رئيسيةأسعار النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أسعار النفط تنخفض إلى أدنى مستوياتها منذ 4 أشهر.. ما السبب؟

دينا قدري

انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 4 أشهر، مدفوعةً بعوامل العرض أكثر من عوامل الطلب، مع توقعات بأن تظل الأسعار متقلبة على المدى القصير.

وأشار تقرير حديث، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، إلى أن سوق النفط ماتزال تعاني من نقص المعروض، وقد يؤدي انخفاض مخزونات النفط إلى دعم الأسعار.

وأكد التقرير، الذي أصدره بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، توقعاته بأن تنتعش أسعار النفط، لتُتَداوَل في نطاق يتراوح بين 90 دولارًا و100 دولار للبرميل وسط انخفاض مخزونات النفط.

يُذكر أن أسعار النفط تراجعت بأكثر من 2.5% في نهاية تعاملات يوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتسجل أدنى مستوياتها منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، إذ انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم يناير/كانون الثاني 2024- إلى 79.54 دولارًا للبرميل.

عوامل انخفاض أسعار النفط

أوضح تقرير بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" أن المشاركين في السوق يعزون الانخفاض الأخير في أسعار النفط إلى ضعف الطلب، كما حدث في بداية العام الجاري (2023).

إذ يُعدّ الطلب الأوروبي على النفط ضعيفًا، لكن نمو الطلب في الولايات المتحدة والصين والهند يظل قويًا، ومع ذلك، من المرجح أن يتباطأ نمو الطلب في المستقبل.

وقال محلل السلع في بنك "يو بي إس" -الذي أعدّ التقرير- جيوفاني ستانوفو: "بينما يتباطأ نمو الطلب على النفط بسبب التأثيرات الأساسية بعد النصف الأول القوي من العام، نعتقد أن ضعف الأسعار الحالي يرجع في المقام الأول إلى عوامل العرض".

فقد ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة والبرازيل إلى مستويات قياسية، وفي الوقت نفسه، بلغ إنتاج النفط الإيراني أعلى مستوى له منذ 5 سنوات.

كما أن ارتفاع صادرات أوبك من النفط في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، بما يزيد قليلًا عن مليون برميل يوميًا فوق أدنى مستوى خلال عامين الذي بلغته في أغسطس/آب، كان من المرجح أن يكون أكبر من أن تتمكن الدول المستهلكة للنفط من استيعابه.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب العالمي على النفط والمعروض في العام المقبل (2024):

توقعات الطلب على النفط في 2024

ارتفاع صادرات دول أوبك

أكد تقرير بنك "يو بي إس" أن الدول الأعضاء الرئيسة في منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك ما تزال ملتزمة باتفاق خفض الإنتاج، إلّا إنه أوضح أن هناك المزيد من النفط الخام المتاح للتصدير، مع انخفاض درجات الحرارة في الشرق الأوسط وانخفاض الطلب على التبريد.

وبينما ما تزال صادرات النفط السعودي دون مستويات يوليو/تموز، فقد ارتفعت عن مستويات أغسطس/آب، التي كانت الأدنى منذ عام 2021، بحسب ما أفاد به التقرير، الذي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله.

علاوةً على ذلك، عززت بعض الدول المنتجة بموجب حصتها في أوبك+ الإنتاج والصادرات؛ فقد تمكّن العراق من تعويض تراجع الصادرات منذ إغلاق خط الأنابيب الشمالي في نهاية مارس/آذار من خلال تصدير المزيد من الجنوب.

وقد تعافى إنتاج نيجيريا إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في بداية العام الماضي (2022) بفضل انخفاض اضطرابات الإنتاج.

تمديد تخفيضات إنتاج النفط

كان مصدرٌ مسؤول في وزارة الطاقة السعودية قد أعلن -في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023- استمرار المملكة في الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، في شهر ديسمبر/كانون الأول (2023)، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة.

كما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك مواصلة الخفض الطوعي لإمدادات النفط والمنتجات النفطية إلى الأسواق العالمية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، وفق ما نقلته وكالة تاس الروسية (Tass).

وتوقّع تقرير سابق، أصدره بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، تمديد تلك التخفيضات الطوعية حتى الربع الأول من عام (2024)، نظرًا لضعف الطلب الموسمي على النفط في بداية كل عام، والمخاوف المستمرة بشأن النمو الاقتصادي، والسعي إلى دعم استقرار سوق النفط وتوازنها.

وأكد التقرير أن عملية المراجعة الشهرية تسمح للمملكة العربية السعودية بالاحتفاظ بالسيطرة على سوق النفط، من خلال تعديل إنتاجها وفقًا لأساسيات السوق.

وأضاف أن مشاركة روسيا مهمة أيضًا، إذ تُعدّ ثاني أكبر منتج في تحالف أوبك+، وتضمن الصفقة التنسيق الوثيق بين البلدين المنتجين للنفط.

كما توقّع التقرير أن تستمر المجموعة في مراقبة البيانات الواردة من الصين عن كثب، إذ ما يزال انتعاشها الاقتصادي مصدر قلق، على الرغم من الطلب الصيني القوي على النفط حتى الآن، والتأثير الذي قد يُحدثه تشديد السياسة النقدية العدواني بالنشاط الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق