سلايدر الرئيسيةالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازعاجلغاز

مصادر: الجزائر لن تقطع الغاز عن إسبانيا.. والمغرب يؤمن إمداداته

ياسر نصر

عاد الحديث عن قطع إمدادات الغاز الجزائري عن إسبانيا يطل برأسه من جديد، مع تحركات في مدريد لتغيير ملكية شركة ناتورجي، على الرغم من عدم صدور بيانات رسمية.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر جزائرية في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن العقود المبرمة بين سوناطراك وناتورجي لا تسمح بوقف الإمدادات لمجرد التغير في هيكل الملكية.

وشددت المصادر على أن الجزائر لا يمكنها المخاطرة بمكانتها في سوق الغاز بخطوة فسخ التعاقد، والتي بموجبها ستصبح مصدرًا غير موثوق للإمدادات في الأسواق العالمية.

كانت الجزائر قد تصدّرت قائمة أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا في عام 2023، بـ94.9 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، و21.4 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، مقارنة بـ101.0 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي، و5.4 تيراواط/ساعة من الغاز المسال في عام 2022.

وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).

قطع الغاز عن إسبانيا

يوم الإثنين 6 مايو/أيار (2024) خرجت تكهنات نشرتها صحيفة "الجزائر الآن" أن الجزائر ستلغي تسليماتها من الغاز إلى ناتورجي، إذا بيعت أسهم الشركة الإسبانية لشركة أخرى.

يأتي ذلك بعد إعلان شركة طاقة الإماراتية دخولها في محادثات مع أكبر 3 مساهمين في ناتورجي، مما قد يؤدي إلى عرض محتمل للاستحواذ الكامل على أكبر شركة للغاز الطبيعي في إسبانيا.

وتملك شركة ناتورجي حصة في خط أنابيب رئيس للغاز بين إسبانيا والجزائر، فضلًا عن عقود رئيسة مع شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية، التي تزوّد إسبانيا بالغاز عبر خط أنابيب.

كما تمتلك ناتورجي أيضًا عقدًا طويل الأجل لاستيراد نحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الروسي سنويًا.

أحد مشروعات شركة ناتورجي لإسبانية
أحد مشروعات شركة ناتورجي لإسبانية - أرشيفية

يقول المصدر الجزائري في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: إن "الخطوة المتوقعة في حالة نقل أيّ ملكية إلى شركة طاقة الإماراتية، هي عدم تجديد الاتفاق مع إسبانيا بعد انتهاء العقد الحالي".

وقال مصدر آخر مطّلع في وزارة الطاقة الجزائرية: إن "العقد الحالي بين سوناطراك وناتورجي ينتهي عام 2030".

وكانت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) قد أكدت في أبريل/نيسان عزمها توسيع أعمالها في أوروبا، مستهدفة الاستحواذ الكامل على شركة ناتورجي الإسبانية، إذ دخلت في مفاوضات مع صندوقي "جي آي بي" و" سي في سي" بشأن استحواذ محتمل على حصصهما.

ويتطلب القانون الإسباني تقديم عرض شراء إلزامي عندما يرغب المشتري في الاستحواذ على أكثر من 30% من أيّ شركة مساهمة عامة، وهو ما سينتج عنه أكبر استحواذ لشركة إماراتية على شركة أوروبية.

وتعمل شركة طاقة المُدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية في 11 دولة عبر 4 قارات، منها 4 بلدان عربية هي السعودية والعراق وسلطنة عمان والمغرب.

الرد الإسباني

من جانبها، أكدت شركة الطاقة الإسبانية ناتورجي أن عقودها لتوريد الغاز مع الجزائر لا تتضمن أيّ بنود قد تتأثر بالتغييرات في هيكل مساهمتها.

وقال متحدث باسم الشركة: "لم يكن هناك أيّ بنود في عقود التوريد (العقود الحالية تنتهي في 2030/2031) تتأثر بالتغييرات المحتملة في مساهمة أيّ من الطرفين"، حسبما ذكرت رويترز.

وأضاف: "في الواقع، حدثت مثل هذه التغييرات بالمساهمين في الماضي، ولم يكن لها أيّ تأثير في أداء العقود".

تمتلك ناتورجي عقود غاز مع شركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية سوناطراك بنحو 5 مليارات متر مكعب سنويًا، وفقًا للأرقام التي قدّمتها الشركة الإسبانية للسوق في 2022، كما يتفاوض الطرفان على الأسعار لعام 2023 بأثر رجعي و2024.

وشكّل الغاز الجزائري ما يقرب من ثلث إجمالي واردات إسبانيا من الغاز في الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري، وفقًا لبيانات من شركة إناجاس الإسبانية لتشغيل شبكة الغاز.

ويأتي الجزء الأكبر من الإمدادات عبر خط أنابيب ميدغاز، إذ تعدّ ناتورجي شريك أقلية، وتمتلك سوناطراك حصة 51%، كما تملك سوناطراك حصة تبلغ نحو 4% في ناتورجي.

وأشادت ناتورجي بعلاقتها الممتدة منذ أكثر من 50 عاما مع سوناطراك، مؤكدة: "خلال كل هذه السنوات، لم تحدث أيّ انتهاكات من قبل أيّ من الطرفين، ولم تُنتَهَك العقود حتى في الأوقات الحساسة سياسيًا على ضفّتي البحر الأبيض المتوسط".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة- قائمة أكبر مصدّري الغاز الطبيعي والمسال إلى إسبانيا، منذ عام 2022، حتى مارس/آذار 2024:

أكبر مصدري الغاز الطبيعي والمسال إلى إسبانيا (2022-2024)

الموقف المغربي

ربطَ عدد من المتابعين التهديدات التي صدرت بقطع الغاز من الجزائر عن إسبانيا حال نقل ملكية ناتورجي، بحالة التقارب بين المغرب والإمارات واستثمارات الأخيرة المتنامية في الرباط، مما قد يجعل إمدادات سوناطراك من الغاز تتدفق في الاتجاه العكسي إلى المملكة.

من جانبها، قالت مصادر مغربية في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "لسنا طرفًا في المهاترات الحالية حول أزمة نقل ملكية إحدى الشركات الإسبانية، ومن غير المقبول الزجّ باسم المملكة".

وشددت المصادر المغربية على أن الرباط تؤمّن احتياجاتها بعيدًا عن الغاز الجزائري تمامًا، منذ وقف تجديد اتفاق التصدير عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، ولديها عقود استيراد من السوق الدولية.

وتمتلك شركة طاقة الإماراتية 85% من رأسمال شركة "طاقة المغرب" التي تدير أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، والواقعة في منطقة الجرف الأصفر وسط المغرب، وتضم المحطة 6 وحدات تبلغ قدرتها الإنتاجية 2056 ميغاواط، وتخطط لضخّ استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة والهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق