نفطأسعار النفطرئيسيةسلايدر الرئيسية

انخفاض متوقع بأسعار النفط السعودي إلى آسيا.. هل يمثل الخام الروسي خطورة؟

مي مجدي

يبدو أن المنافسة في الأسواق الآسيوية ستزداد صعوبة، مع انتشار أنباء تفيد بأن أسعار النفط السعودي قد تشهد تراجعًا في آسيا خلال شهر مارس/آذار المقبل.

وقد تلجأ السعودية (أكبر مصدّر للنفط في العالم) إلى خفض أسعار درجات الخام إلى آسيا للشهر الرابع على التوالي، مع تراجع علاوات النفط وزيادة المخاوف من تخمة إمدادات الخام، على الرغم من توقعات انتعاش الطلب في الصين، وفق مسح أجرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهر المسح أن شركة أرامكو السعودية قد تخفض سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف بنحو 30 سنتًا للعملاء الآسيويين لشحنات شهر مارس/آذار (2023).

ويمكن لذلك أن يقلّص الفارق الإجمالي إلى قرابة 1.50 دولارًا للبرميل فوق متوسط تسعير بلاتس دبي والخام العماني ببورصة دبي للطاقة، وهو الأدنى منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2021).

المنافسة في السوق الآسيوية

تعتقد مؤسِّسة مركز "فانداإنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري أن إقبال شركة أرامكو على هذه الخطوة يمثّل اعترافًا بأن هناك منافسة بين النفطين الروسي والسعودي.

مؤسِّسة مركز "فانداإنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري
مؤسِّسة مركز "فانداإنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري

وقالت -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة-، إن النفط الروسي يُتداول حاليًا بخصم كبير، وبات متاحًا للأسواق الآسيوية.

وأضافت: "يبدو أن هذه الخطوة اعتراف بأن ثمة منافسة بين الخام الروسي والبراميل السعودية".

وقبل غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، كانت أوروبا أكبر سوق للنفط الروسي، لكن مع حظر الواردات الروسية في نهاية عام 2022، اضطرت روسيا إلى البحث عن أسواق بديلة، ووجّهت الإمدادات إلى السوق الآسيوية، وتحديدًا إلى الصين والهند.

من جانبه، أوضح محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا جيوفاني ستانوفو، أن أسعار النفط السعودي الرسمية تُحدَّد وفقًا لظروف السوق.

وقال -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن هذه الخطوة تضمن حفاظ السعودية على قدرتها التنافسية أمام المشاركين الآخرين في السوق.

ويرى جيوفاني ستانوفو أن كل الظروف الحالية تشير إلى تراجع أسعار البيع الرسمية في آسيا.

الطلب في آسيا

ما يزال الطلب الإجمالي على الخام المتوسط في آسيا ضعيفًا، والاستهلاك الصيني قد لا يتعافى على المدى القريب، وفقًا لأحد المشاركين في المسح الذي أجرته وكالة رويترز.

ومن المتوقع أن يشهد الطلب على الوقود في الصين، أكبر مستورد للنفط، انتعاشًا، مع تراجع بكين عن قيود كورونا الصارمة، بيد أن مسار التعافي قد يواجه صعوبات وتحديًات؛ نظرًا لارتفاع حالات الإصابة بالبلاد.

في غضون ذلك، اشترت شركة يونيبك -الذراع التجارية لشركة سينوبك الصينية- إمدادات بأسعار منخفضة من أبوظبي والبرازيل وأميركا الشمالية خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023).

وجاءت هذه الخطوة وسط توقعات بانتعاش الطلب على النفط في الربع الثاني بعدما ألغت الصين سياسية "صفر كوفيد" خلال عام 2022.

محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا جيوفاني ستانوفو
محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا جيوفاني ستانوفو

ويبدو أن وفرة الإمدادات ما تزال تلقي بظلالها على السوق الآسيوية، إذ تواصل الصين والهند شراء البراميل الروسية الرخيصة.

ومن المقرر أن يبدأ الاتحاد الأوروبي حظر واردات المشتقات النفطية الروسية بدءًا من 5 فبراير/شباط (2023)، وقد يحدّ ذلك من قدرة روسيا على تكرير النفط الروسي، وسيؤدي ذلك إلى زيادة في صادرات النفط الخام.

كما من المرجح أن تواصل منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) وتحالف أوبك+ تبنّي سياسة خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، وسط تزايد المخاوف من حدوث ركود عالمي.

تراجع أسعار النفط السعودي

من المتوقع أن تشهد أسعار الخام العربي المتوسط والثقيل تخفيضات أكبر مع ضعف هوامش تكرير زيت الوقود، بحسب توقعات المشاركين في الاستطلاع.

وتحدد أسعار البيع الرسمية للخام السعودي اتجاه أسعار الخام الإيراني والكويتي والعراقي؛ ما يؤثّر في قرابة 9 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام المتجه إلى آسيا.

يشار إلى أن شركة أرامكو تحدد أسعار النفط السعودي وفقًا لتوصيات العملاء، وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر السابق، بناءً على العائدات وأسعار المنتجات.

وكانت شركة أرامكو قد اتجهت إلى خفض أسعار بيع النفط الرسمية للخام العربي الخفيف إلى آسيا خلال شهر فبراير/شباط (2023) إلى أدنى مستوى قي 15 شهرًا.

وخفضت أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف إلى آسيا خلال يناير/كانون الثاني (2023)، إلى 3.25 دولارًا للبرميل، فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبي، بتراجع 2.2 دولارًا عن ديسمبر/كانون الأول (2022).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق