تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

الألواح الشمسية في غزة.. هل تحل أزمة نقص الكهرباء المتفاقمة؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع غزة يعاني أزمة كهرباء عصيبة تتفاقم مع الحرب الحالية
  • استعمال الألواح الشمسية يتزايد في غزة خلال المدة الحالية
  • الألواح الشمسية توفر إمدادات الكهرباء النظيفة لسكان القطاع
  • انقطاع الكهرباء يؤثر بشدة في توفر الخدمات الأساسية
  • الحصار الإسرائيلي يشمل منع وصول الغذاء والوقود والإمدادات الطبية

أضحت الألواح الشمسية في غزة الملاذ الأخير الذي لجأ إليه الفلسطينيون ميسورو الحال لتوليد الكهرباء، التي تشهد شُحًا في القطاع، نتيجة الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي دمرت البنية التحتية للطاقة، ما أصاب المرافق الحيوية هناك بالشلل التام.

وفاقمت معضلة نقص الكهرباء في قطاع غزة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تفجرت في الأسابيع الأخيرة، نتيجة عدم استجابة إسرائيل إلى المطالبات الدولية المتكررة بوقف القصف، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقاد الحصار الإسرائيلي الخانق إلى منع وصول الغذاء والوقود والمياه والإمدادات الطبية إلى غزة، وهو ما يصنع الظروف الملائمة لاندلاع كارثة إنسانية.

ومن المرجح أن يؤدي نقص الكهرباء إلى تفاقم الأوضاع وزيادة صعوبة تواصل سكان غزة مع بعضهم بعضًا، ومع العالم الخارجي.

وبينما يُعد ضوءًا في نهاية النفق المظلم، توفر الألواح الشمسية في غزة شريان حياة لبعض السكان في القطاع المحاصر، البالغ عددهم مليوني شخص، في حين تواصل الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات الوقود عن القطاع، وفق ما أورده موقع كليميت هوم نيوز (Climate Home News).

انقطاع الكهرباء في غزة

لسنوات طويلة، تعاني غزة انقطاعًا مستمرًا في الكهرباء، الذي تفاقم خلال الهجمات الدامية التي تشنها القوات الإسرائيلية على سكان القطاع، ما دفع بعض الفلسطينيين القادرين ماديًا إلى التحول للألواح الشمسية لتوليد الكهرباء النظيفة المستدامة.

وفي أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023)، انطلقت الأخيرة لتشديد الخناق على قطاع غزة، قاطعةً إمدادات الكهرباء والوقود عن المدنيين.

وقال سكان غزة، إن تلك الألواح الشمسية التي ما تزال عُرضة للتدمير جراء القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع، هي ما تساعد -الآن- على إنارة المنازل وتشغيل الأجهزة المنزلية.

شخص يفحص ألواحًا شمسية في قطاع غزة تضررت من القصف الإسرائيلي
شخص يفحص ألواحًا شمسية في قطاع غزة تضررت من القصف الإسرائيلي - الصورة من .newarab

يقول المواطن الفلسطيني أمجد الريس، الذي يعيش في مدينة غزة التي تتعرّض للنصيب الأكبر من القصف الإسرائيلي: "الألواح الشمسية في غزة مهمة جدًا لحياتنا، بل إنها أفضل خيار خلال التوقيت الحالي الحرج للغاية، لتوليد الكهرباء على مدار الساعة دون انقطاع".

ويمتلك الريس ألواحًا شمسية مُركبة على أسطح منزله في مدينة غزة منذ قرابة 5 أعوام، حسب تصريحات أدلى بها إلى "كليميت هوم نيوز"، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومثل الكثير من أقرانه في غزة، سبق أن اعتمد الريس على مولدات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري، غير أنه قال إن توليد الكهرباء بتلك الطريقة يتطلب الكثير من الوقود، وهو ما "لا يُعد متاحًا في الوقت الراهن بسبب الحصار الإسرائيلي الضاغظ".

وبالمثل قال المواطن الفلسطيني محمد اليازجي الذي يمتلك شركة تنشط في مجال بيع الألواح الشمسية في غزة، "إن هناك طلبًا قويًا على شراء تلك الوحدات في غزة خلال الأعوام الـ5 الماضية، في ظل سيناريو انقطاع الكهرباء المتكرر في القطاع".

شُح الكهرباء

يعاني قطاع غزة، منذ أكثر من عقد كامل، عدم وجود إمدادات كافية من الكهرباء اللازمة لتغطية الاحتياجات المختلفة للسكان، ما يقود بالتالي إلى انقطاعات متكررة للكهرباء.

وقالت الأمم المتحدة، إن انقطاع الكهرباء "يؤثر بشدة على توافر الخدمات الأساسية، لا سيما الصحة والمياه وخدمات الصرف الصحي، ما يقوّض في النهاية اقتصاد القطاع المأزوم في الأصل".

وتولد الكهرباء في قطاع غزة من محطة كهرباء عاملة بالغاز تارة، ومن خطوط الكهرباء الواصلة من إسرائيل تارة أخرى، وهو ما تتحمل رسومه السلطة الفلسطينية.

المستشفيات المتضرر الأكبر

يلجأ بعض سكان غزة إلى استعمال مولدات كهرباء أو حتى الألواح الشمسية، لسد احتياجاتهم اليومية من الطاقة الكهربائية.

ومنذ قطع إسرائيل إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة، تعاني المستشفيات الأمرّين لتقديم الرعاية الصحية المطلوبة للمرضى والمصابين.

وقد أشعل هذا موجةً من الاحتجاجات والإدانات من قبل العاملين في مجال العمل الإنساني، ومن بينهم رئيسة منظمة "المساعدات الطبية للفلسطينيين" ميلاني وارد، التي قالت إن هناك 130 طفلاً وليدًا يواجهون مخاطر شديدة جراء نقص الكهرباء في المستشفيات.

وأوضحت وارد: "العالم لا يمكنه الوقوف موقف المتفرج أمام هؤلاء الأطفال الذين يقتلهم الحصار الخانق المفروض على غزة.. والفشل في التصرف يعني الحكم على هؤلاء الرضع بالموت".

وبرزت أهمية الألواح الشمسية في غزة حتى قبل أن يتفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير، إذ حاول البنك الدولي مد يد العون إلى سكان القطاع عبر تقديمه منحًا لتركيب ألواح شمسية على المستشفيات ومخيمات اللاجئين.

تحت نيران القصف

مثل غيرها من الواردات الأخرى الواصلة بشق الأنفس إلى القطاع، أضحت الألواح الشمسية في غزة عرضة للرسوم الجمركية الإسرائيلية، ما يُسهم في رفع تكاليفها عن كاهل المواطنين الفلسطينيين الذين يعانون في الأصل في ظل ظروف اقتصادية طاحنة تعصف بالقطاع.

فعلى سبيل المثال اضطر أحد سكان غزة، ويُدعى أنس أبوشرخ، 46 سنة، ويعمل مدرسًا في مدينة غزة، إلى دفع ما قيمته 8 آلاف دولار أميركي لشراء 8 ألواح شمسية.

ووصف أبوشرخ هذا السعر بالمرتفع جدًا، لكنه مع ذلك "أرخص بكثير من شراء مولد كهرباء وتشغيله".

يُشار إلى أن متوسط الراتب الذي يتقاضاه مواطن في غزة يلامس 13 دولارًا أميركيًا في اليوم، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ألواح شمسية في مرمى القصف في غزة
ألواح شمسية في مرمى القصف في غزة - الصورة من بي في ماغازين

وتبرز أنظمة الكهرباء المولدة باستعمال الألواح الشمسية المركبة على الأسطح أصعب في القابلية للتدمير والتلف، من مثيلتها المركزية المولدة في محطات الوقود الأحفوري.

وقد قادت تلك الميزة التي تكتسب أهمية كبرى في الوقت الراهن إلى ظهور طفرة في استعمال الألواح الشمسية في غزة، وغيرها من الدول التي مزقتها الحرب مثل اليمن.

غير أن الألواح الشمسية ليست بمنأى أبدًا من تداعيات الحرب؛ ويَظهر ذلك في تدمير 3 ألواح شمسية مملوكة للمواطن الفلسطيني أنس أبوشرخ، بقذائف إسرائيلية، ما ينطبق كذلك على مواطنه أمجد الريس الذي قال إن الألواح الشمسية التي يملكها قد نالتها أضرار جسيمة من قبل الهجمات الإسرائيلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق