التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطرئيسيةنفط

تراجع صادرات النفط الكويتي يضع مصافي التكرير الآسيوية في أزمة

وضع تراجع صادرات النفط الكويتي خلال الأشهر الأخيرة مصافي التكرير الآسيوية في أزمة، إذ تبحث عن بدائل لتغطية احتياجاتها من الخام مع خططها لزيادة إنتاج المشتقات النفطية.

وتبحث المصافي الآسيوية عن النفط الخام، ليحل محل المعروض الكويتي، بعد أن خفّض عضو أوبك الصادرات بنحو 20%، لتغذية مصفاته الجديدة الضخمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ودفع تراجع صادرات النفط الكويتي إلى ارتفاع أسعار خامات أخرى عالية الكبريت، إذ من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، والضغط على هوامش ربح مصافي التكرير، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وتعمل الكويت، أحد أكبر منتجي أوبك، على زيادة صادراتها من المشتقات النفطية إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين، بعد أن أدت العقوبات الغربية على روسيا إلى تغيير طرق تجارة الطاقة.

تخفيضات أوبك+

جاء انخفاض صادرات النفط الكويتي بالتزامن مع تخفيضات السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، التي دفعت أسعار خام برنت إلى ما يقرب من 90 دولارًا للبرميل.

وتواجه مصافي التكرير في آسيا، التي تعتمد على الشرق الأوسط في تأمين أكثر من ثلثي وارداتها من الخام، نقصًا حادّا في الإمدادات مع تراجع الإمدادات من دول الخليج.

عمال في أحد مشروعات النفط الكويتية
عمال في أحد مشروعات النفط الكويتية - أرشيفية

وقد تعاني مصافي التكرير الصينية، التي استثمرت بكثافة في مصانع جديدة مصممة لمعالجة النفط عالي الكبريت، بصورة خاصة تراجعًا كبيرًا في المعروض.

وخفّفت الخصومات المعروضة على النفط الروسي بعض معاناة مصافي التكرير الآسيوية، إذ حلت محل بعض صادرات النفط الكويتي، إلى حد كبير في الصين والهند.

لكن سيتعيّن على معظم عملاء الكويت الدفع مقابل نفط عالي الجودة من موردين آخرين مثل المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة أو شراء أصناف حلوة باهظة الثمن من مناطق أخرى.

السعودية والإمارات أكبر المرشحين

قال المحلل في شركة الاستشارات ريستاد إنرجي، جانيف شاه: "السعودية والإمارات هما أكبر المرشحين لسد فجوة العرض في الشرق الأوسط، بسبب إنتاجهما وتصديرهما من البراميل متوسطة الكبريت".

وأضاف: "من غير المحتمل أن يكونوا قادرين على تلبية الطلب على النفط بالكامل"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

من جانبه، قال المحلل في إنرجي أسبكتس، سون جيانان، إن التخفيضات المستمرة للإنتاج من منتجي أوبك وحلفائهم والقدرة التكريرية الجديدة المصممة لمعالجة الخام عالي الكبريت قد تؤدي إلى شح المعروض حتى نهاية 2024.

وبحسب بيانات كبلر، تقلصت صادرات النفط الكويتي بنحو 10% إلى 1.61 مليون برميل يوميًا في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022 مع تكثيف مصفاة الزور.

وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى تايوان والصين والهند تراجعت بأكثر من 17% خلال المدة نفسها، في حين انخفضت أحجام باكستان والفلبين وتايلاند إلى الصفر.

مصافي النفط الكويتية

في النصف الثاني، ستتراجع صادرات النفط الكويتي بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا، بانخفاض 18% عن النصف الأول، إذ تحول الإمدادات إلى مصفاة الزور البالغة 615 ألف برميل يوميًا، التي تترقب تشغيل وحدتها الثالثة والأخيرة خلال الأيام المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يبدأ تشغيل مصفاة الدقم في سلطنة عمان -مشروع مشترك مناصفة بين شركتي أوكيو العمانية والبترول الكويتية العالمية- البالغة 230 ألف برميل يوميًا بنهاية عام 2023، ما قد يخفّض صادرات النفط الكويتي بمقدار 100 ألف برميل يوميًا أخرى إلى 200 ألف برميل يوميًا في 2024.

مصفاة الزور
مصفاة الزور في الكويت - أرشيفية

تستهدف الكويت زيادة صادراتها من زيت الوقود منخفض الكبريت والمشتقات النفطية الأخرى، في إطار خطط لزيادة القيمة المضافة من النفط الخام من خلال زيادة قدرات مصافي التكرير.

ومن المتوقع أن ترفع المصفاة، بمجرد تشغيل المرحلة الثالثة، طاقة تكرير النفط في الكويت من 800 ألف برميل يوميًا إلى 1.415 مليون برميل يوميًا.

وقال مصدر مطلع، إن مؤسسة البترول الكويتية أخطرت المشترين بأن الأحجام قد تتقلب كل شهر، ويمكن خفضها مرة أخرى بمجرد تشغيل مصفاة الزور بكامل طاقتها.

المصافي الآسيوية

تأتي ضغوط الإمدادات مع بدء تشغيل مشروعات بأكثر من مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير الصينية الجديدة، إذ بدأت مصفاة شنغهونغ البالغة طاقتها 320 ألف برميل يوميًا ومصنع بتروتشاينا الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 400 ألف برميل يوميًا عملياتها التجارية في وقت سابق من هذا العام.

ومن المقرر أن تبدأ مصفاة يولونغ للبتروكيماويات التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميًا التشغيل التجريبي في الربع الرابع من العام الجاري، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وقال تاجر نفط صيني: "تقريبًا كل المصافي في الصين مصممة لمعالجة النفط الخام متوسط الكبريت بصفة رئيسة"، مضيفًا أن نقص المعروض من شأنه أن يقلل هوامش الربح في المصافي الصينية التي تعاني الطلب الفاتر على المنتجات.

ومن المتوقع أن تنخفض الصادرات إلى المشترين الرئيسين -الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وتايوان- أكثر من أكتوبر/تشرين الأول، بمجرد أن تستأنف الكويت الإمداد إلى مصفاة نغي سون "Nghi Son"، وهي مشروع مشرك مع فيتنام بعد شهرين من أعمال الصيانة المجدولة.

وقال المتحدث باسم شركة فورموزا بتروكيميكال لتكرير النفط التايوانية، كيه واى لين: "جرى أخذ خفض الإمدادات في عام 2023 في الاعتبار في عقدنا الذي نُوقش العام الماضي"، موضحًا أن المفاوضات بشأن التوريد 2024 ستبدأ قريبًا.

وكانت مؤسسة البترول الكويتية قد أبلغت بعض المشترين أن المعروض من خام الكويت قد ينخفض بموجب عقود سنوية جديدة تبدأ في أبريل/نيسان 2023، في إطار خطّتها للتوسع بعمليات التكرير.

وأضاف لين، أن فورموزا قد تحل محل صادرات النفط الكويتي بدرجات مثل خام البصرة المتوسط العراقي وخام الشاهين القطري وخام عمان، مشيرًا إلى أنه بإمكان المصفاة أيضًا معالجة الخام الأميركي الخفيف.

أسعار النفط

قال المحلل لدى إف جي إي، جيمس فوربس، إنه من المتوقع أن تنخفض صادرات النفط الخام في الشرق الأوسط بنحو 8%، أو ما يصل إلى 1.35 مليون برميل يوميًا، في النصف الثاني من عام 2023 عن النصف الأول.

وتشعر مصافي التكرير بنقص الإمدادات، إذ رفع المنتجون في الشرق الأوسط أسعار البيع الرسمية للإمدادات من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول.

وفي مؤشرات على تقلص المعروض، في أغسطس/آب، كان تداول مؤشر دبي القياسي في الشهر الأول 2.11 دولارًا للبرميل أعلى من الشهر الثالث، مقارنة بفارق 1.14 دولارًا في يونيو/حزيران.

وتقلص خصم خام دبي عالي الكبريت مقابل خام برنت بصورة حادة إلى دولار واحد للبرميل من نحو 6 دولارات في بداية العام، وحتى إنه جلب لمدة وجيزة علاوة صغيرة على برنت في يونيو/حزيران.

وقال المحلل في شركة الاستشارات ريستاد إنرجي، جانيف شاه: "اتسع فارق برنت دبي في الآونة الأخيرة، لكننا نرى بعض الاحتمالات للتقلص مرة أخرى إذا زاد الطلب الآسيوي أكثر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق