أخبار الغازرئيسيةغاز

ناقلات الغاز المسال.. الصين تستحوذ على 30% من طلبات البناء في 2022

دينا قدري

حجزت الصين مقعدها في سوق ناقلات الغاز المسال المبنية حديثًا، في منافسة مع كوريا الجنوبية التي تهيمن -منذ زمن- على القطاع، وتشهد حجز السعة بالكامل.

وتضاعفت سجلات طلبات ناقلات الغاز المسال للساحات الصينية 3 مرات، بعد أن ارتفعت أسعار الشحن إلى مستويات قياسية إثر تعطُّل تدفقات إمدادات الطاقة العالمية من خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وفازت 3 أحواض بناء سفن صينية بما يقرب من 30% من الطلبات القياسية لهذا العام (2022) لـ 163 ناقلة غاز جديدة، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

طفرة في بناء ناقلات الغاز المسال

سعى تجّار الغاز ومشغّلو الأساطيل الصينيون إلى تأمين الشحن بعد ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، ما أسهم في تعزيز أحواض البناء الصينية.

ومع إغراق شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية بطلبات لخدمة التوسع الهائل في حقل الشمال بقطر، اجتذبت الساحات الصينية أيضًا المزيد من الحجوزات الأجنبية، بما في ذلك الطلبات الخارجية الأولى لبعض شركات تصنيع السفن المعتمدة مؤخرًا فقط لبناء ناقلات غاز مسال ذات غشاء.

وفازت أحواض بناء السفن الصينية هذا العام (2022) بـ 45 طلبًا لناقلات الغاز المسال تُقدَّر قيمتها بنحو 9.8 مليار دولار، أي نحو 5 أضعاف قيمة طلباتها لعام 2021، وفقًا لمزوّد بيانات الشحن كلاركسونز ريسيرش.

بحلول أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، زادت الساحات الصينية من سجلات طلبات الغاز المسال الخاصة بها إلى 66 من 21، ما منحها 21% من الطلبات العالمية التي تبلغ قيمتها نحو 60 مليار دولار.

وبالمقارنة، قامت أحواض بناء السفن الصينية ببناء 9% فقط من أسطول الغاز المسال العالمي الحالي، وفقًا لكلاركسونز.

عوامل زيادة الطلب في الصين

قال المحلل في شركة الاستشارات "أي سي أس إس"، روبرت سونغر، إن طلب الصين على ناقلات الغاز المسال مدفوع بالحاجة إلى شحن 20 مليون طن سنويًا من الغاز من الولايات المتحدة، وهي جزء من طفرة من المقرر أن تضخّم أسطول الغاز المسال العالمي بمقدار الثلث على مدى الـ5 سنوات المقبلة.

وأشار مؤسس شركة الاستشارات "سيا إنرجي"، لي ياو، إلى أن الصين بحاجة إلى نحو 80 سفينة لنقل الغاز المسال الأميركي.

وتابع المدير الإداري لكلاركسونز ريسيرش، ستيفن جوردون: "بصرف النظر عن خدمة الطلب الصيني، قد تُستعمَل السفن أيضًا في تجارة الشحنات على طرق أخرى".

ويفيد بناء السفن المحلي القوي شركات الطاقة العملاقة في الدولة بتروتشاينا، وشركة النفط البحرية الوطنية الصينية (سينوك)، وسينوبك، وشركة "إي إن إن" الخاصة، ما يساعد على تأمين وقود رئيس لتحقيق هدف الصين للحياد الكربوني في عام 2060.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تجارة الغاز المسال في العالم خلال عام 2021:

تجارة الغاز المسال

منافسة مع كوريا الجنوبية

تُعدّ الساحات الكورية -مثل هيونداي للصناعات الثقيلة ودايو لبناء السفن والهندسة البحرية- أكثر كفاءة في التصميم والبناء، ولديها سلسلة توريد محلية، على الرغم من ارتفاع تكاليف العمالة، كما قال مؤسس شركة "سي إل إن جي" السنغافورية لتزويد حلول الغاز المسال، صني شو.

وأوضحت رويترز -نقلًا عن مصدر في صناعة بناء السفن في كوريا الجنوبية- أنه "يبدو أن مالكي السفن لديهم نظرة أكثر إيجابية حول أحواض بناء السفن الكورية، لإدراك التصميم الذي يريده مالكو السفن، والقدرة على الوفاء بالمواعيد النهائية، والتشغيل الخالي من المشكلات".

ومع ذلك، تلقّت الساحات الصينية 19 طلبًا أجنبيًا لناقلات الغاز المسال في العام الجاري (2022)، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد.

وقال المحلل في "أي سي أي إس"، سونغر: "أصبحت الساحات الصينية أكثر جاذبية بسبب تراكم الأعمال في كوريا الجنوبية، فضلًا عن ارتفاع التكاليف".

أحواض بناء السفن الصينية

تعدّ هودونغ تشونغهوا لبناء السفن، التي يقع مقرّها في شنغهاي، الساحة الصينية الوحيدة ذات الخبرة في بناء ناقلات الغاز المسال الكبيرة، إذ سُلِّمَت العشرات منذ عام 2008.

واستحوذت على 75% من الطلبات الصينية الجديدة في العام الجاري (2022).

وشاركت هودونغ تشونغهوا 26 طلبًا من المالكين المحليين، مقابل 9 طلبات في العامين الماضيين، مع وحدات شركة تشاينا ستيت لبناء السفن وداليان لصناعة بناء السفن ومجموعة جيانغنان لبناء السفن، وفقًا لكلاركسونز ومسؤولي الصناعة.

واعتُمِدَت ساحتان إضافيتان -تشاينا ميرشنتس ويانغ جيشنغ- لبناء ناقلات كبيرة للغاز الطبيعي المسال هذا العام (2022)، وجذبت اهتمامًا من الشاحنين المحليين والأجانب.

وتُعدّ ناقلات الغاز المسال من بين أصعب السفن في البناء، وتستغرق ما يصل إلى 30 شهرًا.

بالنسبة للخزّانات من النوع الغشائي وحدها، يقضي 200 عامل شهرين في لحام الجدران الحاجزة المصنوعة من الفولاذ الرقيق الورقي و130 كيلومترًا (81 ميلًا) من خطوط التوصيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق