طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

الألواح الشمسية على الأسطح تُخرج 30 مليون أسرة أوروبية من الشبكة (دراسة)

بحلول عام 2050

محمد عبد السند

يتنامى استعمال الألواح الشمسية على الأسطح في أوروبا؛ إذ يُعوَّل عليها في تسريع جهود تحول الطاقة عبر استبدال الكهرباء النظيفة المولّدة من خلالها بمصادر الوقود التقليدي الحساس بيئيًا؛ ما يزيد إمدادات تلك السلعة الحيوية المستدامة، ويعزز أمن الطاقة في بلدان القارة العجوز.

ومن المتوقَّع أن يمثل هذا النوع من الألواح الشمسية ما نسبته 70% من كل سعة الطاقة الشمسية المركّبة حديثًا في كل أنحاء أوروبا، وفق تقديرات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتقود الألواح الشمسية على الأسطح التحول في مشهد الطاقة المتجددة بأوروبا، من مجرد سوق ناشئة إلى قوة فاعلة في إعادة تشكيل مزيج الكهرباء بالقارة.

وتتويجًا لتلك الجهود خلصت نتائج دراسة بحثية حديثة لمعهد كارلسروه للتكنولوجيا (Karlsruher Institut für Technologie) إلى أن أكثر من 30 مليون أسرة في أوروبا يمكنها الاكتفاء ذاتيًا من الكهرباء باستعمال الألواح الشمسية على الأسطح فقط.

ووجد باحثو المعهد، ومقره ألمانيا، أن ما يزيد على 50% من 41 مليون أسرة مستقلة في أوروبا كان بمقدورها الاكتفاء ذاتيًا من الكهرباء في عام 2020، باستعمال الطاقة الشمسية والبطاريات فقط، متوقعين تنامي تلك النسبة إلى 75% بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

فني يركب ألواحًا شمسية على سطح منزل
فني يركب ألواحًا شمسية على سطح منزل - الصورة من ratedpower

الخروج من الشبكة

يعني التطور المتسارع في تقنية الألواح الشمسية على الأسطح أن الأمر أضحى مجديًا اقتصاديًا لشريحة من تلك الأسر؛ كي تتخلى عن الشبكة الكهربائية بالكلية في العقود المقبلة.

ومع ذلك فإنه بدلًا من ترك الشبكة الكهربائية نهائيًا، قال الباحثون إنه من الأفضل -على مستوى الاقتصاد الكلي- لتلك الأسر أن تبقى متصلة بالشبكة، وأن تُعيد تغذية الفائض من الكهرباء ثانيةً إلى مستهلكين آخرين خلال أوقات الإنتاج الزائد.

وقال الباحث في اقتصادات الطاقة بمعهد كارلسروه للتكنولوجيا وكبير الباحثين في الفريق المسؤول عن إعداد الدراسة ماكس كلاينبراهم: "تُظهر نتائجنا أنه حتى في عام 2050، لن يكون الاستغناء عن الشبكة هو أكثر الخيارات الاقتصادية جدوى، غير أنه قد يكون من المنطقي أن تستثمر في تلك الأنواع من المباني المكتفية ذاتيًا من الكهرباء حال كنت ترغب في دفع مزيد من الأموال لتحقيق الاكتفاء الذاتي".

وأضاف كلاينبراهم: "سيكون الأمر أقل فاعلية إذا خرج عدد كبير من الأسر من الشبكة بدلًا من دعمها"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع الأسعار

سجّلت أسعار الألواح الشمسية هبوطًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مع تراجع تكلفة الطاقة الشمسية بنحو 90% خلال العقد الماضي، وفق حسابات نشرها معهد ميركاتور لأبحاث المشاعات العالمية وتغير المناخ Mercator Research Institute on Global Commons and Climate Change ومقره برلين.

وقال أحد كبار مؤلفي الدراسة ويُدعَى فيليكس كروتزيج، إن التراجع في تكاليف الألواح الشمسية قد "يعني أن مستويات استهلاك الكهرباء العالمية من الممكن تغطيتها بالكامل في عام 2050 بواسطة تقنية الألواح الشمسية على الأسطح والمصادر المتجددة الأخرى".

ألواح شمسية على أسطح منازل
ألواح شمسية على أسطح منازل - الصورة من marley

نقطة اللاعودة

في أكتوبر/تشرين الأول (2023) أظهرت نتائج دراسة منفصلة أعدها باحثون في جامعة إكستر وكلية لندن الجامعية، أن الطاقة الشمسية قد لامست "نقطة تحول لا رجعة فيها"، والتي ستصبح على إثرها المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في العالم خلال 3 عقود.

وفي هذا الصدد زعم الباحث من جامعة إكستر فيمكي نيسي، أن "التقدم الحاصل مؤخرًا في مصادر الطاقة المتجددة يعني أن التوقعات التي يسيطر عليها الوقود الأحفوري لم تَعُد واقعية".

وأضاف نيسي: "من خلال استعمال 3 نماذج تتبع التعليقات الإيجابية، نتوقع أن تهيمن الألواح الشمسية على الأسطح على مزيج الكهرباء العالمي بحلول أواسط القرن الحالي (2050)"

سعة متزايدة

وفق تقرير منفصل صادر عن شركة أورورا لأبحاث الطاقة والاستشارات المالية أورورا إنرجي ريسيرش (Aurora Energy Research) في يونيو/حزيران (2023)، تمضي أوروبا قدمًا على المسار الصحيح لتركيب 475 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية بحلول عام 2030؛ ما يزيد على ضعف السعة المركبة الحالية في القارة.

وسيتطلب هذا استثمارات بأكثر من 145 مليار يورو (153.4 مليار دولار)، وفقًا لتقديرات محللين.

(1 يورو = 1.07 دولارًا أميركيًا).

وعالميًا يُتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر لتوليد الكهرباء بحلول عام 2027؛ ما يمثل 65% من نمو سعة الطاقة المتجددة في عام 2023، وفق ما ورد في تقرير أورورا إنرجي ريسيرش.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق