أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

ما دور التكسير المائي الهيدروليكي في إشعال ثورة الصخري الأميركي؟ (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن التكسير المائي الهيدروليكي أسهم بقوة في تحقيق ثورة النفط والغاز الصخريين في أميركا.

وأضاف الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمساحات منصة "إكس" بعنوان "انخفاض إنتاج النفط الصخري الأميركي وآثاره في السعودية وباقي دول أوبك"، أن عام 2005 شهد نجاح إحدى الشركات في تطبيق هذه التقنية المهمة.

وأوضح أن الشركات الأميركية كانت تحاول استعمال هذه التقنية لمدة بلغت 40 عامًا، ولكنها لم تنجح، وفجأة نجحت إحدى الشركات في التكسير المائي الهيدروليكي للمناطق الصخرية في تكساس، واستطاعت استخراج النفط والغاز الصخريين، وتحقيق ما كانت مثيلاتها تحاول تحقيقه منذ زمن بعيد.

تطوران في تقنية التكسير المائي

أوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي أن تقنية التكسير المائي الهيدروليكي شهدت تطورين مهمين أسهما في ولادة ثورة النفط والغاز الصخريين.

التطور الأول، وفق الحجي، هو تطوير التقنية، والتي كانت تقوم في الأساس على ضخ الماء بضغط شديد يؤدي إلى تكسير الصخور، بالإضافة إلى عملية الحفر الأفقي لمسافات طويلة جدًا، إذ يكون الحفر أفقيًا وعموديًا.

حقل يستخدم التكسير المائي الهيدروليكي للإنتاج
حقل نفط يستعمل عمليات التكسير الهيدروليكي للإنتاج - الصورة من ديزرت صن

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن موضوع الملكية الخاصة للموارد في الولايات المتحدة هو السبب الأصلي لثورة الصخري، إذ إن هناك تغيرات تقنية أسهمت فيها، ولكن لولا الملكية الخاصة ما كانت هذه الثورة حصلت.

وأضاف: "حتى الحكومة الأميركية كانت مغيّبة عن ثورة النفط الصخري تمامًا، إذ إن تقنية التكسير المائي الهيدروليكي نجحت، وبدأت ثورة الصخري في عام 2005، بينما لم تبدأ الحكومة الأميركية تغطيتها إلّا في عام 2008، أي بعد 3 سنوات، إذ إن القطاع الخاص والملكية الخاصة أسهما بقوة في الأمر".

ولفت إلى وجود تطورين تقنيين، الأول هو أن التكسير المائي الهيدروليكي كان يحدث بطريقة معينة منذ زمن بعيد، ولكن في هذه الصخور بالذات والطريقة التي تُطبَّق الآن هناك تطور جديد، إذ إن ما يقومون به هو وضع محركات ضخمة على سطح الأرض تضخ الماء في الأنابيب.

وتابع: "يدخل هذا الماء في الأنابيب إلى حيث الصخور المعنية، وداخل هذه الصخور هناك أنابيب، إذ يُرسَل "رشاش"، يدخل في الأنبوب ليقوم بتثقيبه في المنطقة المحددة، قبل ضخ الماء ومعه مواد أخرى، منها مواد كيماوية ورمال من أنواع معينة".

في أعقاب ذلك، وفق الحجي، تبدأ الصخور في التشقق تحت الضغط الشديد للماء، وبما أن هناك حبيبات رملية تعلق بين الصخور، تظل هذه الشقوق على حالها، عندها يتوقفون عن ضخ الماء، وهو ما يسمح بعد ذلك للنفط والغاز بالتدفق.

الفرق بين النفط الخليجي والأميركي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي: إن "كل ما تعلمناه عن النفط في المدارس، أن هناك طبقات كتيمة في الأرض، وهناك نفط فوقها، ويأتي فوق الماء، وهذا النفط -حسب الصور- قريب من شكل الجرس".

وأضاف: "هذا النفط متى ما رأيت صورة من هذا النوع، فهو النفط المهاجر، الذي أتى من أماكن أخرى، بعبارة أخرى، يتسرب من الصخور الأم، ويمشي تحت الأرض، حتى يصل إلى منطقه حبسته".

النفط الصخري الأميركي

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن النفط الموجود في السعودية ودول الخليج والمناطق الشهيرة عالميًا كله نفط مهاجر، والفارق بينه وبين النفط الصخري أن الأخير ما زال داخل الصخرة ولم يستطع الخروج، لأنه لا توجد مسامات تسمح له بذلك.

ومن ثم، وفق الحجي، فإن استخراج النفط الصخري يكون من الصخرة الأم بشكل مباشر، لأنه لم يهاجر، وهذا هو الفارق بينهما، ولكنهما في النهاية الشيء نفسه، وطريقة الاستخراج، باستعمال التكسير المائي الهيدروليكي، هي ما تجعلنا نسمّيه نفطًا صخريًا.

وتابع: "إذن، هناك التكسير المائي الهيدروليكي، وهناك الحفر الأفقي، إذ إنه يمكن أن تكون هناك بئر عمودية، ثم عند عمق معين، 2000 أو 3 آلاف متر، يحدث الاتجاه إلى اتجاهات مختلفة، أي إن البئر نفسها يمكن أن يكون لها 4 أو 5 فروع باتجاهات مختلفة ولمسافات طويلة".

ويعني ذلك، بحسب الحجي، أنه يمكن أن تكون البئر ممتدة إلى 3 أو 4 كيلومترات تحت الأرض، وتمرّ تحت حي كامل أو مناطق كاملة، وهذا كله يمكن استخراجه.

وأشار إلى موضوع الحقول المشتركة بين العراق وإيران، أو بين الكويت والعراق، أو أيّ دول أخرى، يمكن أن يثار الحديث عن السرقات، أو اعتداء دولة على حقوق دولة أخرى، وهذا شائع الآن، بسبب تقنية التكسير المائي الهيدروليكي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق