أنسيات الطاقةأسعار النفطالتقاريررئيسيةنفط

لماذا انخفضت أسعار النفط.. وما علاقة المخزون الصيني؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط تراجعت بشكل مفاجئ، وهو أمر لم يتوقعه كثير من المحللين.

وأوضح، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمساحات منصة "إكس"، بعنوان "مستجدات أسواق الطاقة بين أميركا وإسرائيل"، أن زيادة واردات الصين من النفط أعطت انطباعًا لبعضهم بأن الوضع في بكين ممتاز، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وأضاف: "من الخطأ دائمًا من جانب أيّ محلل أو متخصص في أيّ مجال أن يركّز على متغير واحد، فمن اعتقدَ أن أسعار النفط سوف ترتفع مع ارتفاع واردات الصين من النفط فهو مخطئ، وكما يقولون: (خطأ المعلم بألف)".

لماذا انخفضت أسعار النفط؟

شدد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي على ضرورة النظر إلى باقي المتغيرات، لأن واردات الصين من النفط زادت بالفعل، ولكن هناك عوامل أخرى أسهمت في انخفاض أسعار النفط.

العامل الأول، وفق الحجي، هو انخفاض معدلات تشغيل المصافي، لأنه لا أحد يشتري النفط الخام، بل المصافي هي التي تشتريه وتكرره، والمستهلك يشتري المواد التي تنتجها هذه المصافي، مثل البنزين والديزل والشحوم وغيرها، لذلك فإن الطلب على النفط دائمًا يأتي من المصافي.

وأضاف: "عندما نتكلم عن الطلب على النفط، دائمًا نتكلم عن طلب المصافي، فطلب المصافي على النفط انخفض في الصين، لأن هناك قوانين تتحكم في كمية الصادرات هناك، ومن ثم هناك حصص لهذه المصافي، وقد استعملت هذه المصافي الحصص خلال الشهرين الماضيين، وارتفعت نسبة التكرير بشكل كبير".

مخزون النفط الصيني

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذه الحصص قد شارفت على الانتهاء الآن، ومن ثم ليس هناك أيّ حل سوى التخفيض، فإذا انخفضت معدلات التكرير انخفض الطلب على النفط هذا أول الأمر، ومن ثم تتراجع أسعار النفط معه.

وبالنسبة إلى العامل الثاني، وفق الحجي، فإنه من الواضح أن هناك ضعفًا في الطلب أسهم في تخفيض أرباح المصافي بشكل كبير، فليس هناك حافز للمصافي للتكرير، فانخفضت معدلات التكرير، وفي الوقت نفسه حصلت أمور أخرى، منها عدم نمو الطلب على النفط في الصين في الربع الثالث، وهذا أمر فاجأ الجميع.

وأشار إلى أن الجميع توقعوا نمو الطلب في الربع الثالث من العام الجاري، ولكن النمو كان مماثلًا للطلب في الربع الثاني، متسائلًا: "الصين أصبحت تستورد كميات أكبر، بينما الاستهلاك لم يزد، والمصافي لا تكرر كميات كبيرة، وفي الوقت نفسه انخفضت صادرات المنتجات النفطية بسبب الحصص، فأين سيذهب النفط؟".

وأجاب: "سيذهب النفط إلى المخزون، لذلك ارتفع المخزون الصيني خلافًا لكل التوقعات، وكما سبق أن ذكرنا، فالصين تستعمل المخزون للضغط على الأسعار، لذلك ارتفع المخزون فجأة، مع عدم زيادة الطلب، وانخفاض معدلات التكرير، وتراجع الصادرات، فكان من الطبيعي أن تنخفض أسعار النفط".

عوامل أخرى تؤثر في الأسعار

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هذه العوامل لم تكن الوحيدة المؤثرة في أسعار النفط، فالطلب على النفط في الولايات المتحدة ما زال أقلّ مما كان عليه في 2022، كما أصدرت دول أوروبية بيانات كشفت أنها تعاني من حالة ركود اقتصادي، ومن ثم انخفاض في الطلب على النفط.

وتابع: "هناك -أيضًا- انخفاض في معدلات التشغيل الصناعي، التي هي جزء أساس من الطلب على النفط، لذلك فهناك أزمة عالمية الآن مقارنة بالتوقعات السابقة، فالطلب على النفط في الصين ما زال أعلى من العام الماضي، ولكنه أقلّ بكثير من التوقعات".

أسعار النفط

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن هذه الأسباب مجتمعة، بالإضافة إلى أمر آخر يتعلق بإمدادات النفط أو زيادة المعروض، بعد أن زادت بعض دول أوبك التي كانت تعاني من مشكلات في الإنتاج لصادراتها، إذ إنه مع انتهاء الصيف زادت صادرات بعض الدول، بما فيها السعودية، دون تغيير الإنتاج.

وأضاف: "ما زالت الدول تحافظ على حصصها الإنتاجية حسب الاتفاق مع أوبك+، ولكن الذي حصل أنه في الصيف يزداد الطلب على النفط في البلاد الحارة مثل دول الخليج، لأنها تستعمل هذه المواد لتشغيل محطات الكهرباء، بسبب الطلب المتزايد على التبريد".

والآن، بحسب الحجي، انتهى الصيف، ولم تعد محطات الكهرباء في حاجة إلى كميات النفط هذه، فهناك خيار، إمّا تخفيض الإنتاج أو تصدير هذه الكميات، ومن الواضح الآن من البيانات أن بعض الدول، بما فيها السعودية، زادت الصادرات، وهي لم تتجاوز معدلات الإنتاج المتفق عليها، أو الحصص الإنتاجية، فقط حولت النفط من الاستهلاك الداخلي إلى التصدير، ما أسهم بدوره في تراجع أسعار النفط.

المخزون الإستراتيجي الأميركي؟

يقول الدكتور أنس الحجي، إن انخفاض أسعار النفط دفع بعضهم في أماكن متفرقة من العالم إلى التساؤل بشأن إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل 3 أسابيع أنها ستشتري كميات من النفط لملء المخزون الإستراتيجي إذا تراجعت الأسعار إلى 79 دولارًا للبرميل.

وأضاف: "الآن الأسعار وصلت إلى هناك، ولكن لا نريد أن يعتقد بعضهم أن هناك مؤامرة من بايدن، ولا أمورًا مشابهة، لأن بعضهم بدؤوا يتكلمون عن وجود شيء يحدث في الكواليس يتعلق بحلّ أزمة حرب غزة، ومن ثم هناك أمور تتعلق بالنفط ومتطلبات أميركية".

مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي

ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، لا يجوز التطرق إلى الأمور المتعلقة بنظرية المؤامرة إلّا إذا كانت هناك إثباتات ودلائل، لأن إدارة بايدن أعلنت بالفعل توجهها لشراء النفط لملء المخزون الإستراتيجي إذا بلغت أسعار النفط 79 دولارًا، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا السعر للمخزون، وليس للسعر في السوق.

وأوضح أن هناك تكاليف، فإذا كانت أسعار النفط قد بلغت 79 دولارًا للبرميل، فحتى يتمّ إيصالها إلى أماكن التخزين في لويزيانا -مثلًا- هناك تكاليف إضافية، ومن ثم لم نصل إلى الحدّ الذي تشتري به إدارة بايدن المخزون، ولكن الانخفاض قد يؤدي إلى شراء الإدارة لهذا المخزون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق