التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

إمدادات مصافي النفط الصينية المستقلة تتأثر سلبًا برفع العقوبات عن فنزويلا

أحمد أيوب

قد تواجه مصافي النفط الصينية المستقلة -خلال الأشهر المقبلة- مخاطر نقص إمدادات النفط الفنزويلي إليها، بعد أن اتخذت الإدارة الأميركية مؤخرًا قرارًا بتخفيف العقوبات -جزئيًا- عن قطاعي النفط والتعدين في كاراكاس، ما يسمح للأخيرة بتنويع وجهات تصدير نفطها الخام.

يأتي ذلك في وقت كانت فيه المصافي الصينية المستقلة هي المستورد الرئيس للخام الفنزويلي في العالم، إذ اشترت بكين نحو 360 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، و110 آلاف برميل يوميًا من زيت الوقود من كاراكاس في سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب ما نشرته منصة ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس، في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبسبب ذلك، أعلنت شركة "بتروتشاينا" (PetroChina) الصينية الحكومية نيتها العودة مُجددًا إلى السوق الفنزويلية بعد الضرر المحتمل وقوعه على مصافي النفط الصينية المستقلة، بسبب قرار تخفيف العقوبات، لا سيما أن الصين قد بدأت مؤخرًا توسيع التعاون مع فنزويلا في قطاع النفط، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كيف تتأثر مصافي الصين؟

تستعد مصافي النفط الصينية المستقلة لدخول منافسة قوية بشأن الحصول على إمدادات النفط الخام الفنزويلي.

وتُعزى أسباب هذه المنافسة إلى توقع أن يؤدي التخفيف الجزئي للعقوبات على قطاعي النفط والتعدين من قِبل واشنطن إلى تعدد وجهات تصدير الخام الفنزويلي حول العالم.

وتستورد مصافي النفط الصينية المستقلة -بصورة أساسية- المنتجات النفطية الخام الفنزويلية كمزيج البيتومين لإنتاج الأسفلت لرصف الطرق، وزيت الوقود الفنزويلي "380 سي إس تي" بصفته مادة وسيطة للمنتجات النفطية.

إحدى مصافي النفط الصينية المستقلة
إحدى مصافي النفط الصينية المستقلة - الصورة من تشاينا دايلي

تجدر الإشارة إلى أن متوسط إنتاج فنزويلا من الخام بلغ 770 ألف برميل يوميًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتشير التوقعات إلى أن يظل الإنتاج ثابتًا تقريبًا حتى نهاية عام 2024، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال.

وقال تاجر مُقيم في مقاطعة "شاندونغ" الصينية: "بمجرد السماح للخام الفنزويلي بالتداول بحرية، سيدفع المشترون من الدول الأخرى أسعار الخام للارتفاع، وهذا يؤدي إلى انخفاض تدفقه إلى الصين حتى يرتفع الإنتاج الفنزويلي مرة أخرى".

وأضافت مصادر تجارية أن مشترين مُحتملين من الولايات المتحدة وأوروبا والهند قد يبدؤون في الحصول على النفط الخام الفنزويلي، بعد قرار تخفيف العقوبات الأميركية.

وقالت مصادر في مجال التكرير والتجارة في "شاندونغ"، إن موردي النفط الفنزويلي إلى مصافي النفط الصينية المستقلة إمّا أوقفوا تصدير براميل النفط الفنزويلية في 19 أكتوبر/تشرين الأول بعد إعلان رفع العقوبات، وإما رفعوا الأسعار.

تخفيف العقوبات

خفّفت إدارة بايدن -في 18 أكتوبر/تشرين الأول- العقوبات المفروضة على قطاع النفط والتعدين في فنزويلا بصورة جزئية، ردًا على الاتفاق الانتخابي المُوقع بين حكومة نيكولاس مادورو والمعارضة الفنزويلية.

الرئيس الفنزويلي،نيكولاس مادورو
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو - الصورة من رويترز

وسمح ترخيص عام جديد صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية لفنزويلا، العضو في منظمة أوبك، التي تخضع لعقوبات أميركية صارمة منذ عام 2019، بإنتاج النفط وتصديره إلى عدد من الأسواق خلال الأشهر الـ6 المُقبلة دون قيود، حتى 18 أبريل/نيسان 2024، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.

والترخيص هو تصريح من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، للسماح بمعاملات قد تكون محظورة، وهناك نوعان من التراخيص: تراخيص عامة وتراخيص خاصة، وفقًا للموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأميركية.

ولن يجري تجديد الترخيص إلا إذا أوفت فنزويلا بالتزاماتها بموجب خريطة الطريق الانتخابية.

عودة "بتروتشاينا"

قال مصدر مقرب من شركة "بتروتشاينا" (PetroChina) يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، إن الشركة الحكومية تستعد للعودة إلى السوق الصينية لاستيراد وتجارة النفط الخام الفنزويلي وزيت الوقود.

وربما تؤدي هذه الخطوة إلى تضييق المجال أمام مصافي النفط الصينية المستقلة التي تستورد النفط الخام من كاراكاس.

وقبل عام 2019، عندما عززت الولايات المتحدة إجراءات العقوبات ضد فنزويلا، كانت "بتروتشاينا" المورد الرئيس للنفط الفنزويلي إلى الصين، إذ كانت شركة "سي إن بي سي للاستكشاف والتنمية" (CNPC Exploration and Development) المستثمر الصيني الرائد في قطاع النفط الفنزويلي.

وهذه الشركة هي كيان مشترك تأسس في عام 2008، مملوك مناصفة لشركة "بتروتشاينا" وشركتها النفطية العملاقة المملوكة للدولة "سي إن بي سي" (CNPC).

وبعد أن أوقفت شركة "بتروتشاينا" توريد النفط الفنزويلي إلى بكين بسبب العقوبات، تركت السوق مفتوحة أمام مصافي النفط الصينية المستقلة التي يديرها تجار محليون في "شاندونغ".

وقالت مصادر في قطاع التكرير، إن تخفيف العقوبات الأخير يمكن أن يعزّز -أيضًا- استثمارات الصين المتعلقة بالنفط في فنزويلا، ويرفع الإنتاج في نهاية المطاف، إذ وسعت بكين وكراكاس شراكاتهما الإستراتيجية في سبتمبر/أيلول الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق