أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: النفط الروسي يواجه مشكلتين.. وهكذا اتجه إلى آسيا (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي بدأ يواجه العقوبات بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، واتضح لبوتين وجماعته أن هذه العقوبات ستجد طريقها إلى التنفيذ، ما يؤدي بدوره إلى مشكلات.

وأشار، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، بعنوان "العالم بين التطرف والعقلانية.. بين الأسقف السعرية والضرائب الاستثنائية.. بين النمو الاقتصادي والركود"، إلى أنه اتضح أنه ستحدث مشكلتان في الوقت نفسه.

المشكلة الأولى، وفق الحجي، أن شركات التأمين والبنوك والمشترين لم يعرفوا كيف يتصرفون، خوفًا من تحميل السفن بالنفط الروسي وخضوعها للعقوبات بينما هي في الطريق، أو قيام جماعة حماة بيئة أو حقوق إنسان بمقاضاة صاحب الشحنة في لاهاي أو أيّ مدينة أوروبية بتهمة دعم مجرم حرب.

والمشكلة الثانية، أن بوتين بدأ يبحث عن أسواق أخرى، وهي تجربة حدثت من قبل في 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم وفرض عقوبات على روسيا، وعندها جاء الصينيون وعرضوا الحصول على النفط الروسي، ولمّا دخل الروس السوق الآسيوية توسّعوا إلى إندونيسيا وماليزيا ودول أخرى.

التصدير للأسواق الآسيوية

يقول الدكتور أنس الحجي: "لمّا ذاق الروس طعم آسيا، وكان حلوًا، قرروا إرسال المزيد من النفط الروسي إليها، ثم بدؤوا بإنشاء الأنابيب باتجاه قارة آسيا، وأعجبهم الوضع، لذلك بينما خافت بعض الشركات الأوروبية والبنوك لأنها لا تعرف ما نتائج التعامل مع النفط الروسي، بدأت موسكو تحويل نفطها إلى أماكن أخرى".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، أبرز مصافي النفط التي كانت تشتري النفط الخام الروسي قبل سريان العقوبات والحظر في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي:

رسم يوضح المصافي التي تشتري النفط الروسي

الإشكالية هنا، وفق الحجي، أن تكاليف نقل النفط من شمال روسيا إلى الصين والهند أضعاف تكاليف النقل من روسيا إلى أوروبا، كما أن هناك إشكالية أخرى هي عدد السفن التي بإمكانها أن تسير في هذه المناطق، لأنهم الآن في تحويل، ويريدون مزيدًا من السفن.

وأضاف: "السفن التي ستسير في هذه الطرق عددها محدود، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة شحن النفط الخام الروسي بشكل كبير، والطريقة الوحيدة بالنسبة لموسكو لبيع نفطها الخام في آسيا هو التعويض عن تكاليف الشحن العالية".

وأوضح أن هذا التعويض يأتي من خلال تخفيض السعر، ولكن المصافي الهندية والمصافي الصينية تتعامل مع دول الخليج بمصداقية منذ سنوات طويلة، فكانت هناك إشكالية توقف هذه المصافي عن التعامل مع الخليج، ولا بدّ من مقابل.

النفط الروسي

وكان الحل الأخير، بحسب الحجي، لكي تشتري مصافي التكرير في الهند والصين النفط الروسي، أن يحصلوا على تخفيضات أكبر في الأسعار، وبما أنهم أعضاء في أوبك+ كان هناك نوع من التعاون، بحيث رفعت أسعار النفط الخليجية في آسيا، ليصبح نفط موسكو مغريًا للهند والصين.

خفض الأسعار والعقوبات

قال خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن خفض أسعار النفط الخام الروسي لم يكن للعقوبات أيّ دخل فيه، ولم يسهم فيه أيضًا سقف الأسعار، ولكن السبب الرئيس كان تعويض تكاليف الشحن العالية إلى آسيا.

وأضاف: "ولكن وجدنا نائب رئيس الوزراء الروسي يقول، إن هذه التكاليف ستنخفض قريبًا، وأعتقد أن كلامه صحيح لسبب، هو أنهم اشتروا مزيدًا من السفن، وهناك تحويل كبير من السفن من اليونان وغيرها إلى روسيا".

وتوقع الحجي أنه مع انخفاض تكاليف شحن النفط الروسي، ستقلّ الفروق السعرية بالنسبة للنفط بناءً على ذلك، وهو أمر سيكون مرتبطًا أيضًا بالشحن، وليس بسقف الأسعار الذي تبنّته الدول الكبرى، وبدأت تطبيقه في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق