التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

هل يتدفق الغاز الجزائري إلى المغرب من جديد؟.. تصريحات رسمية تثير الجدل

أحمد بدر

تصدّرت إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب الجدلَ من جديد، بعدما أثارت تصريحات العاهل المغربي الملك محمد السادس موجة من التكهنات بشأن إمكان التوصل إلى تفاهمات جديدة بشأن خط الغاز المغاربي الأوروبي.

وألقى الملك محمد السادس، مساء أمس السبت 29 يوليو/تموز (2023)، خطابًا بمناسبة الذكرى 24 لتولّيه العرش، قال فيه: "إن عملنا على خدمة شعبنا لا يقتصر على القضايا الداخلية فحسب، بل نحرص أيضًا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار"، وفق ما نشرته وكالة أنباء المغرب العربي، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف الملك: "خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل.. وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبًا، أن المغرب لن يكون أبدًا مصدر أيّ شرّ أو سوء، وكذلك الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا".

خط الغاز المغاربي الأوروبي

سلّط خطاب ملك المغرب الضوء مجددًا على أزمة انقطاع الغاز الجزائري إلى المغرب، بعد القرار الجزائري بوقف خط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي كان يحمل الإمدادات إلى القارة العجوز من خلال إسبانيا، والذي يأمل كثيرون في أن يعود للعمل من جديد.

الغاز الجزائري إلى المغرب
العاهل المغربي الملك محمد السادس - الصورة من الديوان الملكي

في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، توقفت إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب، وذلك بعد قرار الجزائر بعدم تجديد عقد خط الغاز المغاربي الأوروبي، وهو ما تسبَّب في أزمة كبيرة بين الجانبين.

وبرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون -حينها- قرار عدم تجديد الاتفاقية بأنه ردّ على تصرفات عدائية تجاه بلاده، لا سيما أن الجزائر كانت قد قررت في 24 أغسطس/آب من العام نفسه 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتزامن قرار قطع إمدادات الغاز عن المغرب من خلال خط الغاز المغاربي الأوروبي مع بوادر أزمة طاقة غير مسبوقة في أوروبا، إذ كانت أسعار الغاز قد ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، وتفاقمت الأزمة مع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى دورًا في قفزة عنيفة للأسعار.

وكان لقطع الإمدادات من خلال المغرب أثر كبير في إسبانيا، التي واجهت موجة من الارتفاع الحادّ في أسعار الكهرباء، إذ كانت تعتمد على الغاز الجزائري في توليد الكهرباء، وكانت تحصل على 45% من احتياجاتها الإجمالية من الغاز من الجزائر.

وأثارت تصريحات العاهل المغربي الملك محمد السادس موجة من التكهنات بشأن إمكان التوصل إلى اتفاقات جديدة بين البلدين المتجاورين، تعود بموجبها إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب، ومنه إلى أوروبا، عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي.

أزمة مع إسبانيا

في أبريل/نيسان من العام الماضي 2022، تصاعدت حدّة التوتر بين الجزائر وإسبانيا مع إعلان مدريد تشغيل خط الغاز المغاربي الأوروبي بشكل عكسي، ما يعني وصول الغاز الجزائري إلى المغرب من الاتجاه المقابل.

الغاز الجزائري إلى المغرب

وأعلنت الجزائر -حينها- أنه "لا يجوز لإسبانيا إعادة توجيه جزيء واحد من الغاز الجزائري إلى المغرب"، وهو ما ردّت مدريد عليه بالنفي، مؤكدة أن الغاز الذي سيصل إلى المغرب ليس جزائريًا.

وكانت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية قد أعلنت أن وصول أيّ كمية من الغاز الجزائري المصدّر إلى إسبانيا، لأيّ جهة غير المنصوص عليها في التعاقد بين البلدين، سيؤدي لانتهاء العقد وفسخه من جانب شركة سوناطراك.

بدورها، ردّت إسبانيا قائلة، إنها استجابت -فقط- لطلب المغرب بتقديم الدعم له، لضمان أمن الطاقة، على أساس العلاقات التجارية بين البلدين، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الإسبانية واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الغاز المسال في المغرب

على الرغم من انقطاع إمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب، لم تتوقف المملكة عن تنمية قدراتها في هذا الجانب، من خلال اتفاقيات ضخمة مع شركات عالمية، كان أحدثها اتفاق مع شركة شل العالمية، لتزويده بالغاز الطبيعي المسال.

ووقّع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب، 14 يوليو/تموز الجاري 2023، عقدًا مع شركة شل، لتزويد المملكة بنصف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا لمدة 12 عامًا، وفق بيان أصدرته وزارة الانتقال الطاقي، وحصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

الغاز الجزائري إلى المغرب
جانب من توقيع الاتفاقية بحضور وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي - الصورة من الوزارة (14 يوليو 2023)

ومن المقرر أن تبدأ إمدادات الغاز الطبيعي المسال تدفّقها إلى المغرب خلال الأعوام الأولى من المواني الإسبانية، من خلال خط الغاز المغاربي الأوروبي، وبعد ذلك سيورَّد مباشرةً عبر وحدات تحويل الغاز المسال المغربية المستقبلية.

وتدعم الاتفاقية واردات المغرب من الغاز المسال، بصفتها بديلًا لإمدادات الغاز الجزائري إلى المغرب، إذ تلبي جزءًا من احتياجات المملكة، وتضمن توريد الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء، وهو ما يلبي حاجة المغرب من الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذا هو الذباب الذي ينفق عليه النظام الجزائري المليارات ليقتات من الفتنة بين الشعبين المسلمين.

  2. مقال سياسي لا اكثر ولا أقل .؟ ثم انني لم لماذا تلقى دعايات المخزن رواجا وتفاعلا كبيرا رغم أنها مجرد دعاية ..... في الأخير الملك يتوسل إلى الجزائر لله يامحسنين لله يامحسنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق