أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

خبير أوابك: مصافي النفط العربية تتبنى تقنيات معقدة.. والسعودية تتصدر القدرات التكريرية (صوت)

أحمد بدر

على الرغم من تراجع أعمال بناء مصافي النفط في أميركا وأوروبا، حرصت بعض الدول العربية، وبوجه خاص في دول الخليج، على بناء مصافٍ بمواصفات تقنية متطورة للغاية، وهي مصافٍ عملاقة، بتكنولوجيات معقدة وطاقات إنتاجية ضخمة.

وقال مدير الشؤون الفنية، خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس عماد مكي، إن الضغوط البيئية لخفض الملوثات دعت كلًا من الكويت والسعودية والإمارات وبعض الدول المصدرة للنفط، أو في "أوابك" إلى إنشاء مصافٍ.

وأوضح -خلال مشاركته في حلقة "أنسيّات الطاقة"، التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "خبراء أوابك يتحدثون عن قطاعي الهيدروجين والمصافي والتكامل بينهما"-، أن هناك عددًا من الأسباب لبناء مصافي النفط في الدول العربية.

وأضاف: "لا يُعد العامل البيئي المؤثر الوحيد رغم كونه أساسيًا، والدليل تسمية مشروع الكويت باسم كلين فيول بروجكت (Clean Fuel Project)، وهو هدف لإنتاج مشتقات متوافقة مع البيئة، وبالتالي تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق الأوروبية الأكثر تشددًا، التي تطلب مستويات منخفضة جدًا من الملوثات".

وتابع: "مثلًا، نسبة الكبريت في الديزل كانت تعادل 1% أو 0.7 جزءًا في المليون، وبالتالي ندرك مدى أهمية هذا المشروع لتحسين خصائص المنتجات، وإمكان تحسين القدرة التنافسية لمصافي النفط لدخول الأسواق العالمية".

مصافي النفط السعودية والخليجية

قال خبير أول التكرير في "أوابك"، إن هناك أسبابًا أخرى للمملكة العربية السعودية بوجه خاص، والدول المصدرة للنفط بوجه عام، لبناء مصافي النفط بالتقنيات المتقدمة الحالية، بعضها اقتصادي، للاستفادة من تكرير النفط في إضافة قيمة له، وهي أرباح إضافية للنفط بدلًا من تصديره في صورته الخام.

وأضاف: "مصافي النفط تخلق -أيضًا- فرص عمل في البلد سواء مباشرة أو غير مباشرة، وتنعش الاقتصاد، إذ إن المصفاة تحتاج أحيانًا إلى أكثر من 4 آلاف أو 5 آلاف وظيفة مباشرة، ونحو 30 أو 40 ألف وظيفة غير مباشرة، سواء للعمل في التكرير أو صيانة المعدات وإنتاج مستلزمات المصافي وغيرها".

مصفاة نفط في سلطنة عمان
مصفاة نفط في سلطنة عمان - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة أوكيو العمانية

ولفت المهندس عماد مكي، إلى هدف آخر لهذه المصافي، وهو العمل على تكرير النفوط الثقيلة رخيصة الثمن، ومن ثم توفير الخام الخفيف المرغوب في الأسواق العالمية، والاستفادة من فارق السعر في الحصول على مكاسب أعلى.

وأوضح أن هذه الشروط والأهداف لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مصافي النفط المعقدة والتكنولوجيات المتطورة، وفق أحدث التقنيات المطبقة في العالم، لافتًا إلى أن هذه المصافي لها أهداف بقاء، أي لا يمكن الدخول إلى الأسواق الخارجية إذا لم تكن مطابقة للمواصفات المطلوبة.

وتابع: "هناك العديد من مصافي النفط التي لم تتمكن من إنتاج الوقود بصورة تطابق المواصفات، فأُغلقت ولم تتمكن من المنافسة، أي أن التطوير أمر محتم لبقاء صناعة التكرير، أما ما يقابل الضغوط التي تواجه موضوع البيئة، فهذا أمر آخر يحتاج إلى نقاش منفصل".

ترتيب الدول العربية حسب القدرة التكريرية

ردًا على سؤال من مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، بشأن ترتيب الدول العربية من ناحية القدرة التكريرية، وعدد مصافي النفط العربية، ومركزها عالميًا، قال خبير أول التكرير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" المهندس عماد مكي، إن إجمالي الطاقة التكريرية للدول العربية بنهاية العام الجاري 2023 يبلغ 10.3 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 11% من إجمالي الطاقة التكريرية العالمية.

وأوضح أن الطاقة التكريرية في العالم كله تبلغ نحو 94 مليون برميل يوميًا، في حين 90% من الطاقة التكريرية العربية 90% منها من دول أوابك، لذلك 11% تشكّل نصف الطاقة التكريرية لأميركا الشمالية وأيضًا نحو ثلثي الطاقة التكريرية لأوروبا.

خبير أوابك المهندس عماد مكي
خبير أوابك المهندس عماد مكي - الصورة من الموقع الإلكتروني للمنظمة

لذلك، وفق المهندس عماد مكي، أصبحت الطاقة التكريرية لمصافي النفط العربية تحتل مركزًا مرموقًا عالميًا، وهذا -بالطبع- أحد الموازين، فالطاقة التكريرية ليست الميزان الوحيد للتعبير عن مركز صناعة التكرير في العالم، وإنما مدى صلاحية المصافي لدخول الأسواق العالمية.

وأضاف: "تتركز مصافي النفط القادرة على المنافسة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت والبحرين، وعمليًا في المدة الأخيرة دخل العراق بمصفاة حديثة متطورة بطاقة 140 ألف برميل يوميًا، وهي مصفاة كربلاء، كما دخلت سلطنة عمان بمصفاة مشتركة مع الكويت بطاقة تكريرية 230 ألف برميل يوميًا، وهي أيضًا مصفاة معقدة تكنولوجيًا، وتنتج أحدث المنتجات وفق أحدث المعايير الدولية.

وبالنسبة إلى ترتيب الدول العربية، وفق خبير أوابك، تأتي السعودية في المرتبة الأولى بحدود 2.3 مليون برميل يوميًا، من خلال 7 مصافٍ، وبعدها الكويت -بعد تشغيل مصفاة الزور- بطاقة إنتاجية 1.4 مليون برميل يوميًا، وبعدها دولة الإمارات بنحو 900 ألف برميل يوميًا، وصلت مؤخرًا إلى 1.1 مليون برميل يوميًا، ثم العراق بطاقة إنتاجية 800 ألف برميل يوميًا، ومصر كذلك بنحو 800 ألف إلى مليون برميل يوميًا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأرقام عن مصافي النفط في السعودية وقدراتها التكريرية:

أرقام عن مصافي النفط في السعودية وقدرات التكرير

ولفت المهندس عماد مكي إلى أن مصر لديها 8 مصافٍ، في حين عدد مصافي النفط الصغيرة في العراق يتراجع نظرًا إلى إغلاقها وتوجه الدولة لبناء مصافٍ كبيرة بدلًا منها، وبالنسبة إلى الجزائر هناك 5 مصافٍ، و3 مصافٍ في ليبيا، ومصافتان في المغرب، ومصافتان في سوريا، في حين البحرين لديها مصفاة تبلغ طاقتها التكريرية 260 ألف برميل يوميًا، وهناك مشروع لرفع قدرتها إلى 370 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق