أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير السياراتسلايدر الرئيسيةسيارات

أنس الحجي: السيارات الكهربائية مكلفة في الصيانة والتأمين.. وهدف أنصارها المال فقط (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن "لوبي" السيارات الكهربائية، لا يهمه تغير المناخ، وإنما هدفه هو الأرباح.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بعنوان "مستقبل الطاقة بين الواقع والأحلام والتضليل الإعلامي"، أنه عند الحديث عن هذا النوع من السيارات، فإننا نجد أن عددها قليل مقارنة بسيارات محركات البنزين والديزل، ما يعني صيانة أقلّ.

وأضاف: "علينا أن نتذكر -وسأكرر هذه الفكرة مرات عديدة- أن لوبي السيارات الكهربائية، ولوبي الطاقة المتجددة، وكل هؤلاء، لا يهمهم التغير المناخي، بل إنهم يهتمون بالأرباح، التي يأتي جزء كبير منها -إن لم تكن كلها- من الإعانات الحكومية، لذلك فإن الهدف في النهاية هو المال".

صيانة وإصلاح السيارات الكهربائية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه عند الحديث عن الرواية التي يذكرونها عن السيارات الكهربائية، بأن تكاليف صيانتها أقلّ والإصلاح أقلّ، نجد أنها أقلّ بالفعل، ولكن الأزمة هي عدم توافر محال تصليح وصيانة عامة.

وأوضح أن تصليح هذه السيارات يجري في وكالات خاصة بها، وهذا يعني ارتفاع التكاليف وانتظارًا أطول، إذ إن بعضهم ينتظرون أكثر من شهرين لإصلاح سياراتهم في إحدى الوكالات التابعة لشركة تيسلا الأميركية.

مركز لصيانة السيارات الكهربائية تابع لشركة تيسلا
مركز لصيانة السيارات الكهربائية تابع لشركة تيسلا - الصورة من موقع الشركة

يقول أنس الحجي: "المشكلة الأكبر أنه مع انتشار السيارات الكهربائية عالميًا، خاصة في أوروبا وأميركا، تكثر الحوادث التي يكون أحد أطرافها، أو الطرفان، أو أكثر، سيارات كهربائية، ومن المعروف أن تكلفه السيارة الكهربائية في بطاريتها".

وتابع: "البطارية هي أغلى شيء في السيارة، وهناك بعض السيارات الفخمة تكون كلفة البطارية وحدها 75 ألف دولار، وهي كلفة البطارية فقط وليست السيارة، لذلك فإن الإشكال هنا أن السيارة الكهربائية أثقل من مثيلاتها التي تسير بالبنزين والديزل، وأثقل بشكل كبير، وهذا يعني أنه عند حدوث حادثة طرفها سيارة كهربائية، تكون أخطر، والدمار فيها أكبر".

ولفت إلى أن الحديث هنا ليس عن بطاريات الليثيوم التي لا يمكن إطفاؤها لحين احتراق السيارة بالكامل، وإنما الحديث فقط عن الدمار وليس الاحتراق، إذ إن نسبة وصول الدمار للبطارية بسبب وزن السيارة كبير، وبما أن البطارية أعلى كلفة، تصبح كلفة إصلاح السيارة عالية جدًا بعد أيّ حادث، ونسبة خسارة السيارة بالكامل عالية أيضًا.

التأمين على السيارات الكهربائية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن شركات التأمين رفعت رسومها على السيارات الكهربائية، لدرجة أنها الآن أعلى من السيارات الأخرى، وبفارق كبير، ومن المتوقع أن تواصل هذه الرسوم ارتفاعها خلال السنوات القادمة، وقد تتوقف شركات إنتاج السيارات الكهربائية عن إنتاج نماذج معينة، لأن تكلفة التأمين ستقتل سوق هذه السيارات بشكل شبه كامل.

وأردف: "أعطيكم مثالًا، بأنه إذا كان التأمين على سيارة تسير بالبنزين بحدود 1600 دولار سنويًا، فإن مثيلتها من السيارات الكهربائية يكون التأمين عليها بحدود 2600 دولار أو أكثر، أي هناك فارق على الأقلّ يصل إلى نحو 1000 دولار".

لكن الإشكال هنا، بحسب الحجي، أن شركات التأمين ما زالت تدرس الوضع، لأن عدد السيارات ما زال منخفضًا، ومن ثم عدد الحوادث ما زال منخفضًا، ولكن ماذا سيكون الوضع عندما تصبح هناك مئات الملايين من السيارات في الشوارع؟

أحد المصانع المعنية بتصنيع السيارات الكهربائية
أحد المصانع المعنية بتصنيع السيارات الكهربائية - الصورة من نيويورك تايمز

وأوضح أن الشركات في هذه الحالة سترفع التأمين بشكل كبير، وهناك أمثلة أخرى بشأن التأمين، أحدها في ولاية تكساس الأميركية، التي تَسبَّب تغيُّر الجو ونزول الثلج فيها خلال السنوات الأخيرة بارتفاع التأمين على البيوت بمقدار الضعف، فقط بسبب البرد في أوقات معينة.

وأضاف: "لذلك أتوقع ارتفاع التأمين بشكل كبير على السيارات الكهربائية أيضًا.. وتشير الأرقام في الوقت الحالي إلى أن متوسط كلفة التأمين على سيارة كهربائية أعلى من سيارات البنزين والديزل بحدود 25%، ولكن ليست هذه المشكلة فقط".

وتابع: "الإشكال أنه بما أن الإصلاح يجري في الوكالات، فهناك انتظار طويل، والمعدل هناك على الأقلّ 14% زيادة في عدد الأيام لإصلاح السيارة الكهربائية، مقارنة بسيارة البنزين، لهذا السبب أسست شركة تيسلا شركة تأمين خاصة بها، لتفادي ضربة كبيرة لحصّة تيسلا السوقية".

ولكن، بحسب الحجي، مع انتشار سيارات تيسلا، سيضعف المركز المالي لهذه الشركة -شركة التأمين-، وقد تُغيّر سياستها وترفع رسومها حتى لا تفلس، أسوة بالسيارات الأخرى، لذا فإن الإشكال الأول يتعلق بارتفاع تكاليف الصيانة والتأمين.

وأكد أن هذه الأمور بدأت تظهر كثيرًا مؤخرًا مع انتشار السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يستمر الارتفاع بشكل كبير، وقد تكون هناك بعض السياسات من بعض الولايات الأميركية وبعض الدول لتخفيف حدّة هذا الارتفاع، بسَنّ قوانين، أو محاولة تقديم مساعدات إضافية لدعم السيارات الكهربائية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق