أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

الطلب على النفط خلال 2023.. مفاجأة في الصين والشرق الأوسط (صوت)

أحمد بدر

"]

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أكبر زيادة في الطلب على النفط خلال العام الجاري (2023) ستأتي من الصين، ولكن المفاجأة أنها ستكون محدودة جدًا.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على موقع تويتر، بعنوان "توقعات أسواق النفط في 2023"- أن الطلب في الصين على النفط خلال العام الجاري سيكون الأكبر، ولكن الأرقام ليست كبيرة لتعكس حالة الانتعاش.

وأضاف: "الزيادة المحدودة في الطلب على النفط في الصين تُعد أمرًا طبيعيًا، لأن وضع الاقتصاد الصيني صعب جدًا، إذ إن الانفتاح هناك يعني أن الزيادة كلها خلال الربع الأول من العام ستكون من قطاع المواصلات، فالاقتصاد ما زال يترنح".

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أن عودة الانتعاش إلى اقتصاد الصين تتطلّب مدة من الزمن، ومن ثم فإنه من المتوقع أن بكين ستشهد انتعاشًا اقتصاديًا في النصف الثاني من العام الجاري (2023)، وتحديدًا في الربع الأخير منه.

توقعات الطلب على النفط عالميًا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الزيادة المتوقعة في الطلب على النفط في الصين لن تكون كبيرة جدًا، ولكنها ستكون الأكبر في العالم، فحسب التوقعات سيزيد الطلب خلال العام الجاري هناك بمقدار 420 ألف برميل يوميًا.

وتوقع أن الزيادة الكبيرة التالية ستأتي من دول الشرق الأوسط، بمقدار 280 ألف برميل يوميًا، وذلك بسبب انتعاش الاقتصادات والنمو الكبير، موضحًا أنه "عندما نقول إن الاقتصاد السعودي سينمو بمقدار 7 أو 8 أو 10% فإن هذا يعني أن الطلب على النفط سيزيد".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب على النفط والمعروض خلال العام الجاري 2023:

توقعات الطلب على النفط والمعروض في 2023

ولكن -وفق الحجي- هذا ينطبق -أيضًا- على دول الخليج الأخرى والدول التي تحصل على الأموال، إذ إن هناك زيادة ملحوظة في الطلب العالمي على النفط، ولكن هذه الزيادة الآن أقل مما كان متوقعًا سابقًا، إذ إن المتوقع كان زيادة 350 ألف برميل يوميًا، ولكنها خُفضت بمقدار 70 ألفًا لتصبح 280 ألف برميل يوميًا.

وأوضح أن الانخفاض يرجع إلى عدة أسباب، أحدها أن الإنفاق الحكومي في هذه الدول كان متحفظًا، بالإضافة إلى أن أسعار النفط تراجعت بصفة مفاجئة خلال الأشهر الأخيرة، بالإضافة إلى التضخم العالمي الكبير الذي أدى إلى رفع أسعار كثير من المنتجات المستوردة، خاصة المواد الغذائية.

وأضاف: "كل هذه الأمور خفّضت معدلات النمو الاقتصادي عما كان متوقعًا، وأيضًا الطلب على النفط، وهناك عدة مناطق ستعاني عام 2023. ويختلف توقع شركتنا عن أوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة والبنوك وغيرها".

وتابع: "مَن يتوقعون وصول أسعار النفط إلى 125 دولارًا أو أكثر في 2023، يفترضون أن هناك نموًا في كل مناطق العالم، ونحن لا نفترض ذلك، فبياناتنا تشير إلى انخفاض الطلب على النفط في أوروبا بمقدار 200 ألف برميل يوميًا، وانخفاض الطلب في روسيا بمقدار 120 ألف برميل يوميًا".

كما تشير البيانات -وفق الحجي- إلى انخفاض الطلب في الدول الواقعة بين الاتحاد الأوروبي أو بين أوروبا وروسيا، بسبب تأثير حرب أوكرانيا، بحدود 30 ألف برميل يوميًا، مشيرًا إلى أن هذه الانخفاضات جعلت التوقعات أكثر تحفظًا من توقعات البنوك وأوبك بالنسبة إلى المعروض.

الفكر الغربي وعلم النفط

يقول الدكتور أنس الحجي، إن هناك قضية مهمة يجب شرحها بالتفصيل لإدراك الأزمة الكبيرة التي تواجه مَن يتعاملون مع الفكر الغربي النفطي.

الطلب على النفط

وأضاف: "هناك مشكلة كبيرة تواجهنا عندما نتكلم مع الخبراء الأجانب، وعندما يقوم المبتعثون للدراسة بالغرب ويتأثرون بما يقوله الغرب، وهي ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة في السبعينيات، إذ كانت هناك المقاطعة النفطية وتخفيض أوبك للإنتاج، وارتفعت الأسعار -وقتها- بمقدار 4 أضعاف".

وتابع: "الإشكالية هنا أنه لم يكن في العالم كله -في ذلك الوقت- سوى خبير نفطي واحد اسمه موريس إدلمن، من جامعة (إم إي تي)، له بصمة ودور كبير كونه أحد مؤسسي هذا التخصص، وهذا الرجل طلبت منه الحكومة الأميركية عندما ارتفعت الأسعار أن يشرح الأمور، ولكنه كان له رأي مخالف تمامًا لرأي هنري كيسنغر ورؤية الإدارة، فعُزل".

ومن ثم -وفق الحجي- كانت هناك حاجة إلى من يجري الدراسات، وبالطبع كانت هناك منح وأموال تتدفق من الشركات والحكومات لدعم البحوث في هذا المجال، فلجأت أميركا إلى الاقتصاديين، وهؤلاء لا يعرفون في أمور النفط، ولكنهم تم إغراؤهم بالمال.

وأوضح أن الاقتصاديين أصبحوا في مواجهة مشكلة تتعلق بسوق النفط وعليهم تحليلها، والأدوات التي تُستخدم في التحليل الاقتصادي معروفة، وهؤلاء بدأوا يجربون أدواتهم، ولكنهم يجهلون خبايا أسواق النفط.

وكشف عن أن الاقتصاديين لم يكونوا على دراية بعلم النفط نهائيًا، ومع ذلك ظلوا يجربون حتى خرجوا بنحو 9 بحوث رسمية منشورة في مجالات محكمة خلال عام واحد من أشخاص ليس لهم باع في مجال النفط إطلاقًا.

وبالتالي -بحسب الحجي- فإن هؤلاء غير المتخصصين هم من أسسوا هذا العلم والمجال، ولكن هذه الأساسات كلها خاطئة، والأدوات التي استُخدمت بدورها خاطئة، وأحد أسباب الخطأ هو مصدر التمويل وأهدافه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق