النشرة الاسبوعيةتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعات

رئيس شركة إنجي الفرنسية في السعودية: خطة توسع ضخمة.. وهذه أهدافنا للهيدروجين (حوار)

عبدالرحمن صلاح

كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنجي الفرنسية في السعودية محمد الحجاج، عن تطورات خطة عمل الشركة واستثماراتها في المملكة، والشراكة التي تديرها مع قطاع الطاقة السعودي.

وتحدّث "الحجاج"، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، عن الأهمية التي توليها "إنجي" للتوسع بقطاع الطاقة المتجددة، وخاصة في السعودية، في إطار خطط المملكة لتحقيق الحياد الكربوني.

وبحسب تصريحات الرئيس التنفيذي؛ فإن الشركة توفّر خلال الوقت الحالي أكثر من 8% من الكهرباء في المملكة و17% من المياه المحلاة، في إطار التزام شركة إنجي بدعم احتياجات البلاد من الطاقة والمياه بصفة خاصة.

كما تحدّث عن أبرز اهتمامات الشركة، وتوجهها إلى قطاع الهيدروجين الأخضر، سواء في السعودية أو الصعيد العالمي، إلى جانب دعم تكنولوجيا تحلية المياه.

وإلى نص الحوار:

• ما أبرز المشروعات التي تنفّذها الشركة حاليًا في السعودية؟

بصفتها لاعبًا عالميًا في مجال الطاقة والحلول منخفضة الكربون، تفخر شركة إنجي بتطويرها وامتلاكها مجموعة من المرافق في المملكة العربية السعودية لتوليد الكهرباء، والبخار والمياه، وإنتاج أكثر من 7.6 غيغاواط من الكهرباء، و1.8 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا.

بدأت "إنجي" في المملكة منذ أكثر من 20 عامًا، وتشمل حلولنا محطات الطاقة وتحلية المياه، وكفاءة الطاقة، والطاقة الشمسية الموزّعة، والمرافق الميدانية؛ دعمًا للمملكة في هذا القطاع ومشاركتها الانتقال إلى إنتاج الهيدروجين وتصديره.

وتتّسق مشاركة إنجي في هذه المشروعات مع رؤية القيادة الرشيدة للمملكة 2030، التي تتضمّن المساهمة الفاعلة لمصادر الطاقة المتجددة في المملكة والتي تعكس التزامها بالاستدامة.

علاوةً على ذلك، تُعَد استثمارات وشراكات إنجي القوية دليلًا على دعم أهداف هذه الرؤية الطموحة، وتشكّل أبرز مشروعاتنا -مثل الجبيل 3B ومحطة تحلية ينبع 4- شهادة على هذا الدعم.

محطة الجبيل B3 لتحلية المياه في السعودية
جان من احتفالية وضع حجر أساس محطة الجبيل B3 لتحلية المياه في السعودية - الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة إنجي

• البعض يرى أن التقنيات الحديثة لتحلية المياه مكلّفة مقارنة بالطرق التي تعتمد على الوقود.. كيف ترى ذلك؟

هناك عديد من الطرق المستَعملة في تحلية المياه، وفي حين أن التحلية الحرارية تُشكِّل حلًا أقل تكلفة من حيث الإنتاج؛ فإن تكاليفها البيئية في الواقع أكبر بكثير.

ولهذا، نجد أن تقنيات التناضح العكسي هي الأكثر كفاءة، والتي تعتمد على متطلّبات طاقة منخفضة، وتكاليف تشغيل أقل مقارنة بنظيراتها.

وعلى مدى العقود الماضية، وباستعمال تقنيات التناضح العكسي، انخفضت تكلفة إنتاج المياه المحلاة من مياه البحر بشكل ملحوظ، ويُعزى الجزء الأكبر من تكاليف الإنتاج للمراحل الأولى من بناء هذه التقنية، إلا أن تكلفتها التشغيلية غالبًا ما تكون ذات ميزة مقارنة بالتقنيات التقليدية الأخرى الأكثر استهلاكًا للوقود.

• هل الاعتماد على تقنيات مثل التناضح العكسي يُحمِّل العميل أسعارًا أعلى مقارنةً بالطرق العادية؟

يُعتَمد على التناضح العكسي بشكل استثنائي في توفير مياه الشرب للاستهلاك المنزلي؛ ما يجعله الخيار المفضّل لتحلية المياه، خاصةً في مناطق ندرة المياه، كما هو الحال في الشرق الأوسط، وتساعد العديد من التحسينات التكنولوجية في هذا المجال على تقليل التكاليف بمرور الوقت.

وتماشيًا مع هدفها العالمي المتمثّل في تحقيق الحياد الكربوني بصفتها شركة طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2045؛ تواصل إنجي البحث عن طرق مبتكرة لإزالة الكربون من عملياتها خلال سعيها لتبنّي حلول جديدة تحقق الكفاءة والاستدامة.

وتستفيد الشركة من خبرتها الواسعة في مجال تحلية المياه للتركيز على تطوير الأصول التي تعتمد على تقنيات التناضح العكسي في عملياتها.

• ما الآثار البيئية لاتباع هذه الأساليب في تحلية المياه؟ وما حجم الخفض المقدّر للانبعاثات من مشروعات الشركة في السعودية؟

شركتنا تؤمن بأن التنفيذ الإستراتيجي والتقدم التكنولوجي يمكن أن يخففا من الآثار البيئية لهذه التقنية، وربما أبرز الأمثلة على هذا أحد مشروعاتنا الرائدة لتحلية المياه في السعودية؛ حيث نقوم فيه بدمج مصادر الطاقة المتجددة لتلبية الطلب على المياه المحلاة.

وتُسهِم هذه الحلول بشكل فعّال في الحد من البصمة البيئية لهذه التكنولوجيا، وتوفير الوصول إلى المياه وتعزيز أهداف الاستدامة في المملكة.

• لماذا تتركّز غالبية مشروعاتكم في السعودية على تحلية المياه؟

شركة إنجي وصلت إلى المنطقة قبل 30 عامًا بهدف تطوير المنشآت العاملة بطاقة الغاز، والتي تُعَد المياه منتجًا ثانويًا لها.

ومع زيادة الطلب على طاقة الغاز، زاد إنتاج المياه؛ ومن ثَم فإن مراكزنا زادت التركيز على عمليات تطوير تكنولوجيا تكرير وتنقية المياه بتقنية تحلية مياه البحر الوميضية والتقطير متعدد التأثير، ونورّد حاليًا أكثر من 1.8 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في المملكة العربية السعودية.

وتتمثّل أهمية هذه التكنولوجيا في توفير مصادر مياه آمنة ومستدامة؛ إذ يُشكِّل هذا الدعم جزءًا لا يتجزّأ من دعمنا المستمر للمملكة في سعيها لتحقيق أهداف الحياد الكربوني 2045.

• كم يبلغ حجم مساهمتكم في قطاع الطاقة السعودي؟ وهل هناك خطط لزيادتها؟

الشركة تُسهِم في البنية التحتية للمملكة؛ حيث نوفّر حاليًا أكثر من 8% من الكهرباء و17% من المياه المحلاة، وتمثّل هذه المساهمة التزامنا بدعم احتياجات البلاد من الطاقة والمياه، بل تُسلِّط الضوء أيضًا على الفرص الهائلة لمزيد من التوسع في المملكة العربية السعودية، وهو احتمال أكبر بكثير من الأسواق الأوروبية؛ لكونها أكثر تشبّعًا.

وبينما نتطلّع إلى المستقبل، تعمل إنجي على مواءمة أهداف الاستدامة العالمية، وتلتزم بخريطة طريق طموحة.

أما على الصعيد العالمي؛ فبحلول عام 2035، نهدف إلى تحقيق 80 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة، وإنتاج 9.1 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، وتطوير 4 غيغاواط من الهيدروجين المتجدد.

تُرَسَّخ هذه الأهداف في إستراتيجيتنا، ليس فقط لدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ولكن أيضًا للمساهمة الفعّالة في التحول العالمي للطاقة.

• ما أبرز القطاعات الجديدة التي تعتزم الشركة الدخول إليها؟

تتمثّل خبرة إنجي في توفير حلول الطاقة منخفضة الكربون، ونعتمد في هذا على التركيز على جميع مصادر الطاقة المتجددة وحلول التخزين وتكنولوجيا إزالة الكربون الصناعي وتحلية المياه والهيدروجين.

وفي الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتحقيق رؤيتها لعام 2030، نعمل على تسخير جميع خبراتنا وتكثيف الجهود لتحقيق هدف السعودية في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

يحمل الهيدروجين أيضًا أهمية كبيرة في تشكيل مستقبل مستدام للطاقة، وتُعَد إنجي في طليعة هذا التحول، ولتحقيق هذه الغاية، وقّعنا اتفاقية تعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن التطوير المشترك لمشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في المملكة العربية السعودية.

• هل تدرس إنجي الدخول في تحالفات مع شركات محلية وعالمية -مثل أكوا باور، مصدر، إنفينيتي- لتنفيذ مشروعات طاقة نظيفة في السعودية؟

تسعى شركة إنجي دائمًا لتشكيل التحالفات الهادفة إلى تحقيق الريادة والابتكار.

ولدينا حاليًا تحالفات مع كيانات محلية مثل تحالف "نسما" و"موه" وكذلك "عجلان وإخوانه"، بالإضافة إلى الكيانات الدولية لمشروعاتنا، وسنواصل التعاون مع الشركاء المحتملين لإنشاء مشروعات ناجحة.

• كيف تنظر إلى خطط السعودية في مجالات تحلية المياه والطاقة النظيفة؟

تُعَد خطط المملكة مستقبلية وابتكارية، وعليه ندرك الأهمية الإستراتيجية لمحطات تحلية المياه الـ3 التي نُشَغِّلها، وستزداد أهميتها في الأعوام المقبلة مع نمو الطلب.

كما أن قضية ندرة المياه ليست مجرد قضية إقليمية فحسب، بل هي على الصعيد العالمي أيضًا؛ إذ انخفضت موارد حصة المياه العذبة للفرد بنسبة 20% في العقود الماضية مع تدهور توافر المياه وجودتها.

ويُعَد التزام إنجي بتشغيل وتوسيع محطات تحلية المياه استجابةً فعالةً لقضية ندرة المياه ومبادرة استباقية ضد الأزمة المتنامية؛ ما يُشكِّل شاهدًا على تفانينا في الإدارة المستدامة لموارد المياه وريادتنا في معالجة القضايا البيئية على مستوى العالم.

• من وجهة نظرك.. كيف يمكن لدول الخليج خاصة والدول العربية بصفة عامة مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ فيما يخص ندرة المياه؟

يمكن لدول الخليج أن تقول بكل فخر "إننا أصبحنا قادة العالم عندما يتعلّق الأمر بتحلية المياه"؛ فالخبرة والحجم الهائل المتمثّل في كل من حجم الإنتاج وعدد المصانع دليل كافٍ على ريادة إنجي لحلول الطاقة والمياه في المنطقة.

وإضافة إلى تركيز ريادتنا في التقدم التكنولوجي والعروض؛ فإننا نسعى أيضًا إلى تصدير هذه الثروة المعرفية إلى جميع أنحاء العالم.

• من وجهة نظرك.. هل تستطيع الطاقة المتجددة تعويض مصادر الطاقة التقليدية لتأمين الطلب المستقبلي؟

يُعَد الغاز الطبيعي مصدر طاقة رئيسًا مساعدًا للانتقال إلى بنية تحتية منخفضة الكربون، ويُعزَى ذلك إلى بصمته الكربونية المنخفضة مقارنةً بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.

كما يمثّل مصدرًا مهمًا لخفض الانبعاثات في هذا القطاع، ولا سيما عن طريق استبدال الفحم، بالإضافة إلى أنه يعزّز تكامل الطاقات المتجددة من خلال ضمان شبكة كهرباء متوازنة تُسهِم في إدارة التكاليف.

إن تحقيق هذا الهدف ممكن، ولكن يجب أن يكون هناك دعم عالمي واسع النطاق بتعزيز الفرص الاستثمارية في جميع المجالات المرتبطة بالطاقة النظيفة.

مشروع الطاقة الشمسية التابع لشركة إنجي الفرنسية في مدينة حرض السعودية
مشروع الطاقة الشمسية التابع لشركة إنجي الفرنسية في مدينة حرض السعودية - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وتهدف المملكة العربية السعودية إلى توليد 50% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من أن مصادر الطاقة المتجدّدة شكّلت قرابة 80% من جميع قدرات توليد الطاقة الجديدة في عام 2021؛ فإنها ما زالت تمثّل 4% فقط من مزيج الطاقة الإجمالي.

ولذلك، سيتطلب الحفاظ على أمن الطاقة العالمي أن تظل مصادر الطاقة التقليدية جزءًا من المزيج في المستقبل المنظور، ولا يتحقّق الانتقال الطاقي إلا بعد استثمار الوقت والجهد الكافيين لضمان أمن الطاقة العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق