تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في أوروبا تعاني.. وانخفاض كبير في بناء مزارع الرياح

أسماء السعداوي

لا يقتصر دور صناعة الطاقة المتجددة في أوروبا على تأمين احتياجات الكهرباء النظيفة وخفض الانبعاثات، بل يتعداها إلى دعم أمن الطاقة بعد الأزمة الناتجة عن خروج روسيا من المشهد في العام الماضي (2022).

ويستهدف الاتحاد الأوروبي رفع حصة الطاقة المتجددة إلى ما لا يقلّ عن 42.5% بحلول عام 2030، مع طموح لرفع النسبة إلى 45%.

وأظهرت بيانات حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن العام المنصرم شهد هبوطًا حادًا في قيمة صادرات الطاقة النظيفة مقابل صعود كبير في الواردات، وهو ما يشير إلى تغير مشهد الطاقة هناك.

واستوردت دول الاتحاد الأوروبي منتجات لصناعة الطاقة النظيفة بما قيمته 28.4 مليار يورو (30.4 مليار دولار أميركي)، أي بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2021 السابق، عندما بلغت قيمة الواردات 13.3 مليار يورو.

(اليورو= 1.07 دولارًا أميركيًا).

إلّا أن قيمة صادرات الاتحاد من تلك المنتجات في 2022 بلغت 3.7 مليار يورو فقط، بأقلّ بنسبة 27% عن عام 2021 (5 مليارات يورو)، وذلك بحسب بيانات مركز إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات" (Eurostat).

تجارة الطاقة المتجددة في أوروبا 2022

تحظى الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والوقود الحيوي السائل باهتمام بالغ الأهمية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في أوروبا.

وسيطرت الألواح الشمسية على معظم واردات تقنيات الطاقة المتجددة في أوروبا خلال 2022، وبلغت قيمتها 22.6 مليار يورو، بزيادة ضخمة قدرها 145% مقارنة بعام 2021، الذي بلغت قيمتها فيه 9.2 مليار يورو فقط.

وعلى العكس من ذلك، لم تسجل توربينات الرياح والوقود الحيوي السائل تغييرات كبيرة، إذ شكّلا زيادة بنسبة 49% و17% على الترتيب.

وعلى صعيد صادرات الاتحاد من تلك التقنيات، كان هناك انخفاض مفاجئ وكبير، فقد تراجعت صادرات توربينات الرياح بنسبة 59% إلى 1.3 مليار يورو مقارنة بـ3.2 مليار يورو في 2021.

غير أن صادرات الألواح الشمسية والوقود الحيوي السائل ارتفعت بنسبة 44% و23% إلى 800 مليون يورو و1.6 مليار يورو على الترتيب.

ويعكس هذا الهبوط في قيمة الصادرات الأوروبية مقارنة بالواردات تغيرًا كبيرًا في ديناميكيات سوق الطاقة الأوروبية والعالمية.

ويُعزى هذا التحول إلى عدّة عوامل، من بينها صعود منافسين بسوق الطاقة المتجددة والتغيرات في سياسات وحوافز الحكومات وتغير تفضيلات المستهلكين.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز محطات الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي:

الطاقة المتجددة في أوروبا

استثمارات صناعة الرياح في أوروبا

بالإضافة للخلل في ميزان واردات وصادرات الطاقة المتجددة، يبرز الهبوط في صادرات كهرباء الرياح الأوروبية بنسبة 59%، وهو ما يؤكده تراجع حجم استثمارات القطاع خلال 2022 إلى أقلّ مستوى لها منذ عام 2009.

وقالت هيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية "ويند يوروب" في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة، إن حجم الاستثمارات في بناء مزارع رياح جديدة بلغ 17 مليار يورو فقط في 2022، بانخفاض كبير من 41 مليار يورو في 2021، وهو أدنى مستوى للاستثمارات الجديدة في 13 عامًا.

وبحسب التقرير، فالأرقام تدقّ ناقوس الخطر في وجه الحكومات وصنّاع السياسات، وذلك في ضوء المساعي الحثيثة لزيادة قدرات طاقة الرياح لتعزيز أمن الطاقة وضمان تقديم أسعار ميسورة التكلفة للمستهلكين.

ومن بين إجمالي قدرات استثمارات الرياح الجديدة البالغة 12 غيغاواط المقرر بناؤها خلال الأعوام الـ5 المقبلة، توجد 10 غيغاواط خارج حدود الاتحاد الأوروبي.

كما أن الاتحاد بحاجة لبناء توربينات رياح بقدرة 31 غيغاواط سنويًا لتحقيق أهداف 2030.

وعزت الهيئة التراجع إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة المواد الخام والشحن، والاضطرابات في سلاسل التوريد بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار الفائدة وجائحة كورونا.

ولذلك، ارتفعت تكلفة إنتاج توربينات الرياح بنسبة تصل إلى 40% خلال العامين الماضيين.

كما تسببت سياسات الطاقة والبيئة التنظيمية غير الواضحة إلى إضعاف بيئة الاستثمار والالتزامات المالية، وأدت الإجراءات الطارئة غير المنسّقة بشأن أسواق الكهرباء والحدود القصوى للأسعار إلى حالة من عدم اليقين، خاصة مع القفزة بأسعار الفائدة، التي أثّرت في منح القروض المصرفية لتمويل المستثمرين.

وتضع خطة الطوارئ الأوروبية سقفًا لأسعار الكهرباء عند 180 يورو (192.93 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، وهو ما يحدّ من إيرادات الشركات، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغاز في 2022.

تدخّل عاجل ضد تحديات فريدة

في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها الصناعة، أصدرت المفوضية الأوروبية في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2023)، خطة إنقاذ عاجلة لصناعة الرياح الأوروبية التي تقول: إنها "تحمل قصة نجاح تاريخية ولكن تعترضها تحديات فريدة"، بحسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وأبرز تلك التحديات هو عدم كفاية الطلب، وتباطؤ إصدار التراخيص وتعقيداتها، وصعوبة الوصول إلى المواد الخام، وارتفاع التضخم وأسعار السلع، والتصميم غير الداعم للعطاءات، وكذلك الضغوط المتزايدة من المنافسين الدوليين، والمخاطر الأخرى المتربطة بتوافر القوى العاملة الماهرة.

وتضمنت الخطة 6 خطوات تقوم بها المفوضية مع الدول الأعضاء والصناعة عمومًا، وهي كالتالي:

1- تسريع انتشار مشروعات الرياح عبر زيادة القدرة على التنبؤ، وتسريع إصدار تراخيص المشروعات.

2- تحسين نظام العطاءات عبر وضع معايير مصممة جيدًا وموضوعية.

3- تيسير الوصول إلى التمويل.

4- تهيئة بيئة دولية عادلة وتنافسية.

5- تطوير مهارات العاملين.

6- تعزيز مشاركة القائمين على الصناعة والتزامات الدول الأعضاء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق