التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

أسواق الكهرباء مهددة في الأعوام المقبلة مع استمرار الموجات الحارة

بسبب ظاهرة النينيو

حياة حسين

تهدد الأصياف الحارة المتوقعة خلال السنوات المقبلة أسواق الكهرباء في دول العالم المختلفة، وتضيف ضغوطًا على موازنات الدول.

ويشهد موسم الصيف الحالي موجة حرارة غير مسبوقة، طالت كثيرًا من دول العالم، خاصةً المُطلة على البحر المتوسط، سواء الواقعة في شماله مثل إيطاليا، أو تلك القابعة في جنوبه مثل الجزائر وتونس والمغرب إضافة إلى مصر، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وضرب العالم عدد هائل من حرائق الغابات في صيف 2023، وفاقم من سوء الوضع الجفاف وانخفاض مستوى الرطوبة، إضافةً إلى ارتفاع درجات الحرارة.

وتزيد ظاهرة النينيو من ارتفاع الحرارة في العالم، لأنها تقود إلى موجات حارة شديدة ومتكررة، حسب تقرير تحليلي نشره موقع "إيف ويند".

تطورات النينيو

تطورت ظاهرة النينيو في المناطق الاستوائية بالمحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سنوات، لتمهّد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.

وتوقّع تحديث جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، في 4 يوليو/تموز 2023، أن هناك احتمالًا بنسبة 90% لاستمرار ظاهرة النينيو خلال النصف الثاني من عام 2023.

ووفق تحديث تقرير المنظمة العالمية، تحدث ظاهرة النينيو في المتوسط كل عامين على الأقلّ، وقد تصل إلى 7 سنوات، وتستمر النوبات من 9 إلى 12 شهرًا.

والنينيو هي نمط مناخي يحدث بصورة طبيعية، ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية بالمحيط الهادئ، غير أنه يحدث بسبب تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.

كما توقّع تقرير صادر عن المنظمة في مايو/أيار أن هناك احتمالًا بنسبة 98%، بأن تكون سنة واحدة على الأقلّ من السنوات الـ5 المقبلة، ومدة السنوات الـ5 عمومًا، هي الأدفأ على الإطلاق، محطّمة بذلك الرقم القياسي المسجل في عام 2016، عندما كانت ظاهرة النينيو قوية بشكل استثنائي.

ويعني ذلك أن العالم سيعاني من الأصياف الحارة خلال هذه السنوات، وفق توقعات منظمة الأرصاد.

أحد حرائق الغابات الناجمة عن ارتفاع الحرارة
أحد حرائق الغابات الناجمة عن ارتفاع الحرارة - الصورة من براتينيكا

تأثّر أسواق الكهرباء

لا يقتصر تأثير ظاهرة النينيو في رفع درجة الحرارة، والتي تؤدي بدورها إلى حرائق فحسب، بل تُحدث ارتباكًا للسلطات في إدارة الإمدادات بأسواق الكهرباء، خاصةً في الدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية أساسًا، مثل دول جنوب البحر المتوسط، على رأسها مصر.

فقد لجأت حكومة القاهرة منذ عدّة أسابيع إلى تخفيف الأحمال بصورة متكررة، في ظل موجة حرارة غير مسبوقة، وأيادٍ مكبلّة بشحّ النقد الأجنبي في الداخل عن استيراد وقود المازوت أو الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، ما أثار موجة غضب حادة، عبّر عنها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شمال البحر المتوسط، زاد استهلاك الكهرباء في إسبانيا، ففي الأوقات الاعتيادية عندما تبلغ الحرارة 20 درجة مئوية في مدريد (العاصمة)، تستهلك 600 غيغاواط/ساعة في اليوم.

ومع ارتفاع الحرارة يزيد الطلب، وعلى سبيل المثال، ارتفع الطلب إلى 787 غيغاواط/ساعة، في 19 يوليو/تموز 2023، عندما بلغت الحرارة 27.9 درجة مئوية.

كما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مرارًا من تداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي العالمي.

وتكرّرت التحذيرات من النينيو، وجاء أحدثها على لسان المدير العام المساعد للمنظمة، الممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الدكتور عبدالحكيم الواعر، في مؤتمر عُقد مؤخرًا في القاهرة، حضرته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق