التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

شحنة غاز مسال مصرية في عرض البحر منذ 20 يومًا.. ما القصة؟

أحمد بدر

في عرض البحر الأبيض المتوسط، تقف ناقلة عملاقة، تحمل شحنة غاز مسال مصرية منذ 16 مايو/أيار الماضي (2023)، أي قبل 20 يوميًا، إذ خرجت الشحنة من محطة الإسالة في محافظة دمياط، في طريقها إلى السوق الأوروبية، من خلال تركيا، ولكنها توقفت انتظارًا لارتفاع الأسعار بهدف تحقيق مكاسب إضافية، قبل أن تصل الشحنة إلى وجهتها.

يقول خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط "أوابك"، وائل حامد عبدالمعطي، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الشحنة كانت في طريقها إلى تركيا، التي تعدّ الوجهة الرئيسة لصادرات الغاز المسال المصرية.

وتقترب الناقلة العملاقة، التي تحمل شحنة غاز مسال مصرية، من دخول يومها الـ20، بينما هي واقفة في عرض البحر الأبيض المتوسط، في انتظار ارتفاع الأسعار لتصل في النهاية إلى السوق التركية، ما اضطرها إلى الإبحار عدّة مرات، وفق ما أوضحته صور الأقمار الصناعية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ارتفاع قيمة الشحنات

يرى خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي أنّ توقُّف الناقلة التي تحمل شحنة غاز مسال مصرية في عرض البحر يعدّ دليلًا على جاذبية السوق الفورية للغاز في أوقات الأزمات، إذ إن الدول المصدّرة لهذه الشحنات تحقق عائدات مرتفعة، بعد ارتفاع قيمة الشحنات نفسها.

خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي
خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

إلّا أن عبدالمعطي أوضح في الوقت نفسه أن السوق الفورية متقلبة، وقد يؤدي الانتظار إلى خسائر، إذ من المحتمل أن تتراجع الأسعار بشكل حادّ في حالة وفرة المعروض أو تراجع الطلب في الأسواق المستوردة، وفق التغريدة.

وأضاف: "لذلك، تعدّ العقود طويلة الأجل المربوطة بمعادلة سعرية مستقرة، الخيار الأفضل في تجارة الغاز الطبيعي المسال، إذ يمكن من خلالها تحقيق إيرادات مستقرة ومستمرة من عائدات بيع الشحنات، كما أنها تجنّب المستهلكين التقلبات المفاجئة في الأسعار".

كانت منظمة أوابك من أول المطالبين بتوقيع الدول عقود غاز طويلة الأجل، بصفتها الطريقة المثلى للمشروعات الجديدة، إذ إن صناعة الغاز الطبيعي المسال صناعة باهظة التكاليف، لذا تضمن العقود طويلة المدة للبائع الحصول على تدفقات نقدية مستمرة.

ففي 18 أبريل/نيسان من هذا العام (2022)، قال أمين عام أوابك المهندس جمال اللوغاني، في حوار اختص به منصة الطاقة، إن العقود طويلة الأجل "تضمن للبائع استمرار ضخ الاستثمارات في موارد الغاز وتغطية التكاليف، وفي الوقت نفسه يضمن للمشتري الحماية من تقلّبات الأسعار التي تعانيها الأسواق الفورية، مع تأمين الإمدادات".

وكانت عقود الغاز المسال طويلة الأجل قد تصدّرت المشهد العالمي مجددًا، مع تزايد أزمات الطاقة واضطرابات الأسواق العالمية بعد الحرب في أوكرانيا، إذ سجّل نشاط التعاقد طويل الأجل المرتبط بأسعار النفط (خام برنت) بداية قوية في عام 2023.

ووُقِّعت عقود شراء 13 مليون طن متري من الغاز المسال في مدّة تزيد قليلًا على 4 أشهر، تمتدّ من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى أوائل مارس/آذار 2023، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الصادرات المصرية من الغاز المسال

يُذكر أن مصر تمكنت من الحفاظ على صادراتها من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، عند المستويات السابقة المسجلة خلال العام الماضي 2022، على الرغم من تراجع إنتاج بعض الحقول.شحنة غاز مسال مصرية

وكشف تقرير حديث لمنظمة أوابك تسجيل صادرات الغاز المسال المصرية خلال الربع الأول 2023 نحو 1.90 مليون طن، مبررًا الحفاظ على المستويات السابقة نفسها بارتفاع مستويات الإنتاج بعد تطوير حقول الغاز بمنطقة شرق المتوسط، والكميات التي تستقبلها القاهرة من حقول أخرى في المنطقة، بموجب اتفاقيات مع شركات أجنبية.

وقال تقرير أوابك، الصادر في 17 مايو/أيار الماضي، بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2023 "، الذي أعدّه المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن صادرات مصر تؤدي دورًا مهمًا ضمن إستراتيجيتها الهادفة لتصبح محورًا إقليميًا لتجارة وتصدير الغاز المسال.

وبإمكان مصر تجهيز أكثر من شحنة غاز مسال يوميًا، إذ إنها الدولة الوحيدة بين دول شرق المتوسط التي تمتلك محطات إسالة، بقدرات تتجاوز 12 مليون طن سنويًا، إذ إن محطاتها في كل من دمياط وإدكو من أهم الركائز الرئيسة في التسهيلات والبنية التحتية لتجارة الغاز الطبيعي وتداوله.

يشار إلى أن الناقلة التي تحمل شحنة غاز مسال مصرية، والتي تقف في عرض البحر منذ 20 يومًا تقريبًا، خرجت من محطة إسالة الغاز في محافظة دمياط، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت قارة أوروبا قد استحوذت على نحو 76% من صادرات مصر من الغاز المسال خلال في الربع الأول من العام الجاري 2023، في حين استقبلت الأسواق الآسيوية باقي الصادرات البالغة نحو 0.46 مليون طن بحصّة 24% من الإجمالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق