أنس الحجي- لن يكون من المقبول رفع الأسعار لتجنّب تعميق هذا الركود وإطاله أمده، وهو ما يضع أوبك في مأزق ويمنعها من رفع الأسعار فوق 90 دولارًا.

لذلك، وفق الحجي، فإن كل الاتجاهات الآن أن تبقى أسعار النفط الخام تحت 100 دولار للبرميل، لافتًا إلى وجود حاجة إلى توقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع أسعار الفائدة، لكي ينخفض الدولار بصورة جيدة نسبيًا، ما يدعم أسعار النفط.

أسباب انخفاض الأسعار العالمية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن من أهم أسباب انخفاض أسعار النفط الخام أن أوبك أنتجت نحو مليون برميل يوميًا فوق ما تحتاجه السوق، وهو ما تسبّب في أزمة في بداية الربع الرابع من العام الجاري.

أسعار النفط الخام
جانب من عملية قَطْر ناقلة نفط إلى محطة في مقاطعة تشجيانغ بالصين - الصورة من رويترز

وبالنسبة إلى الصين، هناك زيادة في الطلب على الانتقالات، ولكن "الفورة" الحادثة الآن، وهي عودة الطلاب إلى منازلهم ورجوع من كانوا بعيدين عن أهلهم إلى مساكنهم، ستهدأ، ومن ثم لن يستمر هذا الطلب الزائد على النفط في قطاع النقل الصيني.

ولكن المشكلة هنا -وفق الحجي- أن الاقتصاد الصيني ضعيف، وسيلقي هذا الضعف بظلاله في كل الحالات، بالنسبة إلى قطاع النقل الذي يتطلب البنزين والديزل هناك فائض كبير في منتجاتهما في المخزون الصيني، وبالتالي فإن بكين ليست مضطرة إلى استيراد أي كميات إضافية من النفط.

وأوضح أنه إذا واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها -لا سيما أن خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل في الوقت الحالي- إلى 85 دولارًا للبرميل، فإنه من المتوقع أن تسحب الصين من المخزون الإستراتيجي لديها بكميات كبيرة.

ومن ثم -حسبما يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة- فإن انفتاح الصين لن يكون له تأثير كبير في ارتفاع الأسعار، وقد رأينا الأثر بالفعل، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الحال لا يمكن أن يستمر، للأسباب التي ذُكرت.

وضع الاقتصاد الأوروبي والأسعار

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن وضع الاقتصاد الأوروبي تعيس جدًا، وهو أمر مهم، ولكن الأكثر أهمية هو أن الأسبوعين المقبلين المتبقيين من الشهر والعام الجاريين 2022 أغلب المضاربين خرجوا من السوق تمامًا، وليست لديهم أي رغبة في التعامل.

وأرجع الحجي إحجام المضاربين إلى أنهم تمكنوا خلال العام من تحقيق أرباحهم، وأغلبهم يتعاملون مثل الشركات بنظام الراتب والعمولات، وهذه العمولات تكون كبيرة جدًا، إذ إن تاجر النفط بإمكانه تحقيق عمولة قد تصل إلى 3 أو 4 ملايين دولار سنويًا.

وأوضح أنه في حالة تحقيق التاجر عمولة بملايين الدولارات، "فلماذا يجازف في حين أن المخاطرة عالية جدًا في سوق النفط الآن؟ وما الذي سيدفعه إلى خسارة بعض ما حققه من مكاسب ضمن هذه العمولة، فهو سيحصل على 4 ملايين دولار إذا بقي نائمًا؟".

وضرب الحجي مثالًا على المخاطرة بالمضارب الفرنسي في سوق النفط بيير أندوراند، الذي حقق صندوقه أرباحًا بنسبة 100%، وخلال عدة أيام خسر 50% من هذه الأرباح، فقرر إغلاق جميع الصناديق وخرج من السوق تمامًا.

ولفت إلى أن هناك نوعين من التجار ما زالا موجودين في سوق النفط الآن، أحدهما يتبع بيوت التجارة العالمية الضخمة جدًا التي يجب عليها أن تستمر في التجارة، والنوع الآخر هو المضاربون المستقلون الذين يحاولون أن يكسبوا ما يستطيعون كسبه.

لذلك، لم يستبعد مستشار تحرير منصة الطاقة معاودة أسعار النفط الخام انخفاضها إلى المستويات التي كانت عليها قبل عدة أيام، وتظل فيها حتى نهاية العام الجاري 2022 وبداية العام المقبل 2023.

وشدد الدكتور أنس الحجي على أنه في حالة عدم قيام منظمة أوبك بأي تحرك حتى شهر فبراير/شباط المقبل 2023، فإنه لن يكون هناك أي مبرر لتعاود أسعار النفط الخام الارتفاع مرة أخرى خلال هذه المدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق