سرقة الألواح الشمسية ترهق الشرطة البريطانية.. 60 مليون دولار خلال عام
نوار صبح
- • الطاقة الشمسية لا تمثل حاليًا سوى جزء صغير من مزيج الطاقة في المملكة المتحدة.
- • يوجد حاليًا ما يزيد قليلًا على 1000 مزرعة للطاقة الشمسية قيد التشغيل في بريطانيا.
- • سرقة الألواح الشمسية لا تقتصر على مزارع الطاقة الشمسية واسعة النطاق والتجارية.
- • النحاس يتمتع بأعلى موصلية حرارية وكهربائية بين جميع المعادن.
كشفت بيانات الشرطة في المملكة المتحدة عن تزايد سرقة الألواح الشمسية والخطوط النحاسية بنسبة 48% بين عامي 2021 و2022؛ إذ أصبحت هذه السرقات مصدر قلق كبيرًا لدى شركات التأمين والمستهلكين على المدى القصير.
وقدّر تقرير "الجريمة الريفية لعام 2023" الصادر عن جمعية التأمين المتبادل لاتحاد المزارعين الوطنيين (إن إف يو ميوتشوال) في المملكة المتحدة، والذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة، أن قيمة المعدات التي سُرقت وأعيد بيعها بلغت 49.5 مليون جنيه إسترليني (60.58 مليون دولار).
ويرى المراقبون والمحللون أن حجم سرقة الألواح الشمسية خلال هذه المدة، أعلى من الرقم المسجل في العام السابق، والذي بلغ 40.5 مليون جنيه إسترليني (49.56 مليون دولار)، وفقًا لما نشره موقع إنرجي غلوبال (energyglobal).
وإلى جانب الآلات والمعدات الزراعية، تشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن شرطة المملكة المتحدة إلى أن اللصوص قد وضعوا أنظارهم على فرصة مربحة أخرى؛ لذلك تزايدت أعمال سرقة الألواح الشمسية.
الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة
يستغل اللصوص انتشار الطاقة المتجددة؛ ما يؤدي إلى زيادة مثيرة للقلق في الألواح الشمسية والبطاريات المسروقة من المساكن الخاصة ومزارع الطاقة الشمسية والشركات، بحسب ما نشره موقع شركة سافَيَر للتأمين الجنوب أفريقية (safireinsurance).
وتتعدى تداعيات سرقة ألواح الطاقة الشمسية الخسائر المالية لأصحاب المنازل والشركات. ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي والأضرار المحتملة في أثناء السرقة إلى تفاقم المشكلة؛ ما يسبب الإزعاج والإحباط للأطراف المتضررة.
ولا تؤدي السرقة إلى تعريض الألواح المسروقة للخطر فحسب، بل تعطل أيضًا نظام الكهرباء الشامل؛ ما يؤكد الحاجة الماسة لحماية منشآت الطاقة الشمسية.
تمثّل الطاقة الشمسية حاليًا جزءًا صغيرًا من مزيج الطاقة في المملكة المتحدة، لكن حصتها آخذة في النمو؛ حيث تشير تقديرات شركة سولار إنرجي في المملكة المتحدة إلى أن إجمالي القدرة الشمسية يبلغ 15 غيغاواط. من ناحية ثانية، يوجد حاليًا ما يزيد قليلًا على 1000 مزرعة للطاقة الشمسية قيد التشغيل، التي توفر الكهرباء النظيفة للشبكة، والعديد منها مملوك للمزارعين أنفسهم.
في أغسطس/آب الماضي وحده، بلغت قيمة سرقة الألواح الشمسية نحو 10 آلاف و500 جنيه إسترليني (12 ألفًا و730 دولارًا) من مزرعة للطاقة في مقاطعة نورثهامبتونشاير، وفقًا لما نشره موقع إنرجي غلوبال (energyglobal).
ولا تقتصر سرقات الألواح الشمسية على مزارع الطاقة الشمسية واسعة النطاق والتجارية؛ فالمنازل في المناطق النائية معرضة للخطر؛ إذ تفيد البيانات بأن اللصوص يسرقون الألواح من أسطح المنازل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
دوافع السرقة
يكمن أحد الأسباب وراء سرقة الألواح الشمسية في أنها تشتمل على عدد من المواد القيّمة، مثل الخطوط النحاسية، التي تُعَد مكلفة للغاية في الوقت الحالي، وكما هو الحال دائمًا، فإن الطلب عليها قوي.
ومن المفارقات أن الطلب يأتي جزئيًا من قطاع الطاقة المتجددة نفسه، حيث يتمتع النحاس بأعلى موصلية حرارية وكهربائية بين جميع المعادن، وهو ضروري للقطاعات التجارية والصناعية والمرافق التي تبحث عن مصادر طاقة بديلة (الشمس والرياح) لتوليد الكهرباء.
ويُعَد انتزاع عدد قليل من الألواح الشمسية أسرع وأسهل وأكثر سرية من نقل رُزَم الأنابيب النحاسية. وتحتوي مزارع الطاقة على معدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وهي مكشوفة ومعرضة للخطر؛ لذلك أصبحت الحاجة إلى زيادة التدابير الأمنية واضحة وعاجلة.
ويقول المحللون إن حماية مواقع من هذا النوع ليس بالأمر السهل. لكن القبض على اللصوص متلبسين أصعب بكثير من منعهم من الدخول في المقام الأول، وخصوصًا في المناطق الريفية. ولذلك، يجب أن يكون التركيز على الردع، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وستُنير المواقع المضاءة جيدًا الزوايا المظلمة في المناطق المستهدفة من سرقة الألواح الشمسية؛ حيث قد لا يُلاحَظ المتسللون؛ ما يمنعهم من المخاطرة. وستساعد التدابير المرئية، مثل أبراج الدارات التلفزيونية المغلقة وأعمال التسييج المؤقتة، في منع اللصوص المحتملين من استغلال فرصهم.
وتكمن الفكرة في جعل اللصوص يعتقدون أن شخصًا ما موجود دائمًا، حتى عندما لا يكون موجودًا.
في سياق متصل، كانت السرقة الريفية مشكلة في المملكة المتحدة، وهي ممارسة شريرة، لها تداعيات عاطفية بقدر ما هي تجارية.
بالنسبة إلى مزرعة صغيرة، تُعَد الألواح الشمسية استثمارًا كبيرًا. ليس هذا فحسب، ولكن إذا لم تتم السيطرة على سرقة الألواح الشمسية؛ فسوف يؤخر ذلك البلاد من الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني.
وبالنظر إلى حلول الظلام في وقت مبكر من شهر أكتوبر/تشرين الأول، يزداد خطر السرقة؛ لذلك يجب اتخاذ إجراءات بشأن هذه المشكلة وبسرعة.
موضوعات متعلقة..
- مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا.. هل تتحطم التوسعات على صخرة ريشي سوناك؟
- أكبر مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا.. كهرباء نظيفة أم تشويه حضاري؟
- نشر الطاقة الشمسية في الأراضي الزراعية.. أزمة تنتظر رئيس وزراء بريطانيا الجديد
اقرأ أيضًا..
- توربينات الغاز الجزائرية تترقب تجربة عالمية.. ما القصة؟
- ما دور التكسير المائي الهيدروليكي في إشعال ثورة الصخري الأميركي؟ (تقرير)
- تغير المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. العلاج أبعد من تحول الطاقة (تقرير)
