التغير المناخيالمقالاترئيسيةمقالات التغير المناخيمقالات منوعةمنوعات

إعادة تدوير إطارات المركبات.. فوائد بيئية واقتصادية تواجهها تحديات عديدة (مقال)

هبة محمد إمام

تُعَد إعادة تدوير إطارات المركبات المستعملة حلًا مهمًا لمشكلة التخلص من هذه الإطارات، وهو ما يعد بدوره أحد التحديات البيئية المهمة التي نواجهها في العصر الحالي.

فبمجرد أن يصبح الإطار غير صالح للاستعمال؛ يُتخَلص منه عادةً من خلال إرساله في المكبّات العامة أو حرقه؛ ما يؤدي إلى تلوث البيئة وتهديد صحة الإنسان والحيوانات والنباتات، ولهذا السبب أصبح تدوير إطارات المركبات أمرًا ضروريًا وملحًّا.

إن إعادة تدوير إطارات المركبات يشير إلى إعادة استعمالها أو إعادة تصنيعها بدلًا من التخلص منها. وبفضل التطور التكنولوجي، أصبح بإمكاننا اليوم استغلال المواد المكونة للإطارات المستعملة لصنع منتجات جديدة ومفيدة.

ومن الجوانب المهمة لإعادة تدوير الإطارات أنها تُسهِم في الحفاظ على الموارد الطبيعية؛ حيث يمكننا استعمال المواد القابلة للتدوير من الإطارات في صناعة غيرها من المنتجات بدلًا من استهلاك الموارد الطبيعية الأخرى.

بالإضافة إلى الفوائد البيئية، يمكن أن تكون إعادة تدوير إطارات المركبات أيضًا مصدرًا للدخل والتشغيل. يمكن للأفراد والشركات أن يحققوا ربحًا من جمع وتدوير الإطارات المستعملة وبيعها في الأسواق المحلية والعالمية، وهذا بالتأكيد يُسهِم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.

ولا يمكننا تجاهل الحقيقة أن التدوير الفعال لإطارات المركبات يتطلب التعاون بين الحكومات والشركات والأفراد. يجب توفير بنية تحتية قوية لجمع وتجهيز الإطارات المستعملة وتحويلها إلى منتجات جديدة. ويجب أيضًا تطبيق قوانين وتشريعات صارمة للحد من التخلص غير القانوني من الإطارات وتنظيم عمليات التجميع والتدوير.

ولا شك في أن إعادة تدوير إطارات المركبات تُعَد تحديًا، ولكنها تمثل أيضًا فرصة لتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، ومن خلال التعاون والتوعية والاستثمار في تكنولوجيا التدوير، يمكننا أن نحقق تحولًا إيجابيًا في كيفية التعامل مع الإطارات المستعملة والحد من تأثيرها السلبي في البيئة.

إن التدوير الفعال لإطارات المركبات ليس مجرد واجب بيئي، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل صحي ونظيف للأجيال القادمة. في هذا المقال، سنتناول كيفية تدوير إطارات المركبات وأهمية القيام بذلك، ونسلط الضوء على الفوائد البيئية والاقتصادية التي يمكن أن تحققها هذه العملية.

خطوات إعادة تدوير إطارات المركبات

تتضمّن عملية تدوير الإطارات عدة خطوات وتكنولوجيات مختلفة، فيما يلي نظرة عامة على كيفية تدوير الإطارات:

1. جمع الإطارات المستعملة: تُجمَع الإطارات المستعملة من مختلف المصادر مثل ورش إصلاح السيارات ومحلات بيع الإطارات ومراكز صيانة المركبات. يمكن أن تُجمَع الإطارات بوساطة شركات تخصص في جمع النفايات.

مشروع لإعادة تدوير إطارات المركبات
مشروع لإعادة تدوير إطارات المركبات - الصورة من "سويس إنفو"

2. فحص الإطارات وتصنيفها: بعد جمع الإطارات، تُفحَص لتحديد حالتها ومدى صلاحيتها للتدوير. تُصَنَّف الإطارات بناءً على معايير مثل الحجم والموديل والعمر وحالة المطاط. تُفصَل الإطارات المتضررة أو ذات العمر الكبير لإعادة تصنيعها بطرق مختلفة.

3. تجهيز الإطارات: بعد التصنيف، تُجَهَّز الإطارات للتدوير. يتم ذلك عن طريق إزالة الأجزاء غير المرغوب فيها مثل الصمامات والصفائح المعدنية والمواد الأخرى الملصقة على الإطار. يمكن استعمال أدوات ميكانيكية أو آلات خاصة لهذا الغرض.

4. تقطيع الإطارات: بعد التجهيز، تُقَطَّع الإطارات إلى قطع صغيرة. يتم ذلك عن طريق استعمال ماكينات تقطيع خاصة تعمل بوساطة شفرات حادة. يعتمد حجم القطع وشكلها على الاستعمال النهائي المرجو للإطارات المستعملة.

5. تجهيز المواد المكونة للإطارات: بعد تقطيع الإطارات، تُجَهَّز المواد المكونة للإطارات لإعادة التصنيع. عادةً ما تُجَفَّف المواد وتُغسَل لإزالة الشوائب والملوثات الأخرى.

6. إعادة تصنيع المواد: يُعَاد تصنيع المواد المكونة للإطارات المستعملة بوساطة تقنيات مختلفة. يمكن استعمال المطاط المجروش لصنع أرضيات الملاعب أو الأرصفة أو الألواح المطاطية. ويمكن أيضًا استعمال الألياف في صناعة الألواح العازلة أو الحشوات.

التقنيات المستعملة في إعادة التدوير

تتضمّن التقنيات المستعملة في إعادة تدوير إطارات المركبات مجموعة متنوعة من العمليات والآلات. من بين هذه التقنيات:

1. آلات تقطيع الإطارات: تستعمل لتقطيع الإطارات إلى قطع صغيرة ومتجانسة. تتوافر آلات تقطيع ذات تقنيات مختلفة مثل القطع بالشفرات أو القطع بالقوة الضاغطة.

2. ماكينات غسيل المواد وتجفيفها: تُستعمل لغسل وتجفيف المواد المستخرجة من الإطارات المستعملة. تُنَظَّف المواد المكونة للإطارات لإزالة الأوساخ والشوائب وتجفيفها بعد ذلك.

3. ماكينات فصل المواد: تُستَعمل لفصل المواد المختلفة المكونة للإطارات مثل المطاط والألياف والمعادن. يمكن أن تستعمل تقنيات مثل الفصل الجاذبي أو الفصل بالتعويم لفصل المواد المختلفة بناءً على خواصها.

4. ماكينات صنع المنتجات: تُستَعمل لتحويل المواد المكونة للإطارات إلى منتجات جديدة. قد تشمل هذه الماكينات صنع الألواح المطاطية، وإنتاج الأرضيات المطاطية، وصناعة الألياف المعزولة، وتصنيع المنتجات البلاستيكية الأخرى.

وتهدف هذه التكنولوجيات إلى استغلال المواد المكونة للإطارات بشكل فعّال والحد من التلوث البيئي الناجم عن التخلص غير الآمن من الإطارات المستعملة. تستعمل العديد من الدول في جميع أنحاء العالم تلك الآليات لتدوير الإطارات وتحقيق الفوائد البيئية والاقتصادية المرتبطة بها.

مصنع لإعادة تدوير إطارات المركبات
مصنع لإعادة تدوير إطارات المركبات في سلطنة عمان - الصورة من منصة "مسقط ويفز كونسلتانسي"

الفوائد البيئية من تدوير إطارات المركبات

1. تقليل التلوث: إعادة تدوير إطارات المركبات تُسهِم في تقليل التلوث البيئي الناتج عن التخلص غير الآمن من الإطارات المستعملة؛ إذ تمنع إلقاء الإطارات في المواقع العشوائية أو حرقها؛ فحرق الإطارات المركبات يكوّن موادّ سامّة ملوثة تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية وتسبب تلوثًا بيئيًا خطيرًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب حرق الإطارات في إطلاق غازات سامة وعوادم ضارة بالهواء.

2. توفير الموارد الطبيعية: تدوير الإطارات يُسهِم في استغلال الموارد الطبيعية بشكل أكثر فاعلية. فعندما يُعَاد تصنيع الإطارات المستعملة، تُستَعمل المواد المكونة لها (مثل المطاط والألياف والمعادن) لإنتاج منتجات جديدة. وبذلك، يمكن تقليل الحاجة إلى استعمال المواد الأولية واستغلال المزيد من المواد المعاد تدويرها.

3. توفير الطاقة: إعادة تدوير إطارات المركبات تُسهِم كذلك في توفير الطاقة. فعند إعادة تصنيع الإطارات، تتوافر الكميات الهائلة من الطاقة التي يتطلبها إنتاج الإطارات الجديدة من الصفر. فعملية إنتاج الإطارات الجديدة تتطلب استعمال النفط والطاقة الكهربائية والمياه والمواد الكيميائية، وهذا يتسبب في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستنزاف الموارد الطبيعية.

4. تقليل النفايات: تدوير الإطارات يُسهِم في تقليل كمية النفايات التي تُرسَل إلى مكبات النفايات. فبدلًا من التخلص من الإطارات المستعملة في المكبات، يتم جمعها وتجهيزها لإعادة التصنيع؛ ما يحد من حجم النفايات ويقلل من الاحتياج لإنشاء مزيد من مكبات النفايات.

5. تخفيض انبعاثات الكربون: إعادة تدوير إطارات المركبات تُسهِم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ فعند حرق الإطارات أو تحللها في المكبات، تنطلق غازات مثل أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت والهيدروكربونات المتطايرة إلى الهواء. وهذه الغازات تُعَد من أبرز مسببات تغير المناخ وتؤثر في صحة البيئة والإنسان.

بالإضافة إلى الفوائد البيئية المذكورة، يمكن أن يُسهِم تدوير إطارات المركبات في توفير فرص عمل جديدة بصناعة إعادة التدوير وتصنيع المنتجات المشتقة من الإطارات المستعملة.

بشكل عام، يمكن القول إن تدوير إطارات المركبات يُسهِم في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، ويقلل من التلوث والتغير المناخي، ويعزز الاستدامة البيئية.

الجدوى الاقتصادية لإعادة تدوير إطارات المركبات

1. خلق فرص عمل: تدوير الإطارات يمكن أن يعزز الاقتصاد المحلي ويولّد فرص عمل جديدة في صناعة إعادة التدوير وتصنيع المنتجات المشتقة من الإطارات المستعملة. فتشجيع تدوير الإطارات يُسهِم في إنشاء وظائف للعاملين في عمليات جمع الإطارات المستعملة، وفرزها، وتجهيزها، وإعادة تصنيعها. كما يمكن أن تؤدي زيادة الطلب على المنتجات المشتقة من الإطارات المعاد تدويرها إلى إنشاء وظائف في مجالات مختلفة.

2. توفير الموارد الطبيعية: تدوير الإطارات يُسهِم في استغلال الموارد الطبيعية بشكل أكثر فاعلية؛ ما يمكن أن يؤدي إلى توفير الموارد المالية؛ فعند إعادة تصنيع الإطارات المستعملة، تُستَعمل المواد المكونة لها بدلًا من استعمال المواد الأولية التي تكلف المزيد من النفقات، ومن ثَم يمكن تحقيق توفير ملحوظ في تكاليف إنتاج المنتجات المشتقة من الإطارات.

3. تعزيز الابتكار والتكنولوجيا: تدوير الإطارات يمكن أن يعزز الابتكار وتطوير التكنولوجيا في صناعة إعادة التدوير؛ فعملية تدوير الإطارات تتطلّب تطوير تقنيات وعمليات متقدمة لفصل المواد وتنقيتها وإعادة تصنيعها بطرق فعّالة وآمنة؛ ومن ثَم يمكن أن يحفز تدوير الإطارات الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير؛ ما يُسهِم في تطوير الصناعات المستدامة.

4. تعزيز الاستدامة الاقتصادية: تدوير الإطارات يمكن أن يعزز الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل؛ فعند تدوير الإطارات بشكل فعال، يتم تقليل الاعتماد على الموارد الأولية وتوفير التكاليف؛ ما يُسهِم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية للمجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، تسهم إعادة تدوير إطارات المركبات في تحسين صورة الشركات والمؤسسات من خلال ممارسة الأعمال المستدامة والمسؤولة؛ ما يمكن أن يؤدي إلى جذب المستهلكين المهتمين بالاستدامة وزيادة الطلب على منتجاتهم.

حرق إطارات السيارات
حرق إطارات السيارات

تحديات إعادة تدوير إطارات المركبات

تواجه إعادة تدوير إطارات المركبات عدة تحديات؛ من بينها:

1. جمع الإطارات المستعملة: تشير إحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الإطارات المستعملة لا تُجمَع بشكل صحيح وقانوني. قد يكون السبب في ذلك نقص البنية التحتية والتسهيلات اللازمة لجمع الإطارات المستعملة من المستهلكين وتوجيهها إلى وحدات إعادة التدوير المعتمدة. قد تكون التكاليف المرتبطة بجمع الإطارات ونقلها أيضًا عائقًا، خاصة في المناطق النائية أو البعيدة عن مراكز التدوير.

2. التلوث البيئي: يمكن أن يكون تدوير الإطارات مهمة صعبة ومعقّدة بسبب التلوث البيئي الناجم عن عمليات التدوير؛ فعمليات تحويل المطاط والمواد الكيميائية الأخرى المستعملة في تصنيع الإطارات يمكن أن تتسبّب في انبعاثات ضارة للبيئة، مثل الغازات السامة والتلوث المائي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يترتب على عمليات التدوير إنتاج مخلفات تؤثر في البيئة إذا لم يُتَعامَل معها بشكل صحيح.

3. التكنولوجيا والتحديثات: تطوير التكنولوجيا والعمليات المستعملة في تدوير الإطارات هو تحدٍّ آخر؛ فتحويل الإطارات المستعملة إلى منتجات معاد تصنيعها يتطلب استعمال تقنيات ومعدات متقدمة لفصل المواد المختلفة وتنقيتها. قد يكون الحصول على هذه التقنيات والمعدات ذا تكلفة مرتفعة؛ ومن ثم يكون من الصعب للعديد من الدول أو الشركات الاستثمار فيها.

4. الطلب على المنتجات المشتقة: قد يكون التحدي الأخير هو الطلب المحدود على المنتجات المشتقة من الإطارات المعاد تدويرها. قد يكون هناك تحدٍّ في إيجاد أسواق مستدامة ومستقرة لهذه المنتجات؛ ما يؤدي إلى تراكم الإطارات المستعملة وزيادة تكاليف إعادة التدوير. يعتمد الطلب على المنتجات المشتقة من الإطارات بشكل كبير على المستهلكين والشركات التي تفضّل في بعض الأحيان استعمال المنتجات التقليدية.

5. التشريعات والسياسات: تواجه صناعة تدوير الإطارات تحديات في التشريعات والسياسات المتعلقة بالبيئة والصحة والسلامة. قد تفرض الحكومات قيودًا ومتطلبات صارمة على معالجة وتصنيع الإطارات المستعملة، وقد يكون من الصعب على الشركات الالتزام بهذه المتطلبات والامتثال لها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون التشريعات غير موحّدة بين البلدان والمناطق؛ ما يؤدي إلى تباين في معايير الجودة والسلامة.

ولحل هذه التحديات، يجب إيلاء اهتمام كبير لتطوير البنية التحتية لجمع وتدوير الإطارات المستعملة، بالإضافة إلى تعزيز البحث والابتكار في تكنولوجيا إعادة التدوير وتصنيع المنتجات المشتقة.

يجب أيضًا أن تتبنّى الحكومات سياسات وتشريعات مناسبة لتشجيع وتعزيز تدوير الإطارات وضمان الامتثال للمعايير البيئية والصحية والسلامة. وبالطبع، توعية المستهلكين حول أهمية التدوير وشراء المنتجات المشتقة من الإطارات المعاد تدويرها تؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز الاستدامة والاقتصاد الدائري.

يمكن القول إن تدوير إطارات المركبات هو تحدٍّ مهم يواجه المجتمعات اليوم. تتطلب هذه العملية جهودًا مشتركة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المستهلكين، للتعامل مع التحديات المتعلقة بجمع الإطارات المستعملة وتدويرها بشكل صحيح وفعّال.

مع تطور التكنولوجيا والابتكار، يمكن تحسين عمليات التدوير وتحويل الإطارات المستعملة إلى منتجات جديدة ومشتقة. يجب أن تعمل الحكومات على إنشاء تشريعات وسياسات ملائمة لتشجيع ودعم صناعة تدوير الإطارات وضمان الامتثال للمعايير البيئية ومعايير الصحة والسلامة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يلعب المستهلكون دورًا فعالًا في دعم التدوير عن طريق شراء المنتجات المشتقة من الإطارات المعاد تدويرها والتوعية حول أهمية الاستدامة والاقتصاد الدائري.

من خلال تحقيق التقدم في هذا المجال، يمكننا تحقيق فوائد بيئية واقتصادية مهمة؛ بما في ذلك تقليل التلوث وتوفير الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل جديدة؛ لذا يجب أن نعمل معًا للتغلب على التحديات وتعزيز تدوير إطارات المركبات والمساهمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.

* مهندسة هبة محمد إمام.. خبيرة دولية واستشارية بيئية مصرية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق