رئيسيةتقارير النفطنفط

مصافي التكرير الصينية تستعد لزيادة الإنتاج مع انتعاش الطلب المحلي (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • المصافي الصينية اغتنمت فرص المراجحة لتعزيز المخزونات وحجزت ناقلات عملاقة لنقل النفط الخام.
  • انتعشت معدلات التشغيل في مصافي التكرير المستقلة في شاندونغ بعد انخفاضها لمدة 5 أسابيع.
  • الإشاعة بشأن زيادة صادرات المشتقات النفطية في الربع الرابع عززت تفاؤل السوق.
  • الصين كانت بطيئة في استخدام مخزونها من النفط الخام بسبب ضعف الاقتصاد.

تستعد مصافي التكرير الصينية لزيادة الإنتاج وسط توقعات بارتفاع الطلب المحلي على المشتقات النفطية وزيادة محتملة بصادرات الوقود في الربع الأخير من العام.

وتبحث 3 مصافي نفط حكومية صينية على الأقلّ، وشركة تكرير عملاقة يديرها القطاع الخاص، إمكان زيادة معدلات التشغيل بنسبة تصل إلى 10% في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وتتوقع مصافي التكرير الصينية أن تفرج بكين عن نحو 15 مليون طن من حصص تصدير المشتقات النفطية لبقية العام؛ لمعالجة تراجع الصادرات في الاقتصاد، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى محللون أن مثل هذه الخطوة تشير إلى تغيير في سياسة تصدير المشتقات النفطية الصينية، وتزيد من الإمدادات العالمية وتخفض أسعار الوقود.

وأفادت شركات تجارية أنه بعد التراجع الأخير في أسعار خام برنت القياسي إلى ما دون 100 دولار للبرميل، اغتنمت المصافي الصينية فرص المراجحة "الموازنة" لتعزيز المخزونات، وحجزت ناقلات عملاقة لنقل النفط الخام من الأميركتين والشرق الأوسط إلى الصين.

زيادة معدلات تشغيل المصافي

قال مسؤول بمصفاة حكومية صينية، إن المصفاة تتطلع لزيادة 10% في معدلات التشغيل من سبتمبر/أيلول إلى نحو 240 ألف برميل يوميًا، حسبما نشرت وكالة رويترز (Reuters) في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأوضح أن المصفاة ستزيد من معدلات التشغيل الشهر المقبل؛ استعدادًا لانطلاق محتمل في الصادرات، مشيرًا إلى غياب فكرة واضحة عن الكمية المستهدفة.

إحدى مصافي التكرير الصينية
عامل أمام إحدى مصافي التكرير الصينية - الصورة من فايننشال تايمز

وأفاد مسؤول ثانٍ في مصفاة حكومية أخرى أن محطته تخطط لزيادة الإنتاج بنسبة 8% الشهر المقبل، لكنه أضاف أن الخطة مدفوعة بهوامش محلية أكثر ثباتًا.

وقال أحد المصادر، إن مصفاة حكومية ثالثة تتوقع إعادة تشغيل وحدة خام طاقتها 60 ألف برميل يوميًا الشهر المقبل، بعد الانتهاء من أعمال الصيانة.

وتهدف أكبر مصفاة تكرير في الصين، تشيجيانغ بتروكيميكال كورب، القادرة على معالجة 800 ألف برميل يوميًا من الخام، إلى زيادة معدلات التشغيل في الأشهر المقبلة من المستويات الحالية البالغة 700 ألف إلى 750 ألف برميل يوميًا، وفقًا لمصدرَيْن مطّلعين على عملياتها.

وأكد ممثل شركة تشيجيانغ بتروكيميكال كورب "زد بي سي" أن الشركة تدرس زيادة التشغيل بسبب مؤشرات الانتعاش الاقتصادي.

وبدءًا من الأسبوع الماضي، ارتفع متوسط معدلات التكرير بالمصافي المملوكة للدولة في الصين إلى 73.74% بزيادة 2.56% عن نهاية أغسطس/آب، وفقًا لشركة الوساطة التجارية الصينية "إس إتس زد كيو فيوتشرز".

بدورها، انتعشت معدلات التشغيل في مصافي التكرير المستقلة في شاندونغ، التي تمثّل سعة التكرير المجمّعة لديها خُمْس إجمالي السعة الصينية، الأسبوع الماضي، بعد انخفاضها لمدة 5 أسابيع منذ منتصف يوليو/تموز، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

انتعاش الطلب الصيني على النفط الخام

أدى الانتعاش في الطلب الصيني على النفط الخام إلى تعزيز معدلات الشحن الكلي لناقلات النفط الخام الكبيرة جدًا، التي تبحر من الخليج الأميركي والشرق الأوسط إلى الصين لأعلى مستوياتها منذ مايو/أيار 2020، عند نحو 10 ملايين دولار، وفقًا لبيانات مؤسسة ريفينيتيف إيكون.

وترى المحللة في شركة تحليل بيانات تتبّع السفن "فورتيكسا أناليتيكس" إيما لي، أن أسعار الشحن المتجهة إلى الصين تعززت على أمل انتعاش الطلب في الصين.

وأشارت إلى أن الإشاعة بشأن كمية كبيرة جدًا من صادرات المشتقات النفطية في الربع الرابع عززت تفاؤل السوق.

وتوقّع كبير محللي النفط الخام في شركة التحليلات كبلر، فيتكور كاتونا، أن يصل الخام الأميركي الوارد إلى الصين في أكتوبر/تشرين الأول إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، عند 450 ألف برميل يوميًا.

إحدى مصافي التكرير الصينية
مصفاة داليان في الصين - الصورة من asiafinancial

وأشار إلى أن ذلك يمثّل ارتفاعًا من نحو 300 ألف برميل يوميًا في المدة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول.

وأظهرت بيانات كبلر أن شحنات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى الصين آخذة في الارتفاع أيضًا، إذ من المقرر أن تصل شحنات سبتمبر/أيلول إلى 4.7 مليون برميل يوميًا، بزيادة 4% عن أغسطس/آب، و 8% أعلى من يوليو/تموز.

علاوة على ذلك، تراجعت مخزونات النفط الخام البرية في الصين إلى نحو 986 مليون برميل في منتصف سبتمبر/أيلول، بانخفاض 6% من ذروة بلغت 1049 مليون برميل في نهاية يونيو/حزيران، وفقًا لشركة التحليلات الجغرافية للطاقة والبيئة كاريوس.

الصين تخفض مخزونات النفط الخام

بدأت الصين في خفض مخزوناتها من النفط الخام، ما قد يشير إلى أن مصافي التكرير الصينية تستعد لتعزيز صادرات الوقود بجزء من جهود الحكومة لإنعاش الاقتصاد.

وقدّر المحلل لدى شركة بيانات الأقمار الصناعية "أورسا سبيس سيستمز" الأميركية، جيفري كريغ، الكمية عند 1.05 مليار برميل، بانخفاض 7.5 مليون برميل عن الأسبوع السابق، وعن السحب الأسبوعي الرابع من أصل 5 سحوبات.

ويقول محللون، إن التخفيض قد يكون موسميًا فقط، وقد يشير إلى أن محطات المعالجة تزيد من معدلات التشغيل تحسبًا للدفع لإنتاج وتصدير المزيد من الوقود، بما في ذلك البنزين والديزل، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.

من جانبها، تقدّمت شركات التكرير والتجّار في الصين بطلبات للحصول على 15 مليون طن إضافية من حصص التصدير.

وفي حالة الموافقة عليها، سترتفع حصص التصدير حتى الآن هذا العام إلى مستوى مماثل للمستوى الذي سجله عام 2021 بأكمله.

تجدر الإشارة إلى أن نشاط تكرير النفط في الصين ظل مستقرًا بالقرب من أدنى مستوياته في حقبة تفشّي وباء كوفيد-19، في الأشهر الأخيرة.

وكانت الصين بطيئة في استخدام مخزونها من النفط الخام بسبب ضعف الاقتصاد وضوابط الحكومة الصارمة لمكافحة تفشّي الوباء، مما أدى إلى تحجيم استخدام وقود النقل وتباطؤ الطلب على المواد البتروكيماوية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق