المغرب والجزائر ضمن أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يوليو

تصدّرت دول الجزائر والمغرب والإمارات العربية المتحدة قائمة أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية لشهر يوليو/تموز 2023، من خلال تعاقدات طويلة الأمد، سواء للبيع أو الشراء.

وتزداد الحاجة إلى الغاز المسال، الذي أصبح فرس الرهان في ظل أزمة الطاقة التي ضربت مختلف بقاع الأرض، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط من العام الماضي (2022)؛ إذ صارت الحاجة إليه أكثر من ذي قبل.

وترصد منصة الطاقة المتخصصة، بشكل شهري، أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، والتي دائمًا ما تأتي دول عربية في صدارة تعاقداتها، ولا سيما أن الغاز المسال في المنطقة العربية أصبح سلعة مطلوبة، بعدما انقطعت إمدادات الغاز الروسية عن كثير من دول أوروبا، ودخل لاعبون جدد إلى هذه السوق المهمة.

الغاز المسال الأميركي إلى بريطانيا

تصدّرت الصفقة بين شركتي سنتريكا البريطانية (المالكة لشركة بريتش غاز) وشركة "دولفين ميدستريم" الأميركية، قائمة أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، خلال شهر يوليو/تموز؛ إذ بموجبها يذهب الغاز المسال الأميركي إلى بريطانيا، لتعويض غياب الغاز الروسي.

ووقّعت الشركتان الاتفاقية، في 11 يوليو/تموز 2023، والتي بموجبها من المقرر أن تستقبل شركة سنتريكا 14 شحنة من الغاز المسال الأميركي، بإجمالي مليون طن سنويًا، وهي كميات تكفي لإنارة نحو 5% من منازل بريطانيا، بحسب بيان نشرته سنتريكا واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتصل قيمة الصفقة إلى نحو 8 مليارات دولار، ومن المقرر أن تشهد بيع أولى شحنات الغاز المسال من ميناء المياه العميقة الذي تعتزم شركة دولفين إنشاءه قبالة سواحل ولاية لويزيانا الأميركية؛ إذ إنه فور اتخاذ قرار الاستثمار النهائي الخاص بالمشروع، ستبدأ عمليات التشغيل بالميناء الجديد، وتسليم أولى الشحنات في 2027.

وكان كبار المسؤولين في كلا الشركتين قد أشاروا إلى أهمية الصفقة التي تأتي ضمن أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يوليو/تموز، ولا سيما فيما يتعلق بضمان أمن الطاقة في بريطانيا، ومعالجة الآثار الفورية لأزمة الطاقة في المستهلكين؛ إذ تتعاظم الحاجة إلى التفكير في سبل إدارة المخاطر المستقبلية وتأمين الإمدادات.

وتأتي الصفقة بين أميركا وبريطانيا في توقيت تتجه فيه أنظار كثير من دول أوروبا نحو الولايات المتحدة، التي أصبحت بديلًا مهمًا لواردات الغاز، بعد انقطاع الإمدادات الروسية عن دول القارة العجوز منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

استيراد الغاز المسال في المغرب

وقّع المغرب، في 14 يوليو/تموز 2023، اتفاقًا مع شركة شل العالمية، تصدّرت أهم وأكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال الشهر، تستهدف تزويد الرباط بالغاز الطبيعي المسال، وذلك في خطوة تهدف إلى ضمان استقرار قطاع الطاقة وأمنها في المملكة، في توقيت تزداد فيه الحاجة إلى الطاقة عالميًا.

ومثّل المغرب في الاتفاقية المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بينما مثّل الشركة العالمية شركة شل الدولية للتجارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف الاتفاقية، التي تتصدّر أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، تزويد المغرب بنصف مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي المسال لمدة 12 عامًا؛ إذ من المقرر بدء توريد الغاز المسال خلال الأعوام الأولى من المواني الإسبانية، عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.

وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي، قد علّقت على الصفقة بالقول إن بلادها دخلت سوق الغاز المسال الدولية للمرة الأولى في 2022، بفضل التعاون المستمر والثقة المتبادلة مع جيرانها.

وأكدت الوزيرة أن الصفقة الجديدة متوسطة المدى من شأنها المساهمة في تعزيز الأمن الطاقي في المغرب، بالإضافة إلى تحسين تنافسية المملكة، وتسريع تنزيل الإستراتيجية الوطنية لإزالة الكربون، وهي أحد الأهداف المناخية.

في الوقت نفسه، تدعم الاتفاقية واردات المغرب من الغاز المسال، ولا سيما أن هذا العقد سيجعل الدولة الواقعة في شمال أفريقيا قادرة على تلبية جزء من احتياجاتها، عبر ضمان توريد الغاز لمحطات الكهرباء المحلية.

الهند تشتري الغاز الإماراتي والفرنسي

خلال شهر يوليو/تموز، وقّعت شركة إنديان أويل الهندية، وهي أكبر شركة تكرير هناك، اتفاقية لشراء الغاز المسال من شركة أدنوك الإماراتية، وشركة توتال إنرجي الفرنسية، في صفقة ضخمة تُعَد من أهم وأكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال الشهر.

وأعلنت الشركة الهندية، في 17 يوليو/تموز 2023، أن أدنوك للغاز ستورّد إليها ما يصل إلى 1.2 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال، لمدة 14 عامًا؛ إذ إن اتفاقية التجارة بين الهند والإمارات تُمكّنها من استيراد الغاز المسال دون دفع ضريبة استيراد بنسبة 2.5%، حسب تقرير لوكالة رويترز، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، من المقرر أن تورد شركة توتال إنرجي الفرنسية ما يصل إلى 800 ألف طن من الغاز المسال سنويًا إلى شركة إنديان أويل، وذلك ضمن الاتفاق الذي نص على أن يكون التوريد لمدة لا تقل عن 10 سنوات، وذلك بداية من عام 2026.

يأتي ذلك في وقت تخطط فيه الهند لزيادة حصة الغاز في مزيج الطاقة لديها إلى 15% بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 6.2% في الوقت الحالي، وذلك ضمن تعهدات الهند المناخية، التي سبق أن قطعها رئيس الوزراء في عام 2021.

بي بي البريطانية وأو إم في النمساوية

ضمن أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يوليو/تموز 2023، يأتي الاتفاق بين شركة النفط البريطانية بي بي وشركة أو إف في النمساوية، وهي اتفاقية شراء وبيع طويلة الأجل، تشتري بموجبها الشركة النمساوية نحو مليون طن من الغاز المسال سنويًا، على مدار 10 أعوام، بداية من عام 2026.

وبموجب الاتفاقية، تزود شركة النفط البريطانية بي بي، شركة أو إم في، بشحنات من الغاز المسال من محفظتها العالمية المتنوعة في مجال الغاز الطبيعي المسال، وفق بيان نشرته شركة النفط البريطانية على موقعها الإلكتروني، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المقرر أن تستقبل النمسا هذه الشحنات، وتعيد تغويزها عبر محطة "غيت" للغاز المسال، التي تقع في مدينة روتردام الهولندية؛ إذ تمتلك الشركة النمساوية هناك حصة كبيرة من الأسهم، ويمكن إرسالها إلى أي محطات أخرى في أوروبا.

على هامش توقيع الاتفاق الذي يمثل أهمية ضمن أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، في 28 يوليو/تموز، قال نائب الرئيس العالمي لتجارة الغاز الطبيعي المسال في شركة النفط البريطانية جونتي شيبارد: إن "بي بي" ترى الغاز المسال جزءًا رئيسًا من تحول الطاقة، بالإضافة إلى كونه جزءًا رئيسًا من خطتها لتصبح شركة طاقة متكاملة.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إو إم في، ألفريد ستيرن، أن إحدى أولويات شركته الرئيسة، هي تعزيز تنوعها في مصادر الإمدادات بما فيها الغاز، سواء من إنتاجها أو المصادر الخارجية، سواء من النرويج أو أي دول أخرى لشراء شحنات غاز مسال إضافية.

صفقة الجزائر وتوتال إنرجي

في 9 يوليو/تموز 2023، عقدت الجزائر واحدة من أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، والتي لم تكن بمثابة اتفاق في مجال الطاقة فحسب، وإنما حجر أُلقي في مياه السياسة الراكدة في علاقات البلدين، التي شهدت حالة من الفتور خلال السنوات الأخيرة.

وتضمّنت الصفقة شراء الغاز المسال الجزائري -التي وقّعتها شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية مع شركة توتال إنرجي الفرنسية- بكميات إجمالية تبلغ نحو 2 مليون طن، حتى نهاية العام المقبل 2024، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واشتملت الصفقة الموقّعة بين الشركتين العملاقتين على عقدين آخرين في مجال المحروقات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الانتقال الطاقي والطاقات المتجددة، وهي الصفقة التي تستهدف ضمان أمن الطاقة في قارة أوروبا من خلال تأمين الغاز المسال الجزائري ومصادر الطاقة المتجددة.

يشار إلى أن منصة الطاقة المتخصصة، كانت قد استطلعت آراء عدد من الخبراء في مجالي الاقتصاد والطاقة بشأن الصفقة بين الجزائر وفرنسا؛ إذ أكدوا أهميتها اقتصاديًا للبلدين، ولا سيما أن فرنسا كانت دائمًا شريكًا للجزائر في مجال النفط والغاز، ومن أهم مستهلكي الطاقة الجزائرية.

موضوعات متعلقة..

• سلطنة عمان وقطر تتصدران أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يونيو
• أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو 2023.. مشروع ضخم للجزائر
• قطاع الغاز المسال في أستراليا يشهد توقيع صفقتين ضخمتين

اقرأ أيضًا..

• أسواق الغاز العالمية.. حقائق الإنتاج والاستهلاك وخرائط الصادرات والواردات (رسوم بيانية)
• هل يتدفق الغاز الجزائري إلى المغرب من جديد؟.. تصريحات رسمية تثير الجدل
• صحيفة: أرامكو السعودية توقع صفقة ضخمة بـ10 مليارات دولار
• أنس الحجي: السيارات الكهربائية مكلفة في الصيانة والتأمين.. وهدف أنصارها المال فقط (صوت)