تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغازنفط

أنس الحجي يحذر من أزمة طاقة حادة.. ما علاقة استثمارات النفط والغاز؟ (صوت)

أحمد بدر

حذّر مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، من أزمة طاقة حادة، ليس لتراجع استثمارات النفط والغاز فقط، وإنما بسبب فشل سياسات مواجهة تحديات التغير المناخي.

وأضاف الحجي -في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مؤخرًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "غزة وسلاح النفط والغاز في الذكرى الـ50 للمقاطعة النفطية في أكتوبر 1973"- أن هذا الفشل من جانب بعض الحكومات سيؤدي إلى زيادة الطلب على الفحم وأنواع الوقود الأخرى.

وأوضح أن من يؤمن بهذه الفكرة، ومن المنتظر حدوث أزمة طاقة حادة خلال السنوات المقبلة، سيعرف أن هناك ضرورة كبيرة لزيادة الاستثمارات في النفط والغاز والفحم، على خلاف ما هو شائع في الوقت الحالي.

وعن استعمال سلاح النفط والغاز خلال السنوات الماضية، أشار الحجي إلى أنه استُعمل 3 مرات حتى الآن، وفقًا لما تقوله البيانات والمعلومات على مدار الأعوام الـ50 الماضية، مؤكدًا أن هذا السلاح لا يحقق أهداف الأمة العربية، والسياسيون في هذه البلاد أدركوا تمامًا الدروس والعبر.

المستفيدون من سلاح النفط والغاز

يقول الدكتور أنس الحجي، إنه بفرض أن دول الخليج قررت الآن وقف تصدير النفط والغاز، فمن هو المستفيد؟ موضحًا أن المستفيد سيكون إيران، التي طالبت باستعمال سلاح النفط مرات عديدة، وكانت أول من رفض استغلاله، سواء من جانب الشاه أو قادة الحرس الثوري.

وتابع: "هم يريدون من السعودية والكويت والإمارات خفض الإنتاج، لخلق أزمة طاقة حادة، ولكنهم لا يريدون أن يخفضوا الإنتاج بأنفسهم، وقد حدث هذا من قبل، عندما قررت الدول العربية المقاطعة النفطية في 19 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وكان النظامان العراقي والليبي هما من غدرا بهم، إذ زادا إنتاج النفط إرضاء لأميركا، في وقت خفضت فيه السعودية والكويت إنتاجهما".

النفط السعودي

وأكد الدكتور أنس الحجي، أن معادلة إنتاج النفط حاليًا تأتي فيها أميركا الأولى عالميًا، ومن بعدها روسيا، أي أن خفض إنتاج النفط والغاز يفيد المنتجين الروس والأميركيين، ومن ثم فإن كل الدلائل تشير إلى أن أهداف استعمالهما سلاحًا لن تتحقق على الإطلاق.

وأوضح أن الدراسات الأكاديمية أشارت إلى أن الدول التي تفرض المقاطعة الاقتصادية، سواء نفطية أو أي نوع آخر من الحظر، تعلم تمامًا أنها فاشلة، ولن تتسبب في أزمة طاقة حادة، والأميركيون هم أكثر من فرضوا المقاطعات تاريخيًا، وليسوا العرب.

وأضاف: "الأميركيون يطبقون المقاطعات النفطية والاقتصادية رغم علمهم بفشلها، ويظهرون في الإعلام دائمًا يتكلمون عنها، وذلك لرمزيتها، لأنهم يبدون أمام الناخبين كأنهم يقومون بأفعال سياسية، فهم يريدون بصفتهم سياسيين أن يبدوا أمام الناخبين وكأنهم يقومون بعمل ما لينتخبوهم مرة أخرى، وهذا أحد أسباب فشلها".

ولفت الحجي إلى وجود أدلة كثيرة حول العالم، بما فيها إيران وفنزويلا، على فشل نظام العقوبات والمقاطعات والحظر، لأنه في فنزويلا -على سبيل المثال- تحاول أميركا إرضاء نظام مادورو فيها، وهناك مباحثات لتطبيع العلاقات بينهما، ورفع العقوبات.

وأردف: "ما حدث أنه عندما فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقوبات على فنزويلا، كانت هناك معارضة شديدة لمادورو في البلاد، ولكن بسبب موقف أميركا منه انضم إليه جزء كبير من المعارضة، والأمر نفسه حدث في إيران، التي انضم معارضو الحكم فيها إلى النظام، واختاروا بلدهم ضد أميركا".

النفط سلعة إستراتيجية وسياسية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل الأدلة التاريخية تشير إلى أن النفط ليس سلاحًا، وإنما هو سلعة إستراتيجية وسياسية، ولكن ذلك لا يعني أنه سلاح سياسي، ولكن يمكن استعماله في أمور عديدة، عندما يكون الطرف الآخر يرى فيه قيمة إضافية.

وأضاف: "عندما تكون لديك طاقة إنتاجية فائضة، فإن فكرة استعمال النفط والغاز بوصفهما سلاحًا هي فكرة فاشلة على كل الحالات، فالأميركيون الآن لديهم 350 مليون برميل في المخزون الإستراتيجي، وهناك مقالات تحدثت عن فشل إدارة الرئيس جو بايدن التي باعت جزءًا من هذا المخزون في 2022".

مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن إدارة بايدن طالتها اتهامات بإنهاء المخزون النفطي الإستراتيجي، واتهامات أخرى بأن المخزون الموجود لا يكفي سوى 17 يومًا فقط، وكله كلام لا يقبله عاقل، لأن المخزون موجود في 4 أماكن، مكانان مغلقان للصيانة، والمكانان الآخران أقصى ما يمكن استخراجه تقنيًا منهما 2.2 مليون برميل يوميًا، لذلك فإن تفريغهما يحتاج إلى 150 يومًا على الأقل.

وبالنسبة إلى الصين، قال إنها لديها الآن مخزون تحت الأرض وفوقها، يبلغ نحو مليار برميل، والكلام هنا عن المخزون وليس الاحتياطي، أي الكميات التي يمكن تفريغها لحظيًا، لذلك فإن النفط والغاز ليسا سلاحًا.

ولفت إلى أن الغاز لم يستعمل بصفته سلاحًا من قبل إلا من جانب روسيا والدول الأخرى مؤخرًا، ولكنه لم يُستعمل تاريخيًا بصفته سلاحًا، وذلك بسبب طبيعته، ولكن مع انتشار الغاز المسال الآن أصبح شبيهًا جدًا بموضوع النفط.

وفي العناوين التالية، تقدم منصة الطاقة تغطية خاصة وحصرية لقرار إسرائيل وقف ضخ الغاز إلى مصر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق